قال الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله في مهرجان "نصر وكرامة": أبارك مناسبة الانتصار على العدو الاسرائيلي في العام 2006 وجماليتها هذا العام انها جاءت بين عيدي الاضحى والغدير.

إيران برس- الشرق الأوسط: وأكد السيد نصر الله اليوم الجمعة في المهرجان الذي أقيم عند مربع المواجهة والصمود (بنت جبيل وعيناثا ومارون الرأس وعيترون):  كل مناطق جنوب لبنان كانت خلال الايام الماضية عامرة بأهلها بكل امن وطمأنينة بدون اي قلق او خوف من عدوان.

اللافت في مناطق الجنوب حالة العمران الكبيرة التي تتمّ بعرق وجهد الناس واموال المغتربين الذين تشنّ عليهم اميركا واسرائيل حربًا بلا هوادة في كل العالم.

هذا الحضور في الجنوب يعبّر عن ثقة الناس بالقدرة على ردع العدو الاسرائيلي، هذه النعمة يجب ان نعرفها وان نحافظ عليها.

الامن والامان في الجنوب جاء بناءً لتعب وجهد وعمل خاصة خلال الـ 13 سنة الماضية وهو ينعم بذلك من موقع القوي والمقتدر والشريف فلا احد يمنّ علينا بذلك.

اللبنانييون هم من صنعوا امنهم في لبنان والجنوب عبر المعادلة الذهبية المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة.

هذا الامن والامان لم يأت بالمجان وانما بناءً لعمل وجهد على مدار الساعة وهذه نعمة يجب ان تشكر ويتمّ المحافظة عليها.

عندما نتحدث عن المقاومة وتوازن الرعب مع العدو فهذا بناءً لعمل على مدار الساعة بالتسلح والتجهيز والتطوير لنكون في اعلى واقوى جهوزية وهنا نفهم لماذا تعمل اميركا على تجفيف منابع القوة للمقاومة.

الحرب التي شُنّت على لبنان في تموز 2006 كانت بقرار اميركي و”اسرائيل” كانت مجرد أداة وتهدف لاقامة شرق اوسط جديد ومكملة للغزو الاميركي لافغانستان والعراق.

الاسرائيلي كان سيكتفي بردّ الفعل الذي قام به في اليوم الاول لأسر الجنود لكن القرار الاميركي هو من دفعه الى الحرب بدون جهوزية.

هدف الحرب كان سحق المقاومة في لبنان والقضاء عليها في فلسطين وانهاء حكم الرئيس الاسد في سوريا والقضاء على المقاومة الجدية في العراق وعزل ايران تمهيدًا لاسقاطها وهذا المشروع لو نجح كان سيؤدي الى هيمنة اميركية على منطقتنا.

الحرب توقفت لسبب وحيد الا وهو إدراك الاميركي والاسرائيلي بفشله من تحقيق الهدف من الحرب بل خافوا ان ينقلب السحر على الساحر وكانت اسرائيل تدرك انها تتجه الى كارثة عظيمة وبدايات الانهيار في كيانهم.

مشروع الشرق الاوسط الجديد ما كان ليسقط لولا معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

في حرب تموز لم يكن هناك وحدة وطنية وانما كان هناك موقف سياسي رسمي متميز مثله الرئيس اميل لحود والاخ الرئيس نبيه بري ومن تضامن من كتل وتيارات والاهالي الذين فتحوا مناطقهم وبيوتهم ولو كان لدينا وحدة وطنية حقيقية كان لبنان في موقع من يفرض الشروط في ذلك الوقت.

في مربع الصمود قلة من المجاهدين تثبت بمواجهة كل هذا الكمّ العسكري في الجو والبر، من اين كل هذه الطمأنينة في القلوب؟ هذا فعل الله وتسديدًا منه وليس له اي تفسير آخر.

واليوم نحن اقوياء وسنكون اقوياء وأنوه بموقف الرئيس العماد ميشال عون الذي اكد انه لو تكررت الحرب سننتصر من جديد، بمثل هذه المواقف لن يستطيعوا ان يلحقوا بنا اي هزيمة على الاطلاق.

في حرب تموز بعد فشل الاعتداء الجوي كان لا بد من الذهاب على الارض الى المعركة، لذلك كانت العين على مدينة بنت جبيل للقول انهم حققوا انجازًا بريًا كبيرًا للتأسيس عليه بقية الحرب.

كل الدلائل تشير الى ان الهدف كانت بنت جبيل لرمزيتها في احتفال التحرير في العام 2000 للقول إن اسرائيل ليست بيت العنكبوت.

كان الجيش الاسرائيلي يريد ان يقدم انجازًا ميدانيًا للتقدم في بقية القرى ولكن الهزيمة في بنت جبيل حمى بقية البلدات وايقن الاسرائيلي ان ألويته وجيشه اضعف من السيطرة على مربع فضلًا عن السيطرة على مدينة وعلى بقية القرى لذلك كانت محطة مربع الصمود محطة حاسمة.

عقيدة بيت العنكبوت تأكدت بفضل الشهداء والمجاهدين في مربع الصمود وبيت جبيل.

من بركات حرب تموز يحاول الاسرائيلي ترميم صورة جيشه البري وما جرى سابقًا في غزة يؤكد هذا الامر.

