أهمية الخبر:
تأتي هذه الفعالية في وقت يتصاعد فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما يبرز أهمية استعادة ذكرى إحراق الأقصى كجزء من مخطط متواصل يستهدف الإنسان الفلسطيني و أرضه و مقدساته، و يجعل من المناسبة رسالة تأكيد على أن الدفاع عن القدس و الأقصى مسؤولية جماعية و ليست حدثًا عابرًا.
الصورة العامة:
تجمّع العشرات من أبناء الشعبين الفلسطيني و اللبناني على كورنيش عين المريسة في بيروت، رافعين الأعلام الفلسطينية و اللبنانية و الشعارات التي تؤكد إسلامية القدس و الأقصى، وسط كلمات و مداخلات جسدت تلاحم الشعبين في مواجهة الاحتلال و رفض التهويد والتطبيع.
ما يقولون:
أكد الأستاذ ياسر علي رئيس مؤسسة العودة الفلسطينية في كلمته: "نلتقي اليوم في ذكرى أليمة، حيث امتدت يد الغدر الصهيونية في 21 آب 1969 إلى المسجد الأقصى فأحرقت أجزاءً منه و من منبر صلاح الدين، في محاولة آثمة لطمس هوية القدس و الأقصى العربية و الإسلامية."
و أوضح علي أن "ذلك الحريق لم يكن حدثًا عابرًا، بل كان جزءًا من مخطط متواصل يستهدف الأقصى و القدس و فلسطين كلها"، مشيرًا إلى أنه "إذا كانت النيران قد اشتعلت في أروقة المسجد يومها، فإنها اليوم تشتعل في غزة، حيث يمارس الاحتلال الصهيوني أبشع صور الإبادة بحق الأطفال و النساء و الشيوخ."
و شدد علي على أن "الربط بين الجريمتين ليس مجرد استذكار للتاريخ، بل تأكيد أن الاحتلال واحد و أن جرائمه ممتدة في الزمان و المكان، و أن هدفه اقتلاع الإنسان الفلسطيني من أرضه و مقدساته."
وأضاف الأستاذ أحمد فيومي رئيس هيئة تحرير الأقصى في لبنان: "من أجل أن يعلم أبناؤنا أن المسجد الأقصى حاول شذاذ الآفاق حرقه، فإننا نؤكد اليوم كلبنانيين أننا سنبقى مع صمود أهل غزة و سنبقى مع إسنادهم، و مهما امتلكنا من قوة فلن نترك غزة وحدها."
في المقابل، شدّد رائد مرة مسؤول العمل الجماهيري في حركة حماس، في مقابلة مع مراسل وكالة إيران برس للأنباء، على أن "هذه الوقفة الشعبية اللبنانية – الفلسطينية جاءت في الذكرى السادسة و الخمسين لإحراق المسجد الأقصى المبارك."
و لفت مرة إلى أن "النشاط يهدف إلى تأكيد إسلامية القدس و الأقصى المبارك، و إلى تجديد الدعم للمقاومة في فلسطين و لأهلنا في قطاع غزة، لأن المقاومة هي الوحيدة القادرة على تحرير فلسطين و عودة اللاجئين و إزالة هذا الكيان."
كما أكد مرة أن "أي حديث عن الرضوخ للاحتلال الإسرائيلي أو التفاوض معه أو تسليم السلاح مرفوض عند الشعب الفلسطيني و عند المقاومين."
و تابع سامي حمود مدير منظمة ثابت لحق العودة، في مقابلة مع مراسل الوكالة من بيروت، قائلاً إن "العشرات من أبناء الشعبين الفلسطيني و اللبناني احتشدوا ضمن فعالية وطنية لإحياء الذكرى الـ56 لإحراق المسجد الأقصى المبارك."
و أضاف حمود أن "هذه المناسبة الأليمة التي أقدم عليها الصهاينة بدم بارد، جاءت بحرق المسجد الأقصى و تدنيسه و الاستخفاف بمشاعر المسلمين و الأمة."
و أشار حمود إلى أن "الاحتلال يجدد اليوم إجرامه بحق غزة من خلال المجازر و حرب الإبادة و التجويع و الحصار دون اكتراث بالأنظمة الدولية أو العربية أو الإسلامية و حتى بالقانون الدولي."
و ختم حمود مؤكداً أن "القدس لنا، و المسجد الأقصى قبلة المسلمين، و على الأمة الإسلامية جمعاء أن تدافع عنه، لأنه ليس مسؤولية الشعب الفلسطيني وحده."
النقاط الرئيسية:
المشاركون أكدوا أن حريق الأقصى عام 1969 كان جزءًا من مخطط متواصل يستهدف القدس و فلسطين.
لبنان الرسمي والشعبي يقف إلى جانب صمود غزة و لن يتركها وحدها.
المقاومة هي الخيار الوحيد لتحرير فلسطين و عودة اللاجئين، و أي تفاوض أو تسليم سلاح مرفوض.
الاحتلال يكرر جرائمه بحق غزة بدعم أمريكي و صمت دولي، فيما تظل القدس قبلة المسلمين و الدفاع عنها مسؤولية الأمة جمعاء.
نظرة أعمق:
الفعالية لم تكن مجرد إحياء لذكرى تاريخية، بل جسدت وعيًا متجددًا بأن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ مشروعًا متكاملاً يستهدف الأرض و الإنسان و المقدسات. الربط بين جريمة إحراق الأقصى و مجازر غزة يعكس إدراكًا أن الصراع واحد و المخطط مستمر. و في ظل غياب الردع الدولي و تواطؤ بعض الأنظمة، تبرز المقاومة كصوت وحيد لحماية القدس و رفع المعاناة عن الفلسطينيين، بينما تتعزز الدعوة إلى جعل قضية الأقصى مسؤولية الأمة الإسلامية بأسرها لا الشعب الفلسطيني وحده.
manouchehr mahdavi