إيران برس - إيران: وقال بقائي : "لقد أوضحنا بشكل صريح أننا غير راضين عن خفض مستوى العلاقات مع أستراليا. هذا القرار لم يكن قرارنا، لكننا اضطررنا إلى الرد بالمثل. لم نغلق السفارة الأسترالية في طهران، وما زلنا نرحب بأي مراجعة أسترالية لهذا القرار."
وفي ما يلي أبرز ما جاء في المقابلة:
المحاور: في البداية، ما ردّ الحكومة الإيرانية على طرد السفير؟
بقائي: هذا أمر مؤسف. نحن نعتبر خطوة الحكومة الأسترالية غير مبررة. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا عام 1968 كانت علاقاتنا محترمة، ونكنّ تقديرًا للشعب الأسترالي. قرار كانبيرا خفض مستوى العلاقات خطوة مفاجئة وغير مبررة.
المحاور: وما التفسير الذي قدمته الحكومة الأسترالية لذلك؟
بقائي: قالوا إن القرار جاء بسبب ما وصفوه بتورط إيران في عمليات معادية لليهود داخل أستراليا. وأوضحوا أن لا علاقة للسفارة أو السفير بالموضوع. ورغم ذلك وجهوا التهمة إلى إيران. نحن أكدنا أن هذه الاتهامات باطلة ولا أساس لها.
المحاور: هذه أول مرة منذ الحرب العالمية الثانية تطرد فيها أستراليا سفيرًا لدولة. ألا يعني ذلك أن القرار مدروس؟ وهل يعني ذلك قطع العلاقات نهائيًا؟
بقائي: نحن ندرك أنها سابقة، ولهذا نقول إن الخطوة غير مبررة. فكما ذكرت، معاداة السامية لا وجود لها في ثقافتنا ولا في ديننا ولا في تاريخنا. الجميع في إيران يعلم أن هذه التهمة ملفقة. ولدينا قراءتنا لأسباب القرار الأسترالي.
المحاور: ما هذه القراءة؟
بقائي: هل تصدق أنه بعد أقل من عشرة أيام من رسالة نتنياهو الغاضبة إلى رئيس الوزراء الأسترالي، والتي تضمنت إنذارًا لاتخاذ إجراءات ضد "معاداة السامية"، جاء قرار خفض العلاقات مع إيران؟ الشعب الأسترالي خرج في مظاهرات حاشدة بسيدني وملبورن وغيرها رفضًا للجرائم في فلسطين، وهذا ما أزعج إسرائيل. فاختارت بعض الدوائر الأسترالية أسهل طريق لإرضاء نتنياهو: اتهام إيران.
المحاور: لكن الاستخبارات الأسترالية تقول إنها تملك أدلة على تمويل وتنظيم إيران لهجمات حرق كنيس يهودي ومطعم في ملبورن. ما ردكم؟
بقائي: الكنيس الذي يشيرون إليه معروف بمواقفه المعارضة لسياسات إسرائيل. فلماذا نهاجمه؟ هذا اتهام سخيف. ثم لنتذكر أن جهاز الأمن الأسترالي نفسه هو الذي زوّر أدلة عام 2003 لجرّ أستراليا إلى حرب العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل، ليتبين لاحقًا أن كل ذلك كان باطلًا.
المحاور: يقولون إنهم تتبعوا مسارًا ماليًا يصل إلى الحرس الثوري.
بقائي: لم يقدموا أي دليل. ثم اعترفوا بأن "موساد" زوّدهم بالمعلومات. من الواضح أن الهدف هو تشويه صورة إيران وقطع علاقاتها مع شركائها.
المحاور: أنتم إذن تنفون تمامًا، لكن هل تدينون هذه الهجمات؟
بقائي: بطبيعة الحال. تاريخ التعايش في إيران مع اليهود والمسيحيين والزرادشتيين معروف. كُنُس اليهود مفتوحة وآمنة. مع أننا في حالة حرب مع إسرائيل، لم يحدث اعتداء واحد على يهودنا. هذه التهم مرفوضة جملة وتفصيلًا.
المحاور: طهران توعدت بإجراء مقابل. ما طبيعة ذلك؟
بقائي: قلنا بوضوح إننا غير راضين عن خفض العلاقات. لم نغلق سفارة أستراليا في طهران ونأمل أن تعيد كانبيرا النظر. لكن من الطبيعي أن نتخذ إجراءات متوازية.
المحاور: ما الضمانات للأستراليين الموجودين في إيران؟
بقائي: سؤال ليس في محله. بالطبع هم آمنون.
المحاور: وماذا عن المعتقلين الأستراليين؟
بقائي: أي متهم يُحاكم وفق القانون، بغض النظر عن جنسيته.
المحاور: ألا تخشون أن تؤدي هذه السياسات لعزلة إيران؟
بقائي: أبدًا. لدينا علاقات واسعة مع دول الجوار، ورئيسنا الآن في بكين لحضور قمة منظمة شنغهاي. عزلة إيران وهم يروجه الغرب.
المحاور: ما المطلوب ليعيش الإيرانيون والإسرائيليون بسلام؟
بقائي: نحن لم نهاجم أحدًا منذ قرنين. إسرائيل هي التي نشأت على الاحتلال وتمارس العدوان يوميًا. السؤال الحقيقي يجب أن يُوجّه لإسرائيل: متى ستنهي الاحتلال والجرائم ضد الفلسطينيين؟
المحاور: إذن أنتم لا تعترفون بحق إسرائيل في الوجود؟
بقائي: موقفنا ثابت منذ 1948. الحل هو استفتاء يشمل اليهود والمسيحيين والمسلمين من سكان فلسطين الأصليين لتقرير مستقبلهم. هذا هو الموقف الديمقراطي والشرعي.
المحاور: لكن هذا يبدو رفضًا صريحًا.
بقائي: على العكس. هذا أعدل الحلول. أليست الديمقراطية أساسًا لديكم؟ لماذا تُستثنى فلسطين من هذا المبدأ؟
المحاور: ترامب قال إن منشآتكم النووية دُمّرت. ما حجم الخسائر؟
بقائي: نحن نقيم الأضرار، لكن مجرد اعتراف واشنطن بالهجوم دليل على جريمة واضحة وانتهاك للقانون الدولي.
المحاور: وأوروبا تهدد بعقوبات ما لم تكشفوا عن مواقع المواد النووية.
بقائي: هذه الدول وقّعت معنا الاتفاق النووي المقرّ بقرار أممي. بدلًا من مطالبتنا، كان عليهم إدانة الهجوم الإسرائيلي-الأمريكي غير المشروع. منشآتنا تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية على مدار الساعة.
المحاور: لو كان رئيس وزرائنا أمامك، ماذا تقول له؟
بقائي: أقول له: افتخر بشعبك، لأنه يرفض الجرائم في فلسطين. لا تدفعوا ثمنًا سياسيًا لإرضاء إسرائيل. استمعوا لضمير شعبكم وكونوا في الجانب الصحيح من التاريخ.
المحاور: أخيرًا، ما مستقبل العلاقات مع أستراليا؟
بقائي: نحن لم نبدأ الأزمة. حريصون على العلاقات مع جميع الدول، بما فيها أستراليا. ما زال القسم القنصلي في سفارتنا هناك يعمل، وهذا مهم لجاليتنا. الكرة في ملعب كانبيرا لتحدد ما يخدم مصلحتها.
kobra aghaei