أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له، اليوم الخميس، بمناسبة جمعة رجب ( ذكرى دخول أهل اليمن في الإسلام)، أن الشعب اليمني وفي إطار موقفه وهو يمن الايمان والحكمة، يمن الجهاد في سبيل الله، يمن الموقف الإيماني الحق، فإننا لن نتردد في فعل كل ما نستطيع وسنواجه العدوان الامريكي.

إيران برس - الشرق الأوسط: وأكد السيد الحوثي أن أي اعتداء أمريكي  لن يبقى أبدا بدون رد، والرد لن يكوون بمستوى العملية التي نفذت اخيرا باستهداف الأمريكيين في  البحر  بـ24 طائرة مسيرة وعدد من الصواريخ بل الرد أكبر من ذلك وأكثر من ذلك، مضيفًا أن كل اعتداء أمريكي لن يبقى بدون رد ولن يرجعنا الموقف الأمريكي والبريطاني الساعي لحماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي.

وأوضح أن الموقف الامريكي والبريطاني الحامي للسفن الاسرائيلية يأتي من أجل أن يواصل العدو جرائمه بدون إزعاج لأن الموقف اليمني في منع السفن الاسرائيلية موقف مؤثر و فاعل وكبّد العدو الصهيوني الخسائر الكبيرة في اقتصاده وأثّر على العدو، وامتد تأثيره الى من يدعمون العدو ويقدمون له غطاء ارتكاب الجرائم ويتورطون معه في تلك الجرائم.

وأشار إلى أننا بتوفيق الله لسنا في هذا الشعب اليمني ممن يخاف من أمريكا ولا ممن كان سقف موقفه الى الدرجة التي لا تغضب أمريكا، مؤكدًا أن الاعتداء على قواتنا البحرية كان شاهدًا من شواهد تأثير موقفنا على العدو الصهيوني، لذلك هو مزعج للعدو الصهيوني والامريكي ومزعج للبريطاني ولكل الذين قدموا أنفسهم  لخدمة اليهود، مضيفًا أن انزعاجهم إذا كان شديدًا جدًا فنحن فرحون ومسرورون جدًا لمدى ذلك الانزعاج. 

وأكد أن الأمريكي لا هم له سوى أن يورط الآخرين معه ويبذل كل جهد لتوريط دول اخرى للمواجهة مع شعبنا العزيز فأحيانًا يحاول أن يجرّ الأوروبيين ليورطهم فيما لا مصلحة لهم فيه، قائلًا: نقول لكل الأوروبيين وكل الدول الآسيوية في الشرق والغرب ونقول للجميع أنهم لا مشكلة عليهم في المرور والعبور من البحر الاحمر فالمستهدف فقط وبشكل حصري السفن الاسرائيلية ومن يريد أن يتورط ويعتدي على شعبنا العزيز وأن يستهدف قوة جيشنا العزيز فهو يخاطر فعلًا بملاحته وسفنه التجارية أيضًا ويخاطر على المستوى العسكري وسيدفع ثمنًا باهضًا لأننا شعب مجاهد نعتمد على الله.

وأضاف أن شعبنا لا يتهرب من ميدان المواجهة وأيًا كانت المواجهة ومع أي عدو ومهما كانت امكاناته فنحن شعب يعتمد على الله الاكبر والعظيم ولذلك نوجه النصح لكل الدول الاسيوية والاوروبية في الشرق والغرب أن لا تورطكم أمريكا و دعوها تتورط هي وتفرجوا عليها ولتتورط معها بريطانيا فلا مشكلة فهي قدمت للعدو الصهيوني الخدمات منذ نشأته.

وأكد أن نفسنا طويل وقدرة شعبنا على التحمل كبيرة وشعبنا معتاد على الثبات لفترات طويلة فالخاسر هو من يورط نفسه بالاعتداء على شعبنا خدمة لإسرائيل.

ووجه السيد القائد النصح لكل الدول العربية والبلدان في عالمنا الإسلامي أن لا تشترك مع الأمريكي في سعيه لحماية السفن الاسرئيلية فمن يخدم الاسرائيلي هو  يشترك معه في الجريمة وهو عمل دنيء، وأسوأ مجرم هو من يتعامل مع الإسرائيلي ليواصل جرائمه .

