إلتقى صباح اليوم الأربعاء ٩/١٠/٢٠١٩ عدد من النخب والمتفوقين علميًا من أنحاء البلاد بقائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في حسينية الإمام الخميني (رحمه الله) حيث أكّد سماحته على عدم سعي إيران لإقتناء السلاح النووي رغم قدرتها على ذلك نظرًا لحرمة هذا الأمر من الناحية الشرعية.

إيران برس- إيرانوخلال اللقاء إعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ ترافق العلم مع الثقافة الصحيحة والإنسانيّة يمهّد للإستفادة من المنافع الحقيقية للعلم والمعرفة وأضاف سماحته: عندما إختلطت العلوم النووية بالغة الأهمية والنفع بثقافة الغطرسة نتج عن ذلك تصنيع القنبلة النووية التي تحولت إلى تهديد كبير للعالم والبشرية.

كما أشار آية الله الخامنئي إلى الموقف الحازم والشجاع للجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن الحرمة الشرعية لإستخدام القنبلة النووية، وأكد سماحته: نحن رغم أنّنا كنّا قادرين على انتهاج هذا المسار، أعلنّا وفقاً لحكم الإسلام العزيز أن إستخدام هذا السلاح حرام قطعي ولذلك لا يوجد أيّ مبرّر ودافع لدفع ثمن إنتاج وإقتناء سلاح يُعتبر إستخدامه حرامًا قطعيًا.

وإعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ الإلتزام الجدي بالأسس الدينية والوطنية الشريفة يشكّل ضرورة ملحّة للنخب، وتابع سماحته: عندما يندمج العالم الإيراني مع الثقافة الإسلامية والإيرانية يصبح العنصر الإستراتيجي لحياة الشعب ويضخّ الروح والقوة في البلاد.

وفي مجال ضرورة ترافق العلم مع الثقافة الصحيحة، قال القائد: لا مشكلة لدينا في التتلمذ والتعلّم ولا نشعر بالعار جرّاء ذلك لكننا لا نرغب في أن تكون جامعاتنا إستنساخًا "للجامعات الأمريكية مع الثقافة الغربية الخاطئة ذاتها".

وإعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ تقليد ثقافة الجامعات الغربية يؤدي إلى زوال الإبداعات والإبتكارات العلمية، متابعًا: تقليد الآخرين يزيل أيضًا الإبداع والنشاط العلمي الحقيقي.

وأوضح سماحة القائد: إحدى إبداعات الثورة الإسلامية هي بعث روح الجرأة في الرجال والنساء، والعجزة والشباب ودفعهم نحو ولوج الميادين الصعبة ومن ضمنها الميادين العلمية لدرجة جعلت الأعداء يشيدون بإنجازاتهم.

ثمّ لفت سماحته إلى نماذج من المفاخر العلمية للبلاد وتابع: إستغلال القدرات العلمية في مختلف المجالات بالبلاد أدى إلى "رفع مستوى القوة الدفاعية"، و"العلاج والطب المتطور وكبح الأمراض"، و"الشؤون التقنية الهندسية"، و"التكنولوجيا الحيوية وإنتاج منتجات ذات استمرارية على ضوء تقنية النانو" و"التكنولوجيا النووية السلمية".

ودعا قائد الثورة الإسلامية النخب إلى لعب دور في مجال الدبلوماسية العامة، موضحًا: يمكن التعريف والترويج لـ"العلم النقي والشريف" و"الفكر الصحيح" عبر التواصل وجمع النخب في منطقة غرب آسيا، والعالم الإسلامي، ومحور المقاومة وحتى جمع النخب الباحثين عن الحقيقة في مختلف البلدان بالعالم ومن بينها أمريكا وأوروبا.

وإنتقد آية الله الخامنئي بعض التقصير في عرض المسار الثالث الذي أنشأته الثورة الإسلامية للعالم وأردف سماحته: مسارنا ليس إشتراكيًا ولا يعتمد على الديموقراطية الليبرالية. نحن عرضنا للشعوب مسارًا ثالثًا ببركة الإسلام وينبغي لنا العمل أكثر من السابق من خلال كلامنا المنطقي وعملنا على جذب القلوب نحو هذا المسار المفيد للبشرية وننقذ الشعوب من التغلغل المتزايد للثقافة الغربية المنحطة.

وفي جانب آخر من كلمته أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة خلق ونشر الأمل، متابعًا: على النخب والأساتذة وقادة الحراك العلمي أن لا يسمحوا بأن يصيب الأمل الموجود بتقدم البلاد أي خلل. 

وأضاف قائد الثورة في هذا الشأن: بالطبع توجد في البلاد مشاكل عديدة لكن لا ينبغي أن تُطرح هذه المشاكل بشكل أحادي الجانب وتقام مجالس العزاء دون الإلتفات إلى النجاحات المستمرة، لأنّه في هذه الحالة سوف ينطفئ الأمل في قلوب الشباب.

وإعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ نتائج "مقارنة التقدم العلمي للجامعات خلال الأعوام الأربعين الماضية مع مرحلة ما قبل إنتصار الثورة الإسلامية" مذهلة، وأردف: وبالطبع لا يزال هذا الحراك العظيم في أول الطريق، لكنّه سوف يصل إلى القمة بفضل الله وبهمة النخب والشباب ويجب على الشاب الإيراني أن يتطلع للمستقبل بهذه النظرة.

ثمّ أشار آية الله الخامنئي إلى أنّ التوكل والتقوى والأمور المعنوية تشكّل الأمل الحقيقي المتزايد وأوصى النخب الشباب قائلاً: إعملوا قدر المستطاع على تنقية قلوبكم النقية أكثر فأكثر وإجعلوا الله عزّ وجلّ نصب أعينكم في أقوالكم وأعمالكم دومًا فسوف تلاحظون حينها بشكل مستمر إعانة الله لكم في تقدمكم المستمر.

33

اقرأ المزيد: 

قائد الثورة يستقبل حشدًا من النخب العلمية والرياضيين الأبطال