بيروت - إيران برس: دعت وحدة النقابات في حـزب الله إلى اعتصام حاشد أقيم مساء الاثنين، في حديقة الإسكوا – وسط العاصمة بيروت، رفضًا للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، واستنكارًا للصمت الدولي المريب. وشارك في الاعتصام عدد من النقابات والاتحادات المهنية، إلى جانب فعاليات فلسطينية ولبنانية، حيث توالت الكلمات التي عبّرت عن الدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية، وأكدت على وحدة الموقف النقابي والشعبي في لبنان مع صمود غزة.

أهمية الخبر: يشكل هذا الاعتصام محطة نضالية جديدة تعبّر عن التلاحم الشعبي والمهني مع القضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل تصاعد المجازر في غزة. كما يعكس الالتزام الوطني والنقابي اللبناني بمناصرة الحقوق الإنسانية والوقوف في وجه الصمت الدولي، ويعيد بيروت إلى الواجهة كمنبر مقاوم يصرخ في وجه الإبادة.

الصورة العامة: وسط العاصمة بيروت، احتشدت وفود نقابية ومهنية وشعبية في ساحة الإسكوا، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات مندّدة بالعدوان الإسرائيلي. مشهد وحدوي حمل في طياته صوتًا جماعيًا ضد القتل والتجويع، وصدىً نقابيًا يعانق نداء المقاومة من غزة إلى لبنان. وقد وثّقت كاميرا مراسل وكالة إيران برس الدولية للأنباء في لبنان مشاهد حصرية من الاعتصام، عكست الزخم الشعبي والتعبئة النقابية الرافضة للصمت والتواطؤ الدولي.

ماذا يقولون: في كلمته، شدّد القيادي في حركة حماس في لبنان، مشهور عبد الحليم، على أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن يرفع الراية البيضاء، بل سيبقى صامدًا ومقاومًا رغم المجازر، واصفًا إياه بأنه "شعب أبيّ، مجاهد، مناضل، مكافح، قدّم الشهداء والقادة والمجاهدين دفاعًا عن الأرض والكرامة."

أما رئيس المبادرة الوطنية لكسر الحصار عن غزة، الدكتور هاني سليمان، فاستعاد ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت في مثل هذا الشهر، مشيرًا إلى أن "تاريخنا هو احتفال بالألم والمقاومة معًا، وقد قدّمت المقاومة الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله، رحمه الله، الذي عبّر بكلماته عن الحق والكرامة." وأضاف: "شمس المقاومة لن تطيق الليل بعد اليوم، وسنصنع من دماء الشهداء شمسًا تضيء الأرض والدروب."

من جهته، قال المهندس بول نكوزي، ممثلاً عن نقابة المهندسين، إن "صوت الألم هو الأنقى، وفي غزة لا يسكن الجوع البطون فقط، بل يستقر في العيون، وفي عظام الأطفال، وفي صدور الأمهات، وفي زوايا الحياة المحاصرة."

كذلك، اعتبر الأستاذ بطرس سعادة، الأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، أن "ما يحصل اليوم ليس جديدًا، فقد استُهدف الأطفال بالأمس في قانا، كما يُستهدفون اليوم في غزة، لا لأنهم أطفال، بل لأنهم يمثلون مستقبل الأمة." وتابع: "لبنان وفلسطين استُهدفا معًا، وسنواصل معًا حتى تحقيق النصر."

وفي كلمة لافتة، شدّد رئيس النقابات الزراعية، الأستاذ حسن حردان، على أن الاعتداء على غزة يتجلى أيضًا في تدمير البنية الزراعية، وقال: "تُدمَّر البيوت البلاستيكية، تُقصف الآبار، تُحرق المحاصيل، ويُحرَم المزارع الفلسطيني من رزقه وكرامته." وأضاف: "وقفتنا اليوم ليست مجرد رفع شعارات، بل هي فعل مقاوم حقيقي، ورسالة واضحة بأن صمت الحكومات عن هذه الجرائم يُعد تواطؤًا أمام سياسة الإبادة والتجويع."

من ناحيتها، دعت السيدة ريم الملحم، باسم اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام، إلى وقفة إنسانية جامعة في وجه الإبادة، وقالت: "إلى ما تبقى من ضمير في هذا العالم، نطالب برفع الحصار عن غزة، ووقف المجازر، وتأمين الحماية الدولية العاجلة للأطفال." وأضافت: "نقول لكل أم في غزة: أنتِ لستِ وحدكِ، نحن معكِ، وأصواتنا لن تصمت."

واختُتمت الكلمات بكلمة الأستاذ غسان بقاعي، التي ألقاها باسم عمال فلسطين، وجاء فيها: "من بيروت الأبية نلتقي لنوجّه تحية إجلال لشهدائنا وجرحانا، وتحية خاصة لسيد الشهداء سماحة السيد حسن نصر الله وكل رفاقه الذين أناروا لنا طريق الثبات نحو فلسطين."

النقاط الرئيسية: دعوة وحدة النقابات لاعتصام حاشد دعمًا لغزة ورفضًا للصمت الدولي.

- مشاركة نقابات مهنية وعمالية وشخصيات فلسطينية ولبنانية.

- كلمات قوية تندد بالإبادة وتدعو للمقاومة وتكشف أوجه الحصار.

- تحية لشهداء المقاومة وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله.

- تحميل الحكومات مسؤولية السكوت عن المجازر.

نظرة أعمق: هذا الاعتصام ليس فعالية عابرة، بل صوت نقابي وشعبي حقيقي يواجه الإبادة بالصوت والموقف، ويؤكد أن النبض العربي المقاوم لا يزال حاضرًا في وجه آلة القتل الإسرائيلية. كما يعكس وعيًا متزايدًا لدى النقابات بدورها السياسي والإنساني، وضرورة الوقوف مع القضايا العادلة، وعلى رأسها فلسطين

kobra aghaei