يصادف اليوم الثلاثاء الموافق لـ25 شوال 1444 الهجري و16 مايو/آب 2023 الميلادي الذكرى الأليمة لاستشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

إيران برس - إيران: والإمام جعفر الصادق عليه السلام هو الإمام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه هي السيدة الفاضلة الزكية أم فروة وهي من أفضل نساء عصرها وهي عالمة تقية ذات شرف وفضل وقد ولد عليه السلام في سنة 83 للهجرة ونشأ في رعاية والده وجده الامام علي بن الحسين زين العابدين وورث علمهما وفقههما وأخلاقهما العظيمة وحكمتها المنيرة وتسلّم الامامة في سنة 114للهجرة بعد وفاة والده واستمرت مدة إمامته الى سنة 132للهجرة.

وامتاز عصر الامام الصادق عليه السلام بفترة من الزمن انشغلت فيها الدولة العباسية الفتية حينها بتتبع بقايا الدولة الاموية ومحاربتها وحيث انشغل حينئذ الحكام العباسيون الأمويون عن تتبع الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فاستثمر الامام عليه السلام تلك الفرصة لنشر مختلف العلوم فبدأ بتدريس طلبته الذين كانوا يقدّرون بالآلاف وعلمهم مختلف العلوم كالعلوم الفقهية والقرآنية وحكمة الوجود والطب والكيمياء والمناظرات.

وقد تصدى الإمام عليه السلام لظاهرة التيارات الفكرية المنحرفة ولاسيما تلك التي تضرب بانحرافها عمقا دينيا سواء أكان عقائديا كالجبر والتفويض حيث صرح الإمام عليه السلام فيما روي عنه بأنه (لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين) وكذلك افكار الإلحاد والزندقة وكذلك الاعتزال الذي تطرّف اليه الخوارج أم كان فقهيا كالقياس بالرأي وأبطل بذلك آراء جميع المنظرين لهذه التيارات الفكرية الخاطئ، وبهذا يمكن القول ان الامام عليه السلام قام بإنشاء حاضرة إسلامية عمّت أرجاء العالم الإسلامي وأسس التنظیم السري لإنتشار التشیع و حصن هذا التنظیم من بطش حکام الجور.

والمكانة التي كانت للصادق عليه السلام، علما وإمامة، جعلته ـ كآبائه وأهل بيته عامة ـ عرضة للحسد والعداوات بل وللخوف من قبل الخلفاء والحكام بصورة عامة.

والخليفة العباسي أبا جعفر المنصور الدوانيقي، كان أشدهم في تطلب فرصة للبطش بالإمام والبحث عن ذريعة لقتله، حتى أنه أشخصه أربع مرات من مدينة جده عليه السلام، إلى الكوفة ليقتله، فكانت تظهر من الإمام آيات ومعجزات تمنعه عن الاقدام على جريمته، إلى أن بعث إلى الإمام عليه السلام بسم أجبروه جبرا على شربه، فاستشهد سلام الله عليه مظلوما بسم المنصور، وكان ذلك في المدينة في شهر شوال، على المشهور ( وقيل ايضا الاثنين منتصف رجب) من سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة، وله من العمر خمس وستون سنة، ودفن بجانب أبيه الباقر عليه السلام، وجده السجاد عليه السلام، عم جده الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في بقيع الغرقد في المدينة المنورة، فيا له من قبر ما أعظمه، ويا لها من تربة ما أكرمها عند الله عز وجل، وقد حوت أربعا من الحجج المعصومين والخلفاء الراشدين، سلام الله عليهم أجمعين.

33

اقرأ المزيد

القنصلية الإيرانية تخلد ذكرى استشهاد الإمام الصادق(ع) في النجف الأشرف