أهمية الخبر:
يمثّل هذا اللقاء مبادرة فكرية وشبابية لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المجتمعات في مواجهة الحروب المركّبة، والتي تشمل البعد الإعلامي والثقافي والفكري إلى جانب البعد العسكري. ويقدّم الحدث إطاراً عملياً لفهم كيفية مواجهة التهديدات المعرفية وبناء وعي مقاوم مستدام.
الصورة العامة:
شهد اللقاء حضوراً واسعاً من الشباب والباحثين من بينهم محمد باقر درويش مدير مركز التبليغ المعاصر في حوزة بقية الله الأعظم، وكميل باقر مسؤول القسم العربي في حفظ آثار قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد خامنئي. وقد تناول المشاركون تطوّر أشكال الحروب الحديثة وضرورة تطوير أدوات الفكر والجهاد الإعلامي والثقافي لمواجهة حملات التضليل ومحاولات التأثير على المجتمعات المستهدفة.
كما تم عرض فيلم قصير يحاكي صمود وانتصار جنوب لبنان والمقاومة. وقد ركّز المشاركون على تحويل جهاد التبيين إلى استراتيجية عملية تجمع بين التثقيف والدفاع والهجوم الفكري والثقافي.
ماذا يقولون:
أشار مدير مركز التبليغ المعاصر في حوزة بقية الله، محمد باقر درويش، في محاضرته إلى أنّ الحروب، رغم اختلاف أدواتها بين الحروب الناعمة والمركّبة وبالوكالة، تظلّ تستهدف وعي الإنسان وإرادته. وأضاف أنّ وظيفة المبلّغين وطلاب العلم لا تختلف عن دور الأنبياء في بيان الحق ومواجهة الانحراف الفكري، مؤكّداً أنّ «جهاد التبيين» استراتيجية متكاملة تستلزم تطوير الأدوات لمواكبة العصر، لا سيما في ظل الفضاء الرقمي ووسائل التواصل والذكاء الاصطناعي، وأنّ المرحلة الراهنة تتطلّب الانتقال من الدفاع إلى المبادرة والهجوم الفكري عند الحاجة.
وفي السياق نفسه، أكّد مسؤول القسم العربي في حفظ آثار السيد الخامنئي، السيد كميل باقر، أنّ النقد البنّاء ضروري إذا كان مصحوباً بحلول عملية، محذّراً من الانتقاد في توقيت يخدم العدوّ ويعزّز الإحباط داخل المجتمع. وأوضح أنّ إدارة النقد يجب أن تصب في تعزيز وحدة الموقف لا تفكيكها، وأنّ الوعي السياسي والبصيرة الدقيقة هما شرط أساسي لمواجهة الحرب المركّبة.
وفي مقابلة حصرية أجراها مراسل وكالة إيران برس الدولية للأنباء، أوضح السيد محمد باقر درويش أنّ دور المبلّغين في الحروب المعاصرة لا يختلف عن دور الأنبياء في تبليغ الرسالات، مشدّداً على أنّ «جهاد التبيين» هو امتداد طبيعي لمهمة بيان الحق والتمييز بين الغثّ والسمين. وأشار إلى أنّ التهديدات الرقمية والثقافية التي تصل إلى بيوت الناس تجعل الواجب مضاعفاً، داعياً إلى متابعة العدو في ساحات تأثيره والانتقال من الدفاع إلى الهجوم المعرفي.
كما أجريت مقابلة حصرية مع مدير الجناح التنفيذي في مبادرة «فسيلة»، السيد محمد أيوب، الذي أكّد أنّ تثبيت ثقافة المقاومة ضرورة استراتيجية، موضحاً أنّ المقاومة ليست عسكرية فقط، بل تشمل السياسة والثقافة والاقتصاد، وأنّ إشراك الشباب في هذه العملية يعزز صمود المجتمعات ويطور قدراتها الفكرية في مواجهة الهجمات المعرفية والثقافية.
نظرة أعمق:
يبرز هذا اللقاء دور المبادرات الشبابية والفكرية في تعزيز صمود المجتمعات فكرياً وثقافياً، حيث تصبح أدوات الإعلام والثقافة والفكر من أهم ساحات المواجهة في الحروب الحديثة.
zahra moheb ahmadi