قضايا ثنائية وإقليمية واستراتيجية تشكل محور مفاوضات رئيس الوزراء العراقي مع المسؤولين الإيرانيين.

ايران برس_آراء: وصل رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” اليوم الأحد على رأس وفد رفيع المستوى إلى طهران في زيارة تستغرق يوما واحدا حيث التقى خلالها الرئيس الإيراني “سيد إبراهيم رئيسي” وناقش إياه مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

الملفات المدرجة على جدول أعمال زيارة الكاظمي إلى طهران

وقضية الأمن والتعاون الثنائي بين البلدين في مجال مكافحة المجاميع الإرهابية، وتنمية العلاقات الاقتصادية ومناقشة مخرجات قمة بغداد الأخيرة، وكذلك متابعة قانونية للجريمة الأمريكية في اغتيال القائد السابق لقوة القدس التابعة للحرس الثوري، الفريق الشهيد الحاج “قاسم سليماني” تشكل أهم القضايا التي ستثار خلال لقاءات رئيس الوزراء العراقي مع كبار المسؤولين الإيرانيين.

اهتمام المسؤولين العراقيين بتنمية العلاقات مع إيران

وزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران خلال الفترة الرئاسية للرئيس الإيراني الجديد “سيد إبراهيم رئيسي” تدل على اهتمام المسؤولين العراقيين بتنمية العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما أنها تدل على أن بغداد تولى اهتماما كبيراً لتنمية علاقاتها مع إيران للسببين: السبب الأول يعود إلى الضرورة الإيجابية لتعزيز التعاون السياسي والأمني بين البلدين. وفي هذا الاتجاه، فإن الدور الإيراني الفاعل في المساهمة في تسوية المشاكل العراقية ودعمها للعراق في الحرب مع داعش أحدث فصلا جديدا خالدا في العلاقات الثنائية والذي لن يطويه النسيان أبدا.

والسبب الثاني يرجع إلى المساهمة الإيرانية في معالجة القضايا الاقتصادية الجوهرية والمشاكل العراقية بما في ذلك موضوع إعادة إعمار‌ العراق.

والعراق يحتاج بشدة إلى استيراد الطاقة والكهرباء من إيران كما أن التعاون في مجال النقل بين البلدين هو الآخر يكتسي أهمية استراتيجية للعراق.

إيران والعراق يؤكدان على ضرورة تنفيذ الاتفاقات المبرمة

وفي السابق كان العراق وإيران أجريا محادثات بشأن ترجمة الاتفاقات الموقعة بين البلدين على أرض الواقع بما في ذلك ربط خط السكك الحديدية بين البلدين عبر مدينة خرمشهر الإيرانية بمدينة البصرة العراقية. ومن خلال هذا المشروع سيتحول خط السكك الحديدية خرمشهر- البصرة إلى ممر دولي بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب وسيصبح بإمكان العراق باعتباره جزءا من مشروع السكك الحديدية والبرية لطريق الحرير، القيام بتصدير السلع عبر إيران إلى المناطق الأخرى من العالم من أوراسيا إلى أوروبا.

 

العلاقات بين إيران والعراق تكتسي أهمية استراتيجية
وهذه المؤشرات تدل على أن العلاقات بين إيران والعراق تكتسي أهمية استراتيجية وبعبارة أدق يمكن القول بأن الطاقات المتوفرة لدى إيران والعراق لتقريب التعاون الاقتصادي والسياسي متنوعة وواسعة. أضف إلى ذلك، فإنه مع الأخذ بنظر الاعتبار اهتمام وحرص الطرف الآخر (إيران) على الزيارات الدينية خاصة الزيارة الأربعينية وإقامة مراسم الأربعينية الحاشدة مشيا على الأقدام والتي تتمتع بأهمية وقيمة كبيرة، ينبغي الاستثمار الأقصى لجميع الفرص السانحة في سبيل تنمية العلاقات، وفي السياق نفسه، فإن إيران تستثمر هذه الفرص لإضفاء الاستمرارية على تبادل وجهات النظر وكذلك على زيادة حصة الزوار الإيرانيين للمشاركة في مراسم الأربعينية الحسينية.

 

إيران والعراق تجمعهما مصالح مشتركة في المنطقة
كما أن إيران والعراق تجمعهما مصالح مشتركة في المنطقة ومن الطبيعي أن يصبحا حساسين إزاء التحديات الإقليمية المشتركة وعلى هذا فإن قضية الأمن وتعزيز الدبلوماسية الإقليمية يعتبران من أهم أهداف هذه الزيارة. 
وما يهم للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الظروف الراهنة هو المصالح والأمن والعزة والاقتدار على المستوى الإقليمي وتحسين الظروف في العراق نظرا للأزمات التي مر بها البلد خلال السنوات القليلة الماضية وتجربته المريرة من تواجد القوات الأمريكية.

 

تواجد أمريكا في العراق لم يؤد سوى إلى انعدام الأمن والإرهاب
ومثلما تركت أمريكا من انعدام الأمن والحرب والتفرقة في أفغانستان، فإن تواجدها في العراق أيضا لم يؤد سوى إلى انعدام الأمن والإرهاب والتخلف الاقتصادي.
وبالنظر إلى مجموعة القضايا المذكورة الآنفة الذكر فإن زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران تعتبر ذات أهمية استراتيجية.
66
اقرأ المزيد