إيران برس - الشرق الأوسط: ونزل آلاف المحتجين إلى الشوارع أمس الأحد في تل أبيب والقدس المحتلة وحيفا ومدن أخرى فور الإعلان عن عزل وزير الحرب يوآف غالانت، وذلك عقب دعوته الحكومة لتجميد خطتها لتعديل النظام القضائي، التي أثارت انقسامًا كبيرًا بين الإسرائيليين.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن مفوض الشرطة وجّه بزيادة التعزيزات في جميع أنحاء الأراضي المحتلة، كما نقلت عنه قوله إن الشرطة ستعتقل كل من يتورط في عنف شديد وتخريب.
وأضاف مفوض الشرطة أن السلطات تسمح بالحق الديموقراطي في الاحتجاج لكنها لن تسمح بالاضطرابات العامة والإضرار برموز الحكومة، وفق تعبيره.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المفتش العام للجيش سيعقد اجتماعًا لبحث الآثار الأمنية لإقالة غالانت.
المعارضة تحذّر
من جانب آخر، أصدرت المعارضة الإسرائيلية بيانًا قالت فيه إن نتنياهو تجاوز الخط الأحمر، كما أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يكون ورقة في اللعبة السياسية.
ودعت قطاعات الجامعات والأطباء ونقابة العمال إلى إضراب عام اليوم الاثنين، في حين حذّر مسؤولون أمنيون من أن الانقسام الذي يعصف بالمجتمع والجيش الإسرائيليين سيتعمّق بعد إقالة وزير الحرب.
كما دعا قادة في الائتلاف الحاكم نتنياهو للتراجع عن التعديلات القضائية التي تحصّنه من المساءلة، في وقت حذّر فيه زعماء المعارضة الإسرائيلية من خطر انهيار الكيان.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن إقالة غالانت خطوة جديدة تمسّ الأمن القومي من حكومة معادية للصهيونية، واصفًا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالخطر على أمن إسرائيل.
إلغاء مداولات الكنيست
ومع تصاعد الاحتجاجات واتساع رقعتها، أفادت مراسلة قناة الجزيرة بأن لجنة القانون والدستور في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ألغت مداولات الليلة للتصويت على التعديلات القضائية.
كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين في الليكود -حزب نتنياهو- أن رئيس الوزراء قد يعلّق إقرار قانون تعديل النظام القضائي.
لكن يبدو أن نتنياهو سيكون في مأزق آخر إذا استجاب لمطالب المحتجين، فقد ذكرت القناة الإسرائيلية نفسها أن وزير القضاء ياريف ليفين يهدّد بالاستقالة إذا قرر رئيس الوزراء تعليق التعديلات القضائية.
وأوضحت القناة 12 أن نتنياهو وزعيم حزب شاس يؤيدان وقف التعديلات القضائية، لكنّ وزيري القضاء والأمن الداخلي يعارضان ذلك.
وقال المصدر نفسه إن 6 من نواب حزب الليكود في الكنيست يؤيدون تعليق التعديلات القضائية.
وقد خرجت مظاهرات متكررة في الأسابيع الماضية رفضًا لخطة تعديل النظام القضائي، لكن الاحتجاجات اتخذت أبعادًا جديدة بعد قرار نتنياهو إقالة وزير الحرب ووعيده لمن وصفهم بالمتمردين على الحكم.
أمام منزل نتنياهو
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن محتجين اخترقوا حواجز حول منزل نتنياهو في القدس المحتلة، وإن الشرطة استخدمت مدافع المياه لإبعادهم.
وقالت مراسلة قناة الجزيرة إن رئيس جهاز الشاباك وصل إلى منزل نتنياهو وسط محاولات من المتظاهرين للوصول إلى المنطقة.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مسؤولين ورؤساء بلديات أعلنوا أنهم سيبدؤون اليوم الاثنين إضرابًا عن الطعام أمام مكتب نتنياهو.
وقد أفادت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري بأن آلاف المتظاهرين يتجمعون في محيط الكنيست في القدس المحتلة رفضًا للتعديلات القضائية، وأن الأمن يدفع بتعزيزات للسيطرة على الموقف.
وأضافت المراسلة أن الشرطة تحاول إبعاد المتظاهرين عن مقر الكنيست.
وفي تل أبيب، أغلقت حشود من المحتجين الطريق السريع الرئيسي في المدينة، وأشعل متظاهرون النار وسط الطريق، وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أحد قادة الاحتجاجات قوله إن إغلاق الطرق مستمر حتى استقالة نتنياهو.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول كبير في الشرطة لم تسمّه أن الشرطة فقدت السيطرة على الاحتجاجات.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت أيضًا إن الشرطة "فقدت السيطرة تمامًا على المظاهرة الضخمة التي تجري في (شارع) أيالون (وسط تل أبيب) بعد إقالة وزير الحرب".
وفي إطار التحركات الاحتجاجية، قررت الجامعات الإسرائيلية تعطيل الدراسة اليوم الاثنين رفضًا لخطط تعديل النظام القضائي، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
من جانب آخر، نُقل عن رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلية (الهستدروت) أن الاتحاد سيعلن إغلاقًا كاملًا للاقتصاد، ردًا على قرار نتنياهو.
في الأثناء، أعرب سياسيون ومسؤولون سابقون عن قلقهم من انفلات الأوضاع في إسرائيل.
22
اقرأ المزيد
نتنياهو يُقيل وزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت