بیروت - إیران‌ برس: شهدت العاصمة اللبنانية بيروت معرض ’’لن تسقط لنا راية‘‘، الذي يسلط الضوء على مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان، بمشاركة وفود عربية وأجنبية. يأتي المعرض ضمن فعاليات تأبين سماحة السيد حسن نصر الله (قدس الله نفسه الزكية)، ويهدف إلى تقديم سردية توثيقية لمسيرة المقاومة وتضحيات شهدائها منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وحتى معركة ’’طوفان الأقصى‘‘.

أهمية الخبر: تكمن أهمية هذا الحدث في كونه توثيقًا بصريًا وتاريخيًا لمسار المقاومة، مستعرضًا محطاتها المفصلية بأسلوب فني وتفاعلي، ما يمنح الزوار تجربة معرفية وعاطفية مؤثرة. كما يتيح المعرض فرصة لتعريف الوفود العربية والأجنبية على السياق الحقيقي للصراع مع العدو الإسرائيلي من منظور المقاومة، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وفلسطين.

الصورة العامة: يتميّز المعرض بتصميمه الفني المتقن الذي يدمج بين اللوحات التوضيحية، والمجسّمات، والمواد الأرشيفية، والأدوات المستخدمة من قبل المقاومين. ويتوزع على عدة أقسام، من بينها محطات تاريخية وإنفوغرافيك لمسيرة المقاومة، وجناح لمقتنيات الشهداء، وزاوية للخطابات والمحطات الإعلامية التي شكّلت وعي الجمهور، إضافة إلى جناح عسكري يعرض الأسلحة التي استخدمها المقاومون في مختلف المراحل.

ما يقولون: أكد علي حمزة، أحد منفّذي المعرض، في مقابلة خاصة مع مراسل وكالة إيران برس للأنباء، أنّ عنوان ’’لن تسقط لنا راية‘‘ ليس مجرد شعار، بل تأكيد على استمرار المسيرة الجهادية حتى تحقيق النصر النهائي. وأوضح أن المعرض يقدّم مسار المقاومة بأسلوب فني وإعلامي متكامل، مما يمنح الزوار تصورًا شاملًا عن تطور المقاومة عبر العقود.

بدوره، أوضح علي ملاح، أحد المشاركين في معرض ’’لن تسقط لنا راية‘‘ في مقابلة حصرية مع وكالة إيران برس للأنباء، أن الحدث جاء في إطار الفعاليات المرافقة لتشييع سماحة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه)، مشيرًا إلى أنه شكّل فرصة للاستفادة من وجود الوفود العربية والأجنبية في بيروت لعرض سردية النصر ومسيرة المقاومة في لبنان. وأضاف ملاح أن المعرض قدّم رؤية تاريخية لمحطات بارزة مرّت بها المقاومة، بدءًا من ما قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان وصولًا إلى معركة ’’طوفان الأقصى‘‘، حيث تضمّن عرضًا إنفوغرافيًا يوثّق أبرز المحطات، إلى جانب تسليط الضوء على خطابات السيد حسن نصر الله والعبارات التي ترسّخت في الوجدان الجمعي. وأشار إلى تخصيص جناح لآثار الشهداء وكلماتهم، حيث تم تقديمها بأسلوب فني يعكس رحلة العروج إلى السماء، ما أضفى بُعدًا روحانيًا على أجواء المعرض. كما ضمّ المعرض جناحًا عسكريًا استعرض بعض الأسلحة المتواضعة التي استخدمها المقاومون في الخطوط الأمامية، مسلّطًا الضوء على قدرة المقاومة على الصمود والتصدي للعدوان الإسرائيلي رغم الإمكانيات المحدودة. وختم ملاح حديثه بالتأكيد على أن هذا المعرض يُبرز رواية النصر ويُكرّس حضورها في ذاكرة الأجيال القادمة، في رسالة واضحة بأن راية المقاومة لن تسقط.

