اجتمع خلال الفعالية إعلاميون ونقابيون للتنديد بالجريمة والتأكيد على ضرورة محاسبة مرتكبيها، مؤكدين أنّ استهداف الإعلام جزء من نهج ممنهج لإسكات الكلمة الحرة وزعزعة صمود الشعوب في مواجهة الاحتلال.
أهمية الخبر:
يبرز هذا الحدث في كونه أول تحرك تضامني من نوعه في بيروت بعد المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق الصحفيين اليمنيين، ويعكس التفاعل العربي والدولي مع القضية. كما يسلّط الضوء على أنّ استهداف الإعلام أصبح قضية إنسانية وحقوقية شاملة تتطلب موقفاً جماعياً من المؤسسات الإعلامية والحقوقية الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والمجالس الحقوقية والمنظمات المعنية بحرية الصحافة.
الصورة العامة:
احتوت الفعالية على حضور شخصيات إعلامية ونقابية من لبنان واليمن وفلسطين، حيث أدان المشاركون الجريمة واعتبروها جريمة حرب مكتملة الأركان. وأكدوا أن استهداف 32 صحفياً يمنياً في صحيفتي اليمن و26 سبتمبر يمثل أعنف هجوم على الإعلام منذ 16 عاماً. وطالبوا الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بإرسال لجنة تقصّي حقائق مستقلة، مشددين على أنّ الإعلام المقاوم سيبقى صوت المظلومين في مواجهة الاحتلال. وقد حضر الفعالية وغطاها مراسل وكالة إيران برس للأنباء في بيروت، ناقلاً مشاهد التضامن ومواقف المشاركين.
ماذا يقولون:
أكد عضو الهيئة التنفيذية في لجنة دعم الصحفيين علي الزهري أنّ استهداف الصحفيين في أماكن عملهم يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، موضحاً أنّ القادة السياسيين والعسكريين للعدو الصهيوني يجب ملاحقتهم أمام القضاء الجنائي الدولي.
شدّد الإعلامي اليمني عبدالرحمن الأهنومي على أنّ هذه الجريمة لن تؤثر على عزيمة الإعلاميين اليمنيين ولا على موقفهم المساند للشعب الفلسطيني، مضيفاً أنّ دماء الإعلاميين ستعزّز صمود الجبهة الإعلامية اليمنية.
أكد مدير مكتب الميادين في بيروت روني ألفا أنّ استهداف الإعلام المقاوم محاولة لإسكات الكلمة الحرة، مشيراً إلى أنّ قناة الميادين فقدت مراسلين ومصورين وتقنيين أثناء نقلهم الحقيقة.
رأى نائب نقيب الإعلام المرئي والمسموع بهاء النابلسي أنّ استشهاد أكثر من 32 صحفياً يمنياً يعكس تضحيات الإعلاميين دفاعاً عن الحقيقة، فيما اعتبر ممثل ملتقى الصحفيين الفلسطينيين خالد الخليل أنّ هؤلاء الإعلاميين هم على طريق القدس وأن استهداف الإعلام المقاوم جزء من نهج ممنهج.
وأشار ممثل قناة المسيرة محمد الزبيدي أنّ ارتقاء الصحفيين اليمنيين هو ثمن لممارسة حقهم في نقل الحقيقة والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وفي مقابلة حصرية أجراها مراسل وكالة إيران برس للأنباء في بيروت مع القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محفوظ منور، أكد وقوف الحركة إلى جانب الإخوة في اليمن وشدد على أنّ كل الصحفيين الذين ارتقوا في اليمن ولبنان وفلسطين هم شهداء على طريق القدس. وأوضح أنّ العدوان يتكرر بسبب الغطاء الأميركي للعدو، وأن اليمن يقف مع غزة والشعوب المظلومة في خندق واحد لمواجهة العدو الصهيوني. وبخصوص الاعتراف الغربي بدولة فلسطين قال منور:"هذا الاعتراف مهم على المستويين القانوني والمعنوي، لكنه يجب أن يقترن بالضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة والإبادة الجماعية."وأضاف منور عن المقاومة في غزة:"المقاومة مستمرة رغم كل التضحيات، وهي التي فرضت معادلة جديدة وأثبتت أنّ الاحتلال عاجز عن كسر إرادة شعبنا."وحول تأثير اليمن على غزة قال منور: "صمود الشعب اليمني ومواقفه الداعمة لفلسطين يشكل سنداً حقيقياً لغزة ويعكس وحدة الموقف الإنساني والديني ضد العدو الصهيوني."
النقاط الرئيسية:
استهداف 32 صحفياً يمنياً في صحيفتي اليمن و26 سبتمبر يُعد أعنف هجوم على الإعلام منذ 16 عاماً.
الفعالية في بيروت تؤكد التضامن العربي مع الصحفيين اليمنيين وشهداء الإعلام.
المشاركون طالبوا بتحقيق دولي عاجل عبر المحكمة الجنائية الدولية وملاحقة المسؤولين السياسيين والعسكريين.
التأكيد على أنّ الإعلام المقاوم سيبقى صوت المظلومين ولن تنال الجرائم من عزيمته.
إبراز دور اليمن في دعم غزة ووحدة الموقف الإنساني ضد العدوان الصهيوني.
نظرة أعمق:
استهداف الصحفيين أصبح جزءاً من استراتيجية العدو لإسكات الكلمة الحرة وكسر إرادة الشعوب، ويطرح تساؤلات حول جدوى صمت المجتمع الدولي أمام تكرار هذه الجرائم. كما يؤكد أنّ التضامن الإعلامي العابر للحدود هو السبيل الوحيد لمواجهة التغوّل المستمر على الحريات الأساسية وحق الشعوب في إيصال صوتها، وأن بيروت تبقى ساحة مهمة لنقل هذا الصوت ومواجهة سياسات الاحتلال الإعلامية.
manouchehr mahdavi