وأشار إلى أنه لا يليق ببلد عربي أن يقف مع العدو الصهيوني، لافتًا إلى أن ما حصل من النظام البحريني هو لا يمثل الشعب البحريني فشعب البحرين شعب عزيز وثائر ومظلوم وواجه الأمرّين من نظام آل خليفة الذين هم عبيد للصهاينة ومتورطون في جرائم أخضعتهم إلى أسوء حال وقصصهم معروفة تحدثت عنها حتى جهات غربية وافتضحوا بذلك كثيرًا فهم لا يمثلون الشعب البحريني الذي موقفه مشرف عظيم وهم شعب مظلوم وموقفه من فلسطين واضح وهم يتبنون مظلومية الشعب الفلسطيني بالرغم مما هم فيه.

كما عبّر السيد عن أمله من بقية الدول ان لا تتورط في الاعتداء على بلدنا وان يتركوا الامريكي ليتورط ونحن بحمد الله نرتاح ان تكون المواجهة مباشرة مع   الامريكي ومهما قدّمنا من الشهداء فلن يؤثر علينا ولن يفتّ في عضدنا ول نقلل من مدى اهتمامنا لأننا قدّمنا الآلاف من الشهداء في التصدي للذين حاربونا نيابةً عن الأمريكي وقدّمنا آلاف الشهداء فإذا كانت المواجهة مباشرة مع الامريكي فذلك أحب إلينا ونحن مستعدون لفعل ما يلزم ونقاتل بكل جرأة لأننا نعتمد على الله ولا نعتمد على انفسنا.

وجدد التأكيد على أن موقف الشعب اليمني تجاه العدوان على الشعب الفلسطيني هو من اهم مصاديق قول الرسول: ‘‘الايمان يمانيّ والحكمة يمانية”.

وفيما يتعلق بشهداء قواتنا البحرية أوضح السيد أنهم شهداء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وفازوا فوزًا عظيمًا بنيل الشهادة في المعركة المباشرة مع الأمريكي أثناء اعتداء امريكي مباشر نحن بذلك اكثر عزمًا على مواصلة المشوار في استهداف السفن الاسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل وعلى الامريكي أن يعرف ماذا يعني هذا.

ودعا السيد الشعب اليمني إلى مواصلة كل انشطته في اطار هذا الموقف من التعبئة والتدريب والمظاهرات والمسيرات والفعاليات المتعددة وفي اطار التبرع بالمال والنشاط الاعلامي وفي اطار الموقف الرسمي والشعبي دون تردد وتراجع.

كما دعا المتخاذلين من أبناء الأمة الإسلامية وقال: فاذا لم يتحرك الانسان تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني فمتى سيتحرك  فالأعداء هم اليهود الصهاينة والجرائم واضحة والمظلومية  بينة فمتى سيتحركون إذا لم يتحركوا الآن.

وجدد السيد التأكيد على أن الشعب اليمني سيواصل تحركه من منطلق انساني، ويوم الغد بإذن الله شعبنا بماضيه المشرف وتاريخه الناصع سيخرج خروجًا مشرفًا مليونيًا بدون فتور ولا ملل وبحضور كبير جدًا عصر الجمعة، وأضاف: شعبنا العزيز هذا هو أملي فيكم بانتمائكم الايماني وقيمكم واخلاقكم.

جرائم فضيعة

أكد السيد أن حجم الجرائم ومستوى مظلومية الشعب الفلسطيني، خاصة وأن العدو يصر على مواصلة الجرائم والتجويع والحصار، فإن هذا الإصرار يقابله مسؤولية إيمانية اخلاقية إنسانية على أمتنا الاسلامية لتقف هي في المقدمة لدول العالم وتقود العالم لمنع استمرار الجرائم والحصار، موضحًا أنه ومن هذا المنطلق تحرك شعبنا العزيز بكل ما يمكن وتحرك تحركًا شاملًا بالمظاهرات والمسيرات التي لا مثيل لها في أي بلد آخر، كما تحرك شعبنا بالموقف العسكري والاستهداف للعدو بالصواريخ والمسيرات وفي منع السفن المرتبطة بإسرائيل من العبور في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والاستهداف لها.

وأكد السيد أن الشعب اليمني سيتحرك في كل ما في متناوله، واي مستوى يصل اليه شعبنا لن يتردد في أن يتحرك، موضحًا أن سقفنا عالٍ.

