شيع أهالي بلدة عيترون وعيتا الشعب، اليوم الجمعة، 130 من أبنائهم الذين استشهدوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، ودفنوا كودائع خارج البلدتين.

إيران برس - الشرق الأوسط

أهمية الخبر:

هذا التشييع الجماعي ليس مجرد وداع لشهداء، بل هو حدث يحمل أبعادًا إنسانية، سياسية وعسكرية كبيرة. فهو يعكس حجم التضحيات التي يقدمها الشعب اللبناني في مواجهة العدوان الإسرائيلي، كما يؤكد مدى الترابط بين المقاومة وبيئتها الحاضنة. 

الصورة العامة:

شهدت بلدتا عيترون وعيتا الشعب جنوب لبنان، ظهر اليوم الجمعة، مراسم تشييع مهيبة لـ130 شهيدًا، ارتقوا خلال معركة أولي البأس الأخير في جنوب لبنان وسط حضور جماهيري واسع، حيث ودّعت عيترون 95 شهيدًا، فيما احتضنت عيتا الشعب وداع 35 شهيدًا. كانت الشوارع تغص بالمشيّعين الذين رفعوا رايات المقاومة ورددوا الهتافات المؤكدة على استمرار المواجهة. المشهد كان مزيجًا من الحزن العميق والفخر الراسخ، حيث ودّعت العائلات أبناءها بعيون دامعة وقلوب ثابتة، فيما علت زغاريد النساء تعبيرًا عن الصبر والاعتزاز بالتضحيات.

ما يقول:

وسط الحشود الغفيرة، علت أصوات التكبيرات والهتافات المؤيدة للمقاومة، فيما ألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن فضل الله، كلمة خلال التشييع في بلدة عيتا الشعب، شدّد فيها على أن هؤلاء الشهداء "دافعوا عن وطنهم وأمتهم، وعن تراب الجنوب والمستضعفين في فلسطين، ولم يتعبوا." وأكد أن المقاومة قدمت تضحيات كبيرة في سبيل الحفاظ على عزة لبنان وكرامته، مضيفًا: "لقد دفعنا أثمانًا غالية وقدمنا التضحيات من أجل بلدنا وعزتنا، ولن نتخلى عن واجبنا في الدفاع عن سيادتنا وكرامتنا."

وأشار فضل الله إلى أن بلدة عيتا الشعب كانت رمزًا للصمود في عدوان تموز 2006، وتواصل اليوم مسيرتها النضالية بتقديم المزيد من التضحيات. وأضاف: "نعلن من بلدة العز والكبرياء أننا وضعنا في عهدة الدولة مسؤولية إخراج الاحتلال من المناطق المحتلة، ولن نقبل ببقائه تحت أي ظرف."

النقاط الرئيسية:

جرى التشييع ظهر اليوم الجمعة بحضور جماهيري واسع في بلدتي عيترون وعيتا الشعب، ويعكس العدد الكبير للشهداء مدى شراسة المواجهات الأخيرة بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، ويؤكد حجم التأثير الذي خلّفه العدوان على أهالي الجنوب، الذين قدّموا فلذات أكبادهم في سبيل الدفاع عن أرضهم وسيادتهم.

وبرز خلال التشييع الحضور الشعبي الواسع، الذي جسّد مدى الدعم الجماهيري الكبير للمقاومة، وأظهر عمق العلاقة بين المجتمع وأبنائه الشهداء، حيث لم يكن المشهد مجرد وداع، بل تأكيدًا على التمسك بخيار المقاومة مهما بلغت التضحيات.

نظرة أعمق:

هذا الحدث يتجاوز كونه مجرد تشييع لشهداء، فهو يعكس حقيقة أن المعركة في لبنان ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي صراع وجودي بين مشروع مقاوم يريد الدفاع عن الأرض والسيادة، وبين احتلال يسعى لفرض سيطرته بالقوة. رغم الخسائر البشرية الفادحة، لا يبدو أن البيئة الحاضنة للمقاومة قد تأثرت سلبًا، بل على العكس، زاد التفاعل الشعبي معها، ما يدل على أن العدوان الإسرائيلي لم ينجح في كسر الروح المعنوية للناس.

من جهة أخرى، يُبرز التشييع دور المقاومة كحامية للجنوب، ويؤكد أن أي عدوان لن يمر دون ثمن، وهو ما قد ينعكس في ميدان المواجهة العسكرية والسياسية في الفترة المقبلة.

33

 

zahra moheb ahmadi