صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في مؤتمر صحفي اليوم الإثنين بأن إيران لا تربطها علاقة مباشرة بالتيار الحاكم في سوريا حاليًