التقى صباح اليوم الأربعاء 1 / 5 / 2019 عدد من الأساتذة والتربويّين بقائد الثورة الإسلامية آية الله سيد على الخامنئي وكان مما صرّح به سماحته قوله: العدوّ يصطف اليوم في مجالات غيرعسكرية وينبغي للشعب أن يشكّل اصطفافات حربية من أجل مواجهته وشدد آية الله الخامنئي على أن إجراءات العدو الرامية إلى إلهاء الأذهان سوف تنتهي بضرره وسوف يشهد الشباب هزيمة أمريكا وتركيع الصهاينة.

وخلال اللقاء أشاد آية الله الخامنئي بالمعلّمين وعدّد سماحته عدّة توصيات هامّة حول مختلف قضايا التربية والتعليم ومن ضمنها تكريم المعلّمين وتحسين أوضاعهم المعيشيّة، ثمّ شدّد قائد الثورة على ضرورة تنفيذ وثيقة "التطور" بالغة الأهمية فيما يخص التربية والتعليم، قائلاً: الأساتذة يربّون أهمّ ذخيرة لأي شعب وهي الذخيرة البشرية، وهم بناة الحضارة الحديثة، ومجاهدون في ساحات الصراع مع الجهل والأميّة وصناع هوية وثقافة الشعب.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن دور المعلم ووزارة التربية والتعليم دور أساسي مضيفًا: أهمّ ذخيرة لأي شعب هي الذخيرة البشرية، لأن البلد إذا فقد الذخيرة البشرية فسوف يصبح مثل تلك البلدان الغنيّة التي وقعت ثرواتها بأيدي الأذناب الخائنة للبشرية بشكل غبي، كما كان الحال في مرحلة الطاغوت  (شاه إيران المقبور) حيث كانت إيران راسية على بحر من النفط لكنّ الأعداء سيطروا على هذه المصادر وصنعوا من خلالها حضارتهم ومصانعهم واستخدموا نفطنا من أجل الانتصار في حروبهم.

ورأى آية الله الخامنئي أن الهويّة القويّة والثقافة الغنيّة والفكر السليم ركائز أساسية لبناء الحضارة وأشار سماحته من هذه الزاوية إلى نقاط هامة حول وثيقة ٢٠٣٠ وأسباب إصرار الأعداء المعلن وغير المعلن على فرض هذه الوثيقة على البلدان ومن ضمنها البلدان الإسلامية وإيران.

وقال قائد الثورة الإسلامية: خلاصة كلام وثيقة ٢٠٣٠ هي أنّه ينبغي أن يُلقّن نظامنا التعليمي نمط العيش وفلسفة الحياة للطفل بناءً على الأسس الغربية. أي أيها الأساتذة قوموا بتشكيل جيوش لصالح الغرب في صفوفكم الدراسيّة.

وتابع سماحته: يتمنى الغربيون من أساتذتنا المتديّنين والمهتمين بمستقبل بلادهم أن يربّوا لهم (الغرب) جيوشًا حتى يصبح تلميذنا جنديّاً ورعيّة عند أولئك المتوحشين أصحاب ربطات العنق الذين يقتلون الإنسان ويدعمون قتلتهم دون أن يرفّ لهم جفن.

وذكّر قائد الثورة بنجاة إيران من سيطرة الحكومة العميلة للأعداء ثمّ أكّد سماحته: لقد جاء البريطانيّون بمؤسس النظام البهلوي وعندما استغنوا عنه أمروه بمغادرة البلاد وقبل رضاخان بهذا الأمر في قمّة الذلّ والهوان وانعدام الغيرة. هل يمكن أن يكون هناك عار وذلّ أكثر من هذا بالنسبة للشعب بحيث أن الأعداء يعيّنون رئيس دولتهم ويعزلونه باستحقار متى شاؤوا ذلك؟

وأردف قائلاً: محمد رضا بهلوي أيضاً جاء به الأمريكان والبريطانيّون وهو في المقابل سخّر البلاد لهم، لكنّ الثّورة الإسلامية انتشلت إيران العزيزة من تحت أقدام هذه الشخصيات الحقيرة والذليلة والظالمة.حسناً، هل سيسامح الله من يعمل على تضعيف هذه الروحيّة الثوريّة؟

وفي ختام كلمته لفت آية الله الخامنئي إلى اصطفافات العدو الحربيّة وهجماتهم في المجالات الاقتصاديّة، والسياسيّة، والتغلغل الاستخباري وتوجيه الضربات من خلال الشبكة العنكبوتية قائلاً: أمريكا والصهيونية منشغلون بالتخطيط واتخاذ الخطوات في كافة المجالات وبالطبع هذا ليس محصوراً على الإدارة الأمريكية الحالية، بل إن الإدارات السابقة كانت تُقدم على نفس هذه الخطوات مرتديةً قفازات مخمليّة لكن الخدمة التي قدّمها لنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي هي أنه خلع هذه القفازات وكشف عن الأيدي الحديدية المخبّأة تحت القفازات الأمريكية.

وتابع سماحة قائد الثورة الإسلامية في إيران: في مقابل الاصطفاف الحربي للعدو ضد الشعب الإيراني، ينبغي للشعب أيضاً أن يشكل اصطفافات حربيّة ويخوض غمار ساحات جميع المسؤوليات، وهذا يشمل كل فرد من أبناء الشعب والأفراد ذوي المواهب والنخب، في أي مجال عملوا.

وأضاف سماحته: يبدو أن العدو لا يمتلك أي اصطفافات حربية في المجال العسكري لكن قواتنا العسكرية واعون بلا شك.

واعتبر قائد الثورة أن صون الوحدة الوطنية خاصةً في الظروف الراهنة ضروري للغاية، وأكد سماحته: على الجميع أن ينتبهوا ويجتنبوا من الوقوف بوجه بعضهم البعض بسبب خلافات صغيرة لأن قوة الشعب رهن بوحدة الناس والمجموعات الاجتماعية ومختلف القوميات والوحدة بين الشعب والمسؤولين.

وأردف سماحته: بفضل الله فإن المؤامرات والإجراءات التي يخططها العدو رغم دعاياته الواسعة الرامية إلى إلهاء الأذهان، سوف تنتهي بضرره وخسارته، ولا شك في أن الشباب الإيراني الأعزاء والشامخون سوف يشهدون هزيمة أمريكا وتركيع الصهاينة وعظمة الشعب الإيراني وانتصاره النهائي.

22