أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، أن حج هذا العام هو حج البراءة مضيفا، أنه في هذا العام، يجب أن يكون الحجاج قادرين على نقل منطق البراءة القرآني إلى العالم الإسلامي بأكمله.

إيران برس - إيران: ويأتي ذلك لدى استقبال قائد الثورة الإسلامية صباح اليوم الاثنين جمعا من المسؤولين والمعنيين بشؤون الحج في إيران وحشدا من حجاج بيت الله الحرام.
وفي هذا اللقاء الذي بدأ بترديد تلبية الحج: ‘‘لَبَّیك الّلهُمَّ لَبَّیك، لَبَّیك لاشَریك لَك لَبَّیك، إنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَك وَالْمُلك، لاشَریك لَك لَبَّیك’’، قال قائد الثورة الإسلامیة متسائلا: لولا مساعدة أمريكا هل كان للكيان الصهيوني القوة والشجاعة للقيام بهذه التصرفات الهمجية؟ لا يمكن معاملة القتلة وداعمي القتل بلطف.

وأضاف: يجب أن يكون الحجاج هذا العام قادرين على نقل منطق البراءة القرآني إلى العالم الإسلامي بأكمله.

وقال قائد الثورة الإسلامیة : هذه الأحداث الغريبة والضخمة التي تجري في غزة والكشف عن وجه وطبيعة سفاحين ولدوا من الحضارة الغربية، ستبقى في التاريخ والاهتمام بها لا يقتصر على اليوم وهذه الأيام.

واستطرد سماحته قائلا: ما يحدث اليوم في غزة وفلسطين من اعتداءات وحشية للكلاب الصهيونية المسعورة ومصاصي الدماء الصهاينة، من جهة، ومظلومیة أهل غزة المسلمین وفي نفس الوقت مقاومتهم من جهة أخرى، كل منهما يشكل مؤشرا ضخما سيبقى في التاريخ وهي مؤشرات مهمة من شأنها أن تبيّن الطريق إلى مستقبل البشرية.

وتابع سماحة القائد: حجّنا هذا العام هو حج البراءة حسب تعاليم سيّدنا إبراهيم وطبعاً منذ بداية الثورة الإسلامية كان هناك حج البراءة، ويجب أن يظل، لكن حج هذا العام هو حج البراءة بشكل خاص.

وأكد قائد الثورة الإسلامية: النبي إبراهيم(ع) الذي كان رحيما ورؤوفا ويستشفع لقوم لوط، ويستغفر للعاصين، ويؤمن بالإحسان إلى الكفار الذين لا يحاربون، يقف في مكان آخر بشكل حاسم ويعلن عن برائته ويقول في القرآن: «إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ» و«وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ»، من المقصود في هذا الكلام، الذين يقومون بالمحاربة.

وأشار سماحته إلى قوله تعالى في القرآن الكريم «إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ»، وأوضح: ينهانا الله تبارك وتعالي في هذه الآية الكريمة عن اقامة اى علاقة وصداقة مع هؤلاء المجرمين وهذا يعني أنه يجب أن تكون بيننا وبينهم العداوة.

وتابع آية الله خامنئي: من في العالم اليوم يعادي المسلمين ويحاربهم ويقتلهم، من الذي يخرج المسلمين من الرجال والنساء والأطفال من منزلهم وبلدهم، فهل يمكن وصف العدو الصهيوني في القرآن بشكل أوضح من هذا؟ العدو ليس فقط الصهاينة، بل «وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ» أولئك الذين يساعدونه. من يساعد الصهاينة اليوم، لولا مساعدة أمريكا، هل كان لدى الكيان الصهيوني القوة والجرءة على معاملة المسلمين، رجالاً ونساءً وأطفالاً بهذه الوحشية في هذه المساحة المحدودة... فإذن لايمكن التعامل بلطف مع القاتل وداعميه ومن يؤيد القتل، ومن يهدم البيوت، قوله تعالى: «وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».

وأكد قائد الثورة الإسلامیة أن من يمد يد الصداقة إلى هؤلاء هم الظالمون، وقوله تعالى «أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ» يصدق عليهم. هذا هو نص القرآن وآياته الكريمة، فإذن إن براءة هذا العام أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، وحج هذا العام هو حج البرائة.

واضاف سماحة القائد: من العناصر الأساسية في الحج مسألة الوحدة والتأزر والتواصل مع المسلمين ويجب على المسلمين أن يقتربوا من بعضهم البعض، ويعرفوا بعضهم البعض، ويفكروا معا، ويتخذوا القرارات معا. نريد من المسلمين أن يقرروا معا، اجتمعوا ليكون لهذا الاجتماع والوحدة نتيجة طيبة للعالم الإسلامي والإنسانية، وطبعاً مقدمته هو التفاهم؛ بعيدا عن الجنسیات والانقسامات الدينية والطائفية.

واعتبر قائد الثورة الإسلامیة المنهج الإبراهيمي في الحج، أي البراءة الواضحة من الأعداء، ضروريا أكثر من أي وقت مضى في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم الإسلامي.

وقال سماحته إنه يجب أن يكون الحجاج الإيرانيون وغير الإيرانيین قادرين على نقل المنطق القرآني الداعم للشعب الفلسطيني إلى العالم الإسلامي كله من خلال الاعتماد علی هذا النهج.

وأضاف قائد الثورة الإسلامیة : طبعاً الجمهورية الإسلامية لم ولن تنتظر الآخرين ولكن إذا ساعدت ورافقت الأيادي القوية للدول والحكومات الإسلامية ، فإن الوضع المثير للشفقة الذي يعيشه الشعب الفلسطيني لن يستمر.

وأعتبر قائد الثورة الاسلامیة أن النقطة البارزة في الجانب الاجتماعي للحج هي وحدة المسلمين وتواصلهم مع بعضهم البعض وقال إن فلسفة دعوة الله لجميع الناس للتواجد في مكان محدد وفي أيام محددة هي تعريف المسلمين ببعضهم البعض والتفكير معًا واتخاذ قرارات مشتركة حتى يستفيد العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء من نتائج الحج وثماره.
واعتبر سماحة القائد تجاهل الاختلافات القومية والدينية والعرقية مقدمة ضرورية للوحدة وقال إن التجمع الضخم والموحد لأتباع جميع المذاهب الإسلامية من جميع الجنسيات هو علامة واضحة على الجانب السياسي والاجتماعي للحج.

33

اقرأ المزيد

قائد الثورة الإسلامية : الوحدة والروحانية هما الركيزتان الأساسيّتان لخطاب الحج

الحج.. استعراض الوحدة والتضامن وقوة الإسلام