أهمية الخبر: تبرز أهمية هذا الحدث في كونه يعيد تسليط الضوء على ملف الأسرى اللبنانيين، الذي ظلّ مغيّبًا وإهمالًا رسميًا منذ سنوات طويلة. وأكد أهالي الأسرى أن القضية تمس السيادة الوطنية وكرامة الدولة، بينما جمع الحدث بين أصوات حقوقية وإعلامية ومقاوِمة في مطلب موحد: إحياء الملف ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
الصورة العامة: تجلّت الندوة كمنبر صادق يعكس وجع العائلات اللبنانية التي تنتظر أبنائها منذ عقود، في ظل تجاهل رسمي وصمت دولي. رفع الأهالي صور أسرهم، وتوافد أهل الأسر وأطفالهم ليكونوا جزءًا من هذا الحدث الرمزي، مؤكدين أن قضية الأسرى تتجاوز البعد الشخصي لتصل إلى البعد الوطني والإنساني.
وقد وثّق مراسل وكالة إيران برس الدولية للأنباء في لبنان هذا المشهد الحي، مبرزًا حجم الألم والمعاناة، وفي الوقت نفسه قوة الإصرار على إبقاء قضية الأسرى حاضرة في الوعي العام، وإيصال صوتهم إلى الرأي العام المحلي والدولي.
ماذا يقولون: بدأت الكلمة باسم عوائل الأسرى اللبنانيين، وألقتها فاطمة كركي، شقيقة الأسير حسين كركي، مشددة على أن صمت الدولة جريمة، ومؤكدة أن الإعلام هو السلطة الرابعة القادرة على إبراز القضية وإبقائها حيّة في وجدان اللبنانيين.
وأوضحت أن عائلات الأسرى لن تسكت ولن تهدأ حتى تُعاد الحرية لكل أسير لبناني، مشددة على أن الدولة التي تنسى أبناءها الأسرى تفقد شرفها قبل ذاكرتها.
وأضافت أن على الدولة اللبنانية أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة، وإن كانت عاجزة عن استرجاع الأسرى فعليها على الأقل أن تُعلن عجزها أمام الناس وتعيد الملف إلى المقاومة التي أثبتت سابقًا قدرتها على إنجاز التحرير.
ومن جانبه، تحدث الدكتور عمر نشّابة، الباحث والأكاديمي المتخصص في العدالة الجنائية وحقوق الإنسان، موضحًا أن العدو الإسرائيلي يرفض تقديم أي معلومات عن المخطوفين اللبنانيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
واعتبر أن خطف 21 مواطناً لبنانياً يشكّل جريمة حرب موثقة، داعيًا الدولة إلى إعداد تقرير رسمي شامل يُرفع إلى مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، مشيرًا إلى أن تجاهل الملف يفقد الدولة جزءًا من شرعيتها.
أما المحامية مايا خوري، فوجهت انتقادًا لاذعًا للدولة اللبنانية التي لم تعتبر قضية الأسرى أولوية وطنية، معتبرة غياب هذا الملف عن أجندة المسؤولين استهتارًا بكرامة الأسرى وعائلاتهم، ومطالبة بإدراجه ضمن أولويات الدولة في كل المحافل الدولية.
وفي الإطار الإعلامي، أكّد الإعلامي حسين مرتضى أن المقاومة ليست وحدها في معركة الدفاع عن الأسرى، مشيرًا إلى تعاون وتنسيق مع أطراف داعمة في أكثر من ساحة، واعتبر أن قضية الأسرى تمثل ضمير الأمة بأسرها، داعيًا وسائل الإعلام إلى فضح جرائم الاحتلال وتسليط الضوء على معاناة الأسرى وعائلاتهم.
وفي مقابلة حصرية أجراها مراسل إيران برس في لبنان، أوضح القيادي محفوظ منوّر من حركة الجهاد الإسلامي أن العدو الإسرائيلي لم يلتزم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن نحو 21 أسيرًا لبنانيًا ما زال مصيرهم مجهولًا، داعيًا إلى تحرّك لبناني رسمي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لضمان حق العائلات في المعرفة، معتبرًا أن هذا الملف إنساني أولًا وسياسي ثانيًا.
وفي مقابلة ثانية حصرية أجراها مراسل إيران برس في لبنان، شدّد الدكتور عمر نشّابة على ضرورة أن تتقدّم الدولة اللبنانية بشكاوى رسمية أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة، وأن تطلب من المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق شامل بجرائم الاحتلال ضد المدنيين اللبنانيين، مؤكدًا أن غياب الدولة عن هذا الملف يُفقدها شرعيتها الأخلاقية والسياسية.
كما أعادت فاطمة كركي التأكيد، في مقابلة حصرية أجراها مراسل إيران برس في لبنان، على أن رسالتهم كعوائل الأسرى موجهة مباشرة إلى الدولة اللبنانية، متسائلة: إذا كانت الدولة عاجزة عن استرجاع الأسرى، فهل هي عاجزة حتى عن معرفة مصيرهم؟ مشيرة إلى أن شقيقها أُسر وهو مصاب إصابتين خطيرتين ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.
kobra aghaei