أهمية الخبر:
تأتي الدعوة في سياق تصاعد التضامن العربي والدولي مع القضية الفلسطينية، وفي توقيت يحمل دلالات سياسية ورمزية، من خلال الربط بين مأساة غزة ومجازر صبرا وشاتيلا، ومن خلال تحويل الإضراب عن الطعام إلى وسيلة مقاومة سلمية تعكس صمود الشعب الفلسطيني وتعزز موقع المقاومة كخيار جامع.
الصورة العامة:
شهد المؤتمر حضور شخصيات سياسية وإعلامية بارزة من لبنان، إلى جانب ممثلي الشبكة، حيث أُعلن عن برنامج الفعاليات التضامنية وأكد المشاركون على أنّ غزة تمثل خط الدفاع الأمامي عن لبنان والعرب، وأنّ سلاح المقاومة مشروع وشرعي في مواجهة الاحتلال، فيما شكّل الإضراب عن الطعام رسالة إنسانية وصرخة عالمية ضد الحصار الصهيوني وقد حضر مراسل وكالة إيران برس للأنباء في لبنان المؤتمر وقام بتوثيقه.
ماذا يقولون:
أكد رئيس تحرير جريدة ’’البناء‘‘ اللبنانية ناصر قنديل أنّ شبكة ’’كلنا غزة، كلنا فلسطين‘‘ هي فضاء تشاركي طوعي بين مكوناته، لا يقوم على منطق الرئيس والمرؤوس، بل يفتح أبوابه أمام كل المؤمنين بفلسطين خياراً ومقاومة، بصرف النظر عن هوياتهم الدينية أو الحزبية. وربط قنديل بين ما يجري في غزة وما يهدد لبنان والعرب جميعاً، مشدداً على أنّ سقوط غزة، لا سمح الله، يعني بدء الحرب على لبنان واستباحة العرب، مضيفاً أنّ العالم سبقنا في فهم الرسالة حين قال: لسنا لنحرر فلسطين، بل فلسطين هي التي تحررنا.
ومن جهته، شدّد منسّق الشبكة في لبنان هاني سليمان على أنّ الشعب الفلسطيني اليوم هو صوت الحق في مواجهة القهر الإمبريالي-الصهيوني، داعياً إلى أن يكون اللبنانيون والعرب وكل أحرار العالم صياحاً موصلاً لهذا الصوت. وأوضح أنّ التحضيرات التي سبقت انطلاق أسطول الحرية من أربع وأربعين دولة جسدت وحدة التضامن الدولي مع غزة، معلناً أنّ الشبكة تدعو إلى إضراب عن الطعام في 16 أيلول في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، على أن يتكرر في 23 أيلول تزامناً مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك للتأكيد على أنّ هذا الكيان الوحشي لا مكان له بين الأمم، وللمطالبة بإعادة العمل بقرار تصنيف الصهيونية كحركة عنصرية.
أما نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي فقد اعتبر أنّ الاهتمام العالمي تغيّر بعد عملية طوفان الأقصى، إذ عادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام السياسي والشعبي الدولي. وربط قماطي المناسبة بذكرى انطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) وكذلك المقاومة الإسلامية، مؤكداً أنّ سلاح المقاومة ليس ملكاً لحزب داخلي بل هو حق شرعته القوانين الدولية، وأنّ أي قرارات حكومية أو محلية لن تستطيع أن تنزع شرعية هذا السلاح الذي يحمي لبنان.
وفي كلمة وجدانية، رأى الإعلامي روني ألفا باسم اللقاء الوطني الإعلامي أنّ الإضراب عن الطعام ليس بطولة أو استعراضاً بل هو فعل مقاومة في جوهره، معتبراً أنّ الجوع في غزة ليس خياراً شخصياً ولا حمية صحية، وإنما حصار يطوّق مليوني إنسان. وأضاف أنّ صرير بطون الأطفال في الليل أشد وقعاً من القنابل، داعياً المثقفين والطلاب والعمّال إلى الارتقاء بالفعل التضامني والمشاركة في الإضراب يومي 16 و23 أيلول، مردداً مع السيد المسيح: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.
النقاط الرئيسية:
الإعلان عن فعاليات تضامنية مع غزة خلال شهر أيلول في بيروت.
دعوة إلى إضراب عن الطعام في 16 أيلول ذكرى صبرا وشاتيلا و23 أيلول موعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تأكيد أنّ غزة خط الدفاع الأمامي عن لبنان والعرب.
إبراز دور المقاومة كخيار شرعي تفرضه القوانين الدولية.
اعتبار الإضراب عن الطعام فعلاً مقاوماً يعكس التضامن مع المحاصرين في غزة.
نظرة أعمق:
يبرز هذا المؤتمر كجزء من حراك تضامني متصاعد، يجمع بين البعد الرمزي للإضراب عن الطعام والبعد السياسي لتثبيت شرعية المقاومة ومركزية القضية الفلسطينية. فالربط بين غزة وصبرا وشاتيلا يعكس وحدة الدم والقاتل عبر التاريخ، فيما تساهم الدعوات العابرة للحدود في تثبيت أنّ فلسطين لم تعد قضية محلية أو إقليمية فحسب، بل قضية إنسانية وكونية تحرر الشعوب وتوحدها في مواجهة الاحتلال.
manouchehr mahdavi