في المقابل استفادة المقاومة من تجربة حرب تموز ولا سيما في مربع الصمود ووضعنا نظامًا عسكريًا للدفاع عن مدننا وقرانا وأرضنا.

اليوم اقول لكل الفرق والالوية الاسرائيلية اذا دخلتم الى أرضنا فإن كل بقعة في لبنان على شاكلة مربع الصمود بأكثر من 500 مرة، ستحضرون بثًا مباشرًا لتدمير الاولوية الاسرائيلية اذا دخلت الى جنوب لبنان.

بعد كل هذا الوقت منذ حرب تموز الكل اليوم يتحدث عن قوة المقاومة والأهم نظرة العدو اليك ورؤيته وما فرضته هذه المقاومة وفي طليعتها حزب الله من معادلات في هذا الصراع.

الكل في كيان العدو يعترف بهذا التوازن مع المقاومة وبعضهم يتحدث عن التوازن الاستراتيجي وهذا قوة للبنان.

أحد القادة الصهاينة يتحدث ان اسرائيل تُعدّ بلدًا صغيرًا وهشًا ومع عدد قليل من الصواريخ عالية الدقة يمكن لحزب الله ان يكبّدها ثمنًا باهظًا.

اسرائيل يجب ان تتحمل مسؤولية اي عدوان تشنّه والسؤال المطروح في الكيان الغاصب هل ستنتصر اسرائيل في اي حرب اخرى ضد لبنان؟ هم يحاولون اختراع مفهوم جديد للنصر لإقناع شعبهم به.

اليوم لدينا جبهة مقاومة ممتدة من فلسطين الى لبنان وسوريا والعراق وايران واليمن وقوى سياسية حية في البحرين وتونس والمنطقة والعالم.

لم يستطيعوا ان ينهوا المقاومة، والدليل ما يجري في فلسطين في غزة والضفة، هذا هو جيل فلسطين والمقاومة والمستقبل من شباب وشابات الضفة الغربية.

بحرب تموز أرادوا سحق المقاومة فتولد عبر السنين والدموع والدماء جبهة كبرى للمقاومة.

قوة محور المقاومة يجب البناء عليه في لبنان وبقية دول المنطقة سياسيًا وعسكريًا ولمنع الحروب.

اسرائيل لا تعتدي على لبنان لانها لا تخاف فقط من حزب الله وانما هي تعتقد ان اي حرب جديدة على لبنان قد تفجّر المنطقة عبر محور المقاومة، الاستناد الى محور المقاومة سيمنع اي حرب كونية على سوريا وسينهي العدوان على اليمن وسيمنع عودة الهيمنة الاميركية على العراق.

كلفة الصمود والمقاومة اقلّ بكثير من كلفة الخضوع والمساومة والاستسلام، في المقاومة تبقى لك أرضك ومستقبلك واهلك ونفطك وسيادتك اما في الاستسلام يأخذون كل شيء.

لمن يريد ان يفهم نقول إن محور المقاومة من خلال صموده واستعداده للمواجهة يمنع الحرب في المنطقة.

من يدفع للحرب في المنطقة هو نتانياهو والسعودي وبعض انظمة الخليج الفارسي، وبالاستناد الى محور المقاومة يمكن وقف الحرب.

ايران تملك القوة العسكرية والشجاعة والدليل اسقاط الطائرة المسيرة الاميركية في الخليج الفارسي واحتجاز السفينة البريطانية قانونيًا.

الحرب على ايران يعني الحرب على محور المقاومة ويعني ان كل المنطقة ستشتعل وهذا دعوة لفهم الحقائق والرسالة وصلت خلال الايام الماضية وأدرك بعض اللاعبين الصغار في منطقتنا ان النار ستحرق وجوههم وكياناتهم.

نحن في الداخل اللبناني لا نتصرف من موقع المنتصر ومن موقع فائض القوة نحن في الداخل نريد ان يحضر ويتعاون الجميع ولم نكن نوافق على الغاء وشطب احد.

لو انتصر المحور الآخر كيف كان سيتصرف البعض في لبنان مع حزب الله وحركة امل والقوى الوطنية وقوى 8 آذار؟

في الوقت الذي ندعو فيه للتعاون في مختلف الملفات ولا نريد إلغاء احد، نحن لا نقبل ان يقوم احد بإلغاء احد في بعض الطوائف او المناطق بل ندعو لاحترام الاحجام التي افرزتها نتائج الانتخابات النيابية.

المطلوب في لبنان ان لا يلغي أحدٌ أحدًا وعلينا العمل لرفع شأن بلدنا.

أتوجه الى اهلنا في قضاء صور ومدينة صور للمشاركة في الانتخابات الفرعية وقد اخترنا الاخ الشيخ حسن عز الدين ونأمل ان يفوز مرشح هذا الثنائي المنسجم ونأسف لاستقالة الاخ نواف الموسوي من موقعه النيابي.

من جديد اشكر جميع من شارك في الاحتفال بذكرى انتصار تموز وهذا جزء من المعركة والحرب والمشهد والرسالة التي يجب ايصالها للعدو ولكل المتربصين وهذا حاضرها كما ماضيها وهكذا سيكون مستقبلها.

إقرأ المزيد: 

حزب الله وحماس: إنتصارات المقاومة تحققت بدعم إيراني

22