من جهتها، أكدت هنا ضاهر، المحققة والكاتبة في مركز آثار الشهداء ضمن جمعية إحياء التراث المقاوم، في مقابلة حصرية مع مراسل وكالة إيران برس للأنباء في لبنان أن الجمعية تُعنى بحفظ وجمع ونشر آثار شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان، منذ انطلاقتها وحتى يومنا هذا، وصولًا إلى معركة ’’أولي البأس‘‘. وأوضحت ضاهر أن عمل الجمعية يرتكز على توثيق إرث الشهداء، سواءً من مقتنياتهم الشخصية أو وصاياهم وكلماتهم، بهدف نقل رسالتهم للأجيال القادمة وترسيخ حضورهم في الذاكرة الجماعية. وأضافت أن المركز يسعى إلى تنظيم معارض وفعاليات تسلّط الضوء على سيرة الشهداء، حيث يتم عرض مقتنياتهم بأسلوب فني يعكس تضحياتهم وقيمهم الجهادية، مشيرةً إلى أن هذه الجهود تأتي في سياق حفظ التراث المقاوم كجزء أساسي من الهوية الوطنية والدينية. كما شددت على أن الجمعية لا تكتفي بجمع الآثار، بل تعمل أيضًا على إعداد دراسات وأبحاث تُسهم في توثيق المسيرة الجهادية لشهداء المقاومة، مما يضمن بقاء روايتهم حاضرة في الوجدان الشعبي. وختمت ضاهر حديثها بالتأكيد على أن حفظ تراث الشهداء هو مسؤولية جماعية، وأن الجمعية مستمرة في رسالتها، انطلاقًا من إيمانها بأن مسيرة المقاومة لا تُختزل بالأحياء فقط، بل هي امتداد لتضحيات الشهداء الذين رسموا طريق العزة والكرامة.

أما إسراء وردة، إحدى زائرات المعرض، فقد أعربت في مقابلة خاصة مع وكالة إيران برس للأنباء عن تأثرها العميق بالمعرض، مشيرة إلى أنها شعرت بارتباط وجداني كبير بالشهداء، خاصة عند رؤية مقتنياتهم. وأضافت أن المعرض منحها تصورًا أعمق لمسيرة المقاومة، مشيدةً بالدقة في تنفيذ العروض الفنية والتوثيق التاريخي.

النقاط الرئيسية:

المعرض يوثّق مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان منذ الاجتياح الإسرائيلي وحتى اليوم ويعرض مقتنيات الشهداء، والخطابات التاريخية، والتسلسل الزمني للأحداث الكبرى. ’’لن تسقط لنا راية‘‘.. معرض يوثّق مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان بأسلوب فني وتوثيقي كما يقدّم تجربة تفاعلية للزوار عبر مجسمات وأعمال فنية وإعلامية دقيقة. ويؤكد المعرض استمرار المسيرة الجهادية وعدم سقوط راية المقاومة رغم التحديات.

نظرة أعمق: المعرض لا يقتصر على كونه توثيقًا تاريخيًا، بل يحمل رسالة وجدانية وعقائدية تعكس البعد الروحي والجهادي للمقاومة. من خلال الدمج بين الفن، والوثائق، والشهادات الحية، حيث نجح القائمون على المعرض في تقديم تجربة تحاكي وعي الجمهور، مستهدفين العقل والعاطفة معًا. كما يبرز الحدث أهمية التوثيق البصري والتاريخي في ترسيخ الهوية الجهادية ونقلها للأجيال القادمة، خاصة في ظل الحروب الإعلامية التي تسعى لتشويه الحقائق. هذا المعرض، الذي يوثق ملحمة المقاومة الإسلامية بأسلوب فني متقن، يؤكد أن الذاكرة المقاومة ستبقى حية، والراية لن تسقط أبدًا.

22

manouchehr mahdavi