وأضاف السيد أن شعبنا تحرك في مجالات مختلفة على مستوى التعبئة العامة وشملت عدة محافظات وأصبح المنتمون لها بالآلاف، كما تحرك شعبنا في الفعاليات المتنوعة وعلى مستوى التبرع بالمال وفي الجبهة الاعلامية ومن المنطلق الايماني تحرك شعبنا على كل المستويات وبكل الامكانات وبشكل مستمر لان الآفة الكبرى ألا هو الملل فالبعض تفاعلوا في البداية وعبروا عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني واظهروا التفاعل بالمظاهرات والمسيرات والبعض بالمقاطعة ولكنهم مع الأيام يتروضون ويعتادون على ما يسمعونه من مآسٍ وأحداث وتصبح في ذهنيتهم صورة اعتيادية ولكي يتحمسوا من جديد يحتاجون إلى مأساة أكبر، فأي مأساة أكبر مما يحدث في فلسطين.

وأوضح السيد أن شعبنا مختلف تمامًا عن الشعوب الأخرى فقد خرج في مسيرات كبرى ولا زال يخرج ويستمر على ذلك وبعد الجريمة الأمريكية في الاعتداء على المجاهدين في القوات البحرية في البحر الاحمر ازداد الخروج وكان الخروج في المسيرات الجمعة الماضية خروجًا لم يسبقه خروج بهذا المستوى التصاعدي الذي هو من مصاديق الانتماء الايماني ويعبر عن يقظة.

ولفت السيد إلى الإصرار الأمريكي في دعم الكيان الصهيوني لإبادة الشعب الفلسطيني وبذلك المستوى من الحصار والتجويع وقال: الامريكي الذي يقول في كل يوم بانه يعارض وقف اطلاق النار وأنه مصر على استمرار الاجرام والمذبحة بتقديمه للقنابل والمال وكذلك الاشراف على ارتكاب الجرائم وادارة التنفيذ وتقديم الحماية على المستوى الاقليمي والدولي وبكل وقاحة ومجاهرة عجيبة في تبني الاجرام الصهيوني فإن هذا يستفزنا ويزيدنا إصرارًا وعزمًا على موقفنا وثباتنا  على موقفنا وتصعيدًا في موقفنا.

وأبدى السيد استغرابه لموقف الأمة الإسلامية المتخاذلة تجاه ما يحدث بحق الشعب الفلسطيني وقال: علينا مسؤولية كأمة مسلمة ان نتحرك وأن لا نملّ وان نتجه الى تصعيد موقفنا فهناك مسؤولية كبيرة، لافتًا إلى أهمية أن تتوسع دائرة المقاطعة الاقتصادية في دول الخليج.

وتوجه السيد بالنداء على كل الشعوب في دول الخليج أن بإمكانهم أن يقاطعوا البضائع الأمريكية والاسرائيلية فهم أكثر الشعوب استيرادًا للبضائع الأمريكية نتيجة لسياسات حكوماتهم.

وللشعب المصري الكبير فقد ناشدهم السيد لمقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية وذكّرهم بمسؤوليتهم الاخلاقية ليقاطعوا وليعبروا عن صوتهم المؤيد للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أهمية أن يشهروا ويفضحوا الموقف الامريكي وأن يلعنوا الأمريكي والاسرائيلي والبريطاني ويعبروا عن سخطهم وهذا أقل ما يجب عليهم فعله.

وأشار السيد إلى أن الإنسان لو وصل إلى مرحلة أن لا يقول ولا يفعل أي موقف وكذلك الشعوب إذا وصلت إلى هذا المستوى وغلب عليها حالة الصمت والتنصل عن فعل اي شيء من كلمة أو مقاطعة فإن هذه الحالة خطيرة جدًا على الانسان أمام الله حينما يسأله يوم القيامة عن تفرجه على كل هذه الجرائم والمآسي.

أما الذين تحركوا على مستوى محور المقاومة فأكد السيد أن هذا الموقف جيد ومهم ويجب ان لا نملّ، لافتًا إلى التصعيد الاسرائيلي في لبنان عبر الاغتيالات واختراق السيادة اللبنانية، قائلًا ’’هو يزيد من عزم وإصرار اخوتنا في حزب الله وتصعيدهم فهم يتحركون من منطلق ايماني وهكذا مضى أحرار الأمة في العراق من الحشد الشعبي.

وشدد السيد على وجوب أن تستعيد المظاهرات والمسيرات زخمها من جديد.

 

22

اقرأ المزيد 

السيد الحوثي: الولايات المتحدة شريكة فيما يحصل في فلسطين