كشفت تقارير إسرائيلية عن تصاعد مقلق في حالات الانتحار ومحاولاته بين جنود الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على غزة في أكتوبر 2023، ما يعكس حجم الانهيار النفسي الذي يعيشه عناصر الجيش الصهيوني نتيجة مشاركتهم في جرائم الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين.

إيران برس - الشرق الأوسط: وفي حادثة صادمة، أقدم ضابط احتياط سابق على إضرام النار في نفسه أمام منزل مسؤول كبير في وزارة الحرب الإسرائيلية، في محاولة انتحار جديدة سلطت الضوء على معاناة آلاف الجنود الذين شاركوا في العدوان.

وبحسب تقرير صادر عن مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، فقد سجلت 279 محاولة انتحار خلال عام ونصف فقط، بزيادة بلغت 56% مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب. وأظهرت البيانات أن 78% من المنتحرين في عام 2024 كانوا من المقاتلين، ما يكشف عن حجم الضغط النفسي الذي يعيشه من شاركوا في العمليات العسكرية.

وتشير الأرقام إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يبدأ بجمع بيانات محاولات الانتحار إلا منذ عام 2024، ما يعكس حالة من الإهمال والتقصير في التعامل مع هذه الظاهرة. كما أن 91% من المنتحرين كانوا من الذكور، و17% فقط تلقوا علاجاً نفسياً قبل إقدامهم على الانتحار.

وتعتمد وزارة الحرب في تبريرها لهذه الظاهرة على زيادة عدد الجنود المشاركين في الحرب، فيما يحذر خبراء الصحة النفسية من أن الأسوأ لم يظهر بعد، وأن تداعيات الحرب ستتفاقم مع مرور الوقت.

وتكشف التقارير عن فشل قادة الجيش في التعامل مع الضائقة النفسية لمرؤوسيهم، حيث انتظر بعض الجنود لعدة أشهر قبل أن يُسمح لهم بمقابلة المفوض النفسي، في حين تجاهل بعض القادة الإجراءات المتبعة في حالات الجنود الذين أعربوا عن رغبتهم في الانتحار.

وتأتي هذه المعطيات في وقت يواجه فيه جيش الاحتلال اتهامات متزايدة من داخل الكيان بتجاهل الأبعاد النفسية للحرب، خاصة بعد أن تحولت غزة إلى مقبرة جماعية بفعل القصف والتجويع والتهجير، ما ترك آثاراً عميقة في نفوس الجنود الذين شاركوا في هذه الجرائم.

وتعكس هذه الأزمة النفسية المتفاقمة هشاشة الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال، وتؤكد أن الحرب على غزة لم تنتهِ بانتهاء القتال، بل امتدت إلى عمق المجتمع الإسرائيلي، وبدأت تأكل من تماسكه العسكري والنفسي.

 

 

kobra aghaei