أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي أن الهدف من الاحتفال بالمولد النبوی الشریف لیس فقط تكريم هذه الذكرى، بل أخذ الدروس واعتبار رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسوة للمسلمين في حياتهم أيضًا.

إيران برس - إيران: وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها سماحته صباح اليوم الجمعة لدى استقباله رؤساء السلطات الثلاث وكبار المسؤولين والضيوف المشاركين في المؤتمر الدولي الـ36 للوحدة الاسلامية بمناسبة ذكرى ميلاد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وحفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).

ووصف قائد الثورة الإسلامية شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بأنها فريدة في كل عالم الوجود، ويمكن مشاهدة عظمة الحق تعالى في جميع مراحل حياة ذلك النبي العظيم.

وأوضح قائد الثورة الإسلامية أن يوم مولد النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) ليس يوما طبيعيا بل يوم مهم وكبير للغاية حيث ان تكريم هذا العيد ليس للاحتفال فقط.

وأشار قائد الثورة الاسلامية الى الحوادث النادرة التي وقعت عند مولد الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) والتي تُعتبر من معجزات هذه المناسبة العظيمة، من بينها سقوط الأوثان التي كانت في داخل الكعبة وانهيار طاق كسرى وغيرها من الامور التي تعني سقوط طواغيت العصر مهما كان حجمهم.

الوحدة تعني المشاركة في العمل لمواجهة مخططات الاستكبار

وتابع سماحته أن الدروس التي نستشفيها من حياة النبي تتجلى في قوله تعالى «لَقَدْ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِکُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْکُم بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفٌ رَّحِیمٌ» ، وهنا اريد التوقف عند عبارة (عزيز عليه ما عنتم) ومعناها: إذا تألمتم فإن الرسول يتألم.

واوضح القائد قائلا: لا شك ان هذه الآية لا تخص فقط المسلمين المعاصرين للنبي (صلى الله عليه وآله)، بل إن المقصود من ذلك هو المؤمنين على مر التاريخ، أي ان ما يعانيه المسلمون اليوم في فلسطين وميانمار و... يعاني منه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وفي المقابل يفرح الاعداء بتلك المعاناة.

واعتبر أهم المشاكل التي يواجهها المسلمون في الوقت الحاضر هي نتيجة الفرقة فيما بينهم، وقال: عندما نبتعد عن بعضنا البعض ونصبح متفرقين من الطبيعي آنذاك أن لا نريد الخير لبعضنا البعض.

وأشار الى الآية الكريمة «واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا» وقوله تعالى «فتفشلوا» مؤكدا أن الخلافات تتسبب في ابتعاد الناس بعضهم عن بعض وتضرب عليهم الذلة والمسكنة وبالتالي سيصبح المسلمون أذلاء صاغرين والتسبب بتسلط الآخرين عليهم.

الوحدة هي الحفاظ على مصالح الأمة الإسلامية

وتابع سماحته قائلا: علينا أن نسير نحو الطريق الذي يقودنا إلى تنفيذ احتفالات ’’أسبوع الوحدة‘‘ حيث لا تعني هذه الكلمة وحدة المذهب دون شك والخروج من مذهب والدخول إلى آخر، ولا تعني الوحدة الجغرافية كما حدث في الستينات اذ اعلنت بعض الدول العربية اتحادها، إلا أن ذلك لم يتحقق.

وشدد على أن مثل هذا الاتحاد لن يحصل ولا يمكن أن يتحقق، موضحًا أن الوحدة هي الحفاظ على مصالح الأمة الإسلامية وما هي احتياجاتها التي يجب توفيرها، وتتفق فيما بينها على أنه من يجب أن تتخذه صديقًا أو عدوًا، وكيفية توحيد المواقف في المفاوضات بينها وتحديد كيفية مقارعة الاستكبار العالمي.

وأشار إلى ان ما يتضح يوما بعد يوم هو أن الخارطة السياسية للعالم تتغير، وهذا يعني أن القطبية الواحدة واستخدام القوة لقهر الشعوب فقدت مشروعيتها كما يعني ان الشعوب قد استيقضت، وطُرد نظام القطب الواحد.

اليوم تحولت نبتة الجمهورية الإسلامية إلى شجرة متينة

وتابع سماحته أن الدول والشعوب الإسلامية لا بد أن تأخذ مكانها الرفيع في العالم الجديد الذي يتبلور، كما تستطيع أن تطرح نفسها كرمز، لكن بشرط، وهذا الشرط هو الاتحاد وعدم التفرقة، والتخلص من ايحاءات ووساوس الأعداء التي تثيرها أمريكا والكيان الصهيوني والشركات النفعية.

ولتقديم نموذج في هذا المجال قال سماحته: إننا في الجمهورية الإسلامية وقفنا بوجه القوى الكبرى.

وتابع سماحته قائلا: كان العالم في يوم ما، مقسما بين القوتين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق وكانتا متفقتان على معاداة الجمهورية الإسلامية وتتصوران أن بإمكانهما اجتثاث جذور هذه الشجرة التي تحولت اليوم الى شجرة متينة ويخطئ من يتصور أن بإمكانه اجتثاثها لأننا صمدنا وتقدمنا.

وفي جانب آخر من كلمته، قال آية الله العظمى السيد خامنئي إن من الامور التي ينبغي الاهتمام بها اليوم هي قضية المذاهب، فلا ينبغي ان ينجر الاختلاف في العقيدة والاختلافات المذهبية إلى نزاع، لا بد من منع أي شيء يجرّ إلى النزاع بشكل حاسم، واليوم دخلت السلطات الأميركية والبريطانية على الخط وباتت تناقش في محافلها مسألة الشيعة والسنة وهو أمر خطير جدًا.

واضاف: لقد طرحت سابقا مصطلح التشيع البريطاني والتسنن الامريكي، وتصوّر البعض بل أشاعوا أن التشيع البريطاني يعني الشيعة الساكنين في بريطانيا، وهذا كذب محض، فالتشيع البريطاني يمكن ان يتواجد في دولة إسلامية، المقصود هو الاستلهام من البريطانيين، وصنع شيعة أو سنة مهمتهم ايجاد الخلاف كمثل داعش والوهابية وامثالها، والتكفيريين الذين يطلق عليهم لقب ’’المسلمين‘‘، وقد يكونون ملتزمين بالاحكام الإسلامية الفردية، لكنهم يخدمون العدو، كل من أوجد خلافًا ونزاعًا فإنه يخدم العدو، ولا فرق أن يكون في أي مكان أو منصب أو بلد.

وفي الختام أعرب قائد الثورة الإسلامية عن أسفه لجرائم داعش في العراق وسوريا وأفغانستان خاصة قتل التلاميذ الأبرياء، مضيفًا أنه في الطرفين الشيعي والسني هناك متطرفون لا علاقة لهم بالتشيع أو التسنن، هؤلاء المتطرفون لا ينبغي ان يُتخذوا ذريعة لبث التهم على المذاهب الإسلامية.

وتطرق سماحته إلى ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم من صعوبات وضغوط وعمليات قتل يومية على يد الكيان الصهيوني، معتبرا أن ما يحدث في فلسطين هو نتيجة تشتت الأمة الاسلامية.

وحول وجود المشتركات بين المسلمين قال قائد الثورة الاسلامية إن الجمهورية الاسلامية بذلت كل ما تستطيع لتحقيق الوحدة الإسلامية على أرض الواقع، ومن أمثلة ذلك الدعم الكامل للاخوة السنة في فلسطين، وسنواصل هذا الدعم بكل قوة.

كما أكد سماحته ان جبهة المقاومة التي ولدت في العالم الإسلامي تدعمها الجمهورية الاسلامية، قائلا: إننا مؤمنون بلطف الله وعنايته ويحدونا الأمل للتحقيق العملي للأمنية الكبيرة المتمثلة بالوحدة الإسلامية.

33

اقرأ المزيد

قائد الثورة: أعمال الشغب في البلاد مخططات سلبية للعدو

قائد الثورة الإسلامية: الغربيون يتعدون الخطوط الحمراء كلما تقتضي مصالحهم