إيران برس - الأميركيتان: وأضاف الرئيس الإيراني سيد إبراهيم رئيسي مساء الثلاثاء في كلمة أوردها خلال اجتماع الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن العالم الان في مرحلة التغيير والانتقال إلى نظام دولي ناشئ، وهذا المسار لا رجعة فيه وإن معادلة الهيمنة الغربية لم تعد مناسبة للعالم، وتمت ازاحة النظام الليبرالي القديم الذي كان يخدم مصالح المهيمنين والرأسماليين الجشعين.
وأكد قائلا: ان مشروع أمركة العالم باء بالفشل، والشعب الايراني يفتخر بأنه لعب، بمساعدة ثورته الإسلامية، الدور الأكبر والتنوير في إزالة القناع عن وجوه قوى الهيمنة في الشرق والغرب.
وتابع رئيسي أن إيران تعتقد أنه لا ينبغي خلق شرق وغرب جديدين. لقد سجلت إيران فصلا جديدا من العلاقات المفيدة مع الدول المجاورة وسياسة الجوار التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي سياسة تعود بالخير للمنطقة. إننا نعتبر أمن جيراننا بمثابة أمننا ونصافح بحرارة أي يد تمتد من أجل الصداقة.
وأردف قائلا : إن أمن بعض دول الجوار في المنطقة اليوم يعود إلى شجاعة قائد الاسلام الشهيد البطل الحاج قاسم سليماني، ولولا شجاعة هذا البطل في الحرب على الإرهاب، لاحترقت مناطق كثيرة بنيران داعش ولكن هل شاهدتم صور هذه الشجاعة والبسالة والوقوف ضد الإرهاب في الإعلام وأفلام هوليوود؟!
وأضاف رئيس الجمهورية: إن اغتيال الشهيد الحاج قاسم سليماني كان بمثابة مكافأة لداعش، والذي، بحسب المسؤولين الاميركيين، هو صنيعتهم ، وحتى انهم فرضوا مقص الرقابة على مراسم التشييع المهيبة لقائد مكافحة الإرهاب التي شارك فيها 25 مليوناً، وكانت تعبيرا عن الحزن والغضب والشعور بالانتقام لدى سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة ضد مخططي ومرتكبي هذا العمل الإجرامي.
وفي جزء آخر من كلمته، وصف رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بأنه انتهاك واضح لمبدأ الالتزام بالاتفاق، وقال: إن الحكومة الأميركية بنقضها الصريح لاحكام قرار مجلس الامن رقم 2231 تتهرب من الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي وبهذا السلوك تكون أمريكا قد انتهجت بالفعل الخروج على القانون والغطرسة بدلا من التعاون، وهو ما يتعارض مع ادعاءاتها.
وتابع قائلا أن على أمريكا أن تثبت من خلال بناء الثقة أن لديها نوايا حسنة ولديها إرادة حقيقية للوفاء بالتزاماتها واستكمال المسار، كما حذر الأوروبيين قائلا: الأوروبيون الذين، بعد سنوات من عدم الوفاء بالتزاماتهم، ومن ضمنها الغاء الحظر ينتهكون الآن خطة العمل الشاملة المشتركة وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231، ويجب عليهم أن يفهموا أنهم سيخسرون من خلال تسريع مسار المواجهة المكلف.
واكد رئيس الجمهورية بأن الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد أثبتت تقارير الجهات الدولية المعنية وحتى أجهزة الاستخبارات الغربية مرارا وتكرارا حقيقة هذا الأمر، واضاف: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتنازل عن حق شعبها في استخدام التكنولوجيا النووية ، وقد حان الوقت لأمريكا لإنهاء أزمة اتخاذها القرار واختيار الطريق الصحيح.
وبالحديث عن خطة العمل الشاملة المشتركة، أشار الرئيس الإيراني إلى أنّ "أميركا غادرت خطة العمل الشاملة المشتركة وارتكبت جريمة بحق المشهد العالمي".
وتابع أنّ "على الولايات المتحدة أن تعترف ما إذا كانت تريد خطة العمل المشتركة أم لا"، مشدداً على أنّ "الأسلحة النووية ليس لها وجود في العقيدة الإيرانية".
