أصدر رؤساء هيئات وشخصيات علمائية جزائرية مؤخرًا فتوى بوجوب المقاطعة الاقتصادية للشركات الداعمة للكيان الصهيوني، مشيرين إلى أن المقاطعة وجه من أوجه الجهاد المالي الذي أمرنا الله تعالى به.

إيران برس - أفريقيا: ووقّع على الفتوى عدد من رؤساء هيئات وطنية وشخصيات علمائية من بينهم الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين والشيخ جمال غول رئيس المجلس الوطني للأئمة وكذا الشيخ نور الدين لعموري رئيس جمعية المعالي إلى جانب عدد من الدكاترة والأساتذة الجامعيين والأئمة من مختلف الولايات.

وجاء في الفتوى أنه من أهمّ صور نصرة إخواننا في فلسطين المقاطعة الاقتصادية؛ فهي شكلٌ من أشكال المقاومة والنّضال، وسلاح ردع فعّال، تستمدّ مشروعيتها، ووجوبها في هذا الظّرف الصعب.

وجاء فيها أيضًا: ”وإنّنا إذ نفتي بوجوب المقاطعة الاقتصادية لداعمي الكيان الصهيوني؛ نؤكّد أنّ هذه الوسيلة لا تعفي الدول الإسلامية وشعوبها؛ من وجوب بذل وسائل الردع والمقاومة المكافئة للعدوان، عسكريًا، وسياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، فإنّ تفاعل دول المسلمين وشعوبهم مع هذه المعركة الفاصلة في تاريخ الأمة، وفي مصير القضية الفلسطينية؛ باهت وضعيف، وهو دون الواجب بكثير.”

وتابعت الفتوى: “إنّ المقاطعة وجه من أوجه الجهاد المالي الذي أُمرنا الله به في قوله تعالى: “انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ الله ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون” التوبة: 41 “

وقال بيان العلماء إن المقاطعة الاقتصادية تُلحق الضّرر بالداعمين للصهاينة المعتدين، فتردعهم عنه، و تردع غيرهم، وغير ذلك من الأثر الذي يدخل في جملة النَّيل من الأعداء، المطلوب قليله وكثيره، لقوله تعالى:”وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِح” التوبة: 120.

أكدت الفتوى أنّ أي تعامل اقتصادي مع هؤلاء الداعمين للعدوّ الصهيوني؛ يندرج في باب إعانتهم، وتقويتهم، وتكثير أرباحهم، وهو من التعاون على الإثم والعدوان المحرّم بنصّ الكتاب في قوله تعالى: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ “.

وأكدت: “إنّه لا عذر لأحد من المسلمين في ترك ما يقدر عليه من جهاد الدفع ضدّ العدو الداهم لأرض المسلمين، سواء بنفسه، أو ماله، أو علمه، أو عمله، والمقاطعة الاقتصادية وسحب الأموال من البنوك الأجنبية. هي الحدّ الأدنى المقدور عليه في هذه المرحلة من صراع الأمة مع الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، فلا أقلّ من أن يلتزم به كلّ مسلم صادق في دينه، وفي ولائه لإخوانه المستضعفين.

أكد علماء الجزائر أنّ “المقاطعة الاقتصادية الشعبية تعبّر عن موقف صادق جادّ من قِبل الشعوب العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى المبارك، وإنّ واجبنا الشرعي، ومسؤوليتنا الأخلاقية، وقيمنا الإنسانية؛ كلّ ذلك يفرض علينا المسارعة إلى نصرة إخواننا المقاومين، وأهاليهم المظلومين، المهدّدين بالإبادة الجماعية في غزة وفلسطين؛ وندعو الهيئات والمؤسسات العلمية والمجتمعية والنقابية إلى استنهاض الأمّة لتبنّي موقف المقاطعة، كما ندعو وسائل الإعلام، والمؤثّرين على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي إلى تبنّي هذا الموقف؛ والدعوة إليه، ونشره على أوسع نطاق.”

22

اقرأ المزيد 

هنية: نؤكد التزامنا بتنفيذ الهدنة وإنجاحها طالما التزم الاحتلال بذلك