أبدى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) استعداد حركته للقاء وطني مباشر وسريع مع أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح سواءً في قطاع غزة أو في العاصمة المصرية القاهرة أو أي مكان.

إيران برس- الشرق الأوسط: وأكد إسماعيل هنية اليوم السبت خلال كلمة له في مؤتمر للفصائل الفلسطينية لبحث خطورة صفقة القرن أن حماس لا تضع الفيتو على أي لقاء مع حركة فتح برئاسة محمود عباس طالما يكون هدف اللقاء تكريس الوحدة وانهاء الانقسام الفلسطيني.

وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس أن حركته ترى بأن إعادة الوحدة تتطلب تشكيل حكومة وحدة وطنية سياسية من الفصائل كافة تُحضّر إلى مهمتين أولاً "التحضير لإجراء انتخابات شاملة رئاسية تشريعية ثم نتوافق على اجراء انتخابات المجلس الوطني في موعده، ثانياً "العمل على توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وشدد هنية أن اللقاء الوطني الذي يجمع الفصائل الفلسطينية كافة اليوم يحمل الكثير من المعاني والرسائل الواضحة، مشددًا على أن خطورة المرحلة تستوجب منا فتح صفة جديدة وإزالة التباينات فيما بيننا.

وقال هنية خلال كلمته: الكل الفلسطيني يستشعر خطورة المرحلة الحالية التي تشهدها الساحة الفلسطينية خاصة فيما يتعلق بصفقة القرن.

وأكد أن حركته ستسخّر إمكاناتها ومقدراتها كافة لمجابهة خطة التسوية الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن"، داعيًا إلى التوافق على ميثاق شرف وطني للتصدي لها.

وقال هنية خلال اللقاء الوطني لقادة الفصائل والقوى تحت شعار "متحدون في مواجهة صفقة القرن" غرب مدينة غزة إن هذا اللقاء يحمل الكثير من المعاني السامية والرسائل الواضحة، وأولاها هي استشعار الكل الوطني بكل مكوناته بخطورة المرحلة.

وأشار إلى أن الرسالة الثانية منه هي أننا قادرون أن نصل إلى وحدتنا الوطنية وترتيب بيتنا الفلسطيني بدون كثير من العناء إذا توافرت الإرادة وصلح القرار السياسي.

وذكر هنية: إن شعبنا رغم ما يحيط به ويتعرض له، مصمم على حماية القضية الفلسطينية وثوابت الشعب الفلسطيني والتصدي لصفقة القرن مهما بلغت التحديات والتضحيات.

وبيّن أن الرسالة الثالثة للأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم بأن رأس الرمح الذي يمثّله الشعب الفلسطيني سيظلّ في صدر المحتل ويواجه الاستكبار حتى نحقق الحرية والاستقلال.

وقال هنية: لن نكون بحاجة لكثير من الكلام بل بحاجة لتوافق على رؤية استراتيجية جامعة بهذه المرحلة وآليات التنفيذ والرؤية ولكثير من الأعمال لمواجهة الواقع الذي تمرّ به القضية الفلسطينية.

وعدّد 3 مشاهد قال إنها سيطرت على الساحة الفلسطينية خلال العام الماضي أولاها الحراك الصهيو-امريكي لتصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن.

ونبه إلى أن مكمن الخطورة في أنه للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن يكون الهدف هو التصفية السياسية لقضية الشعب الفلسطيني.

واستكمل هنية: الشيء الجديد والخطير هذه المرة أن الحد الأدنى لكل ما يطرح سابقًا تمّ نسفه وضربه بالصميم من خلال خطوات عملية مباشرة على الأرض بإعلان القدس عاصمةً للكيان.

ولفت إلى أن من هذه الخطوات العملية العمل على تصفية قضية اللاجئين بتصفية أونروا (منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، وأيضًا من خلال إعطاء الجولان للمحتل، وضمّ المستوطنات، والعمل على الفصل السياسي بين الضفة وغزة.

وأوضح رئيس المكتب السياسي في حماس أن كل البرامج السياسية لكل الأحزاب الإسرائيلية مرتكزة على هذه الأطروحة وهي: لا للقدس، ولا لعودة اللاجئين، ولا لإقامة الدولة الفلسطينية.

وقال إن المشهد الثاني هو انطلاق قطار التطبيع ومحاولات اختراق "إسرائيل" للجسم العربي.. هذه المرة ليس من خلال البوابة الشعبية التي كانت قوية، لكن من بوابة رأس الهرم في بعض الدول.

ورأى هنية أن "فصول الصفقة تؤكد أنها برعاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاصةً أن الطاقم الذي يشرف عليها لصيق الصلة به.. ويريدون أن تكون عملية الإخراج كأنها آتية من وراء البحار بل هي من صناعة المحتل".

وأكد أن صفقة القرن تسير في مسارين "الفلسطيني والإقليمي" في محاولة جدية لإعادة رسم الجغرافيا السياسية في المنطقة.

وأوضح أن المشهد الثالث يتمثل في الصمود البطولي والأسطوري لشعبنا، مضيفًا: نحن سجّلنا محطات فارقة خلال العام الماضي وهذا العام المتزامن مع الحراك الجنوني منها مسيرات العودة وكسر الحصار وهذه القوة الشعبية المتدفقة التي 56 أسبوعًا.

وتطرق هنية إلى انتصار الاسرى، قائلًا: نحن كفصائل تابعنا تفاصيل المأساة التي تعرضوا لها إذ كانت الأشد قسوة واستطاعوا بدعم شعبنا وبإسناد المقاومة ميدانيًا وسياسيًا إعادة الاعتبار لقضيتهم.

وقال: وجهنا كفصائل لأسرانا أن غزة رغم ما فيها من مآس وآلام يمكن أن تضع مصير التفاهمات مقابل كرامة الأسرى.

كما تحدث عن صمود أهالي القدس واسقاطهم لمخطط إغلاق باب الرحمة الذي جاء كخطوة على طريق التقسيم الزماني والمكاني.

وشدد هنية على أن حركته ترفض القرارات الأمريكية وصفقة القرن وتدعو لعدم التعاطي معها بأي حال، ورفض منح السيادة للاحتلال على أي جزء من القدس المحتلة وأي مشروع أو محاولة لتصفية العودة أو اعتبار الاستيطان الاحتلالي جزءًا من الكيان غير المعترف ما يعني مزيدًا من تشتيت الكيانية الفلسطينية.

وأكد أنه لا للفصل بين غزة والضفة بالمعنى الوطني والسياسي، ولا للتطبيع مع الاحتلال وندعو جميع أشقائنا رسميين وشعبيين بألا تسقطوا في هذا الفخ والذي جاء لتعديل مصفوفة الأعداء.

وشدد على أنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة أو تمدد في أي أرض غير فلسطينية، مضيفًا: كلها خزعبلات وفلسطين المعروفة بحدودها التاريخية لن نتنازل عنها مهما كانت الضغوطات والإغراءات.

وقال رئيس المكتب السياسي لحماس إنه "لا للوطن البديل والتعويض أو التنازل عن حق العودة أو القدس وثقتنا تامة بشعبنا أنه قادر على أن يتجاوز هذه المحطة وهي الأخطر.

وأكد أن صفقة القرن ستتحطم على صخرة الصمود والوعي الفلسطيني.

وطالب بضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكدًا استعداد قيادة حماس للمشاركة في لقاءات عاجلة وسريعة مع الكل الوطني بدون استثناء وخاصة مع قادة حركة فتح وللقاء وطني عاجل للبحث في كيفية استعادة الوحدة وبالآلية التي يجري التوافق عليها.

وقال هنية: ليس لدينا فيتو على أي لقاء طالما أنه سينطلق لترتيب البيت الفلسطيني وتوفير عناصر القوة لشعبنا.. وندعو لعقد اجتماع عاجل الإطار القيادي المؤقت لمناقشة البرنامج السياسي وإعادة ترتيب منظمة التحرير وإعادة الاعتبار لها لتضمّ الكل الوطني والاتفاق على الاستراتيجية النضالية.

ودعا إلى التحضير للانتخابات وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية وإطلاق أكبر حشد شعبي عبر مكونات متعددة للتأكيد على التمسك بالثوابت والتأكيد على رفضنا لصفقة القرن.

وطالب أيضًا بمغادرة مربع أوسلو، قائلًا: هذا مسار لن يصل بنا إلى طريق مثمر.. ويجب وقف التعاون الأمني مع الاحتلال بكافة اشكاله والوانه وتعزيز التعاون مع الإقليم.

22