كما انتقد رئيسي حالة حقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة في الغرب، وقال: هل تستطيع أمريكا، التي لديها أكبر سجن للأمهات في العالم، أن تقلق بصدق بشأن حقوق المرأة؟ حقائق مهمة عن إيران خضعت للرقابة في العالم ولم يُقال حتى الآن أي شيء عن القصف الكيماوي للشعب الإيراني، الذي أهداه بعض الأوروبيين لصدام، لكن خلال هذه الفترة كانت الصورة التي نقلت عن إيران إلى العالم نتاج قمع معلومات صحيحة ونشر معلومات خاطئة.
وأكد أن نظرتنا للمستقبل مفعمة بالأمل وأن العدالة ستصبح عالمية، وأوضح: الاحتلال والإرهاب والتطرف من أخطر التهديدات، والقضاء على الإرهابيين يعتمد على محاربة شاملة وهادفة وجذرية ضد عوامله الأساسية ومعاقبة الارهابيين في جميع أنحاء العالم دون تمييز. ولا يمكن للحكومة الوحيدة في العالم التي تعتمد على الفصل العنصري أن تكون شريكة للسلام.
وفيما يخصّ ما شهدته إيران في الفترة الأخيرة، أوضح رئيسي أنّ البلاد "تخلّصت من أسس الإرهاب واستحدثت فرصاً جديدة لمنطقة غرب آسيا".
وأدان الرئيس الايراني شن الحرب في المنطقة وقال إن أي وجود أجنبي من القوقاز إلى الخليج الفارسي ليس فقط لايشكل جزءا من الحل بل هو نفسه مشكلة في الاساس.
وأشار إلى تعاليم القرآن الكريم باعتباره الكتاب الذي جاء به خاتم الأنبياء (ص) ، وإدانة العمل المهين المتمثل في حرق القرآن الكريم، وقال: لقد نهى القرآن الكريم عن إهانة الأفكار والمعتقدات، واعتبر احترام الأديان احتراما لوجود رسول الله محمد (ص).
وأضاف رئيسي: هذه ليست المرة الأولى التي يحرقون فيها كلام الله ويتصورون بانهم قطعوا صوت الملكوت إلى الأبد، لكن تعاليم القرآن للمجتمعات البشرية لن تحترق أبدا، وان نيران الاساءة والتحريف لن تكون ندا للحقيقة.
وذكر أن معاداة الإسلام والفصل العنصري الثقافي بأشكاله المختلفة، مثل حرق القرآن ومنع الحجاب في المدارس وعشرات اشكال التمييز المخزية الاخرى لا تليق بالانسان المعاصر، وقال: هنالك مخطط اكبر وراء اثارة الكراهية هذه، وان ربطه بحرية التعبير امر مضلل.
وصرح بان سياسة إيران، تقوم على اساس "حسن الجوار التي تسعى إلى زيادة التعاون الإقليمي وحظر التدخل الخارجي من القوقاز إلى الخليج الفارسي".
وشدّد على أنّ "استقرار المنطقة يصب في مصلحة جميع دولها"، مشيراً إلى أنّ ما تشهده الدول مثل سوريا وفلسطين واليمن وأفغانستان يُبين أنّ "مستقبل المنطقة سيتحسن عبر الثقة المتبادلة والتعاون".
وصرّح رئيسي بأنّ "أمن الجوار جزء من أمن إيران"، مؤكّداً أنّ أي "وجود أجنبي في المنطقة هو أصل المشكلة".
كما تابع متسائلاً: "ألم يحن الوقت لإنهاء الاحتلال لفلسطين والاعتراف بها كدولة مستقلة؟ وألم يحن الوقت لإنهاء احتلال الأراضي اللبنانية والسورية من قبل الكيان الإسرائيلي؟".
وختم رئيسي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقول: نحن نمثل المستقبل.
44
اقرأ المزيد
رئيسي يلتقي بالأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك
رئيسي يؤكد على ضرورة تطوير العلاقات بين إيران والجزائر
رئيسي : سأكون لسان الشعب الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة