بدأ آلاف الفلسطينيين صباح اليوم الجمعة العودة إلى مناطقهم في شمال قطاع غزة، بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. 

إيران برس - الشرق الأوسط: أهمية الخبر) تبرز أهمية هذا الحدث في كونه يُمثّل أولى خطوات استعادة الحياة في شمال غزة بعد عامين من الحرب، ويُسلّط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي خلّفها العدوان، كما يُبرز التحديات الهائلة أمام جهود إعادة الإعمار، ويُعيد التأكيد على ضرورة التدخل الدولي العاجل لدعم السكان المنكوبين.

الصورة العامة) رغم أن الاتفاق الذي أُعلن مساء الأربعاء بحضور مصري وأممي أعاد الأمل بإحياء الحياة، فإن حجم الدمار الذي يُقدّر بنحو 90% من البنية التحتية يجعل عودة الحياة الطبيعية مهمة شاقة تتطلب سنوات من إعادة الإعمار والدعم الإنساني المكثّف. 
رحبت وكالة الأونروا بالاتفاق، مؤكدة استعدادها لإدخال مساعدات عاجلة، وقال مديرها العام فيليب لازاريني إن الوكالة تمتلك إمدادات كافية لتغطية احتياجات سكان غزة لثلاثة أشهر، بشرط توفر الظروف الأمنية.
الاتفاق يتضمن بدء تبادل الأسرى يوم الاثنين، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية، والسماح بإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، وفق المرحلة الأولى من الخطة التي أُعلن عنها في شرم الشيخ. 
من جهته، وجّه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان نداءً عاجلًا للمنظمات الإنسانية لنقل جزء من عملياتها إلى محافظتي غزة وشمالها، مؤكدًا أن الاحتياجات هناك "هائلة وغير مسبوقة"، مع نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء. وأشار إلى أن البنية التحتية دُمّرت بنسبة تقارب 90%، وتحولت أحياء بأكملها إلى ركام، في ظل غياب شبه تام للخدمات الأساسية، وتوقف المستشفيات، ونفاد الأدوية، وانقطاع المياه والكهرباء، ما أجبر السكان على استخدام وسائل بدائية وتسبب في انتشار الأمراض.

النقاط الرئيسية) 
بدء عودة آلاف النازحين إلى شمال غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار
دمار واسع يُقدّر بنحو 90% من البنية التحتية
الأونروا ترحب بالاتفاق وتؤكد جاهزيتها لإدخال مساعدات عاجلة
الاتفاق يشمل تبادل الأسرى وانسحابًا تدريجيًا وإدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا
المرصد الأورومتوسطي يدعو لنقل العمليات الإنسانية إلى شمال غزة
نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء وانتشار الأمراض بسبب انهيار الخدمات

نظرة أعمق) عودة النازحين إلى شمال غزة تُعدّ لحظة فارقة في مسار الأزمة، لكنها تكشف في الوقت ذاته حجم الكارثة التي خلّفتها الحرب. الدمار شبه الكامل للبنية التحتية يُحتّم على المجتمع الدولي تكثيف جهوده في إعادة الإعمار، وتوفير الدعم الإنساني العاجل. التحذيرات الصادرة عن المرصد الأورومتوسطي تُظهر أن شمال غزة بات مركزًا للمأساة الإنسانية، ما يستدعي إعادة توجيه المساعدات بشكل عادل بين الشمال والجنوب. في ظل هذه الظروف، يبقى تنفيذ الاتفاق والتزام الأطراف به، إلى جانب تحرك المنظمات الدولية، مفتاحًا لإنقاذ ما تبقى من حياة في غزة، وإعادة الأمل إلى سكانها المنكوبين.

manouchehr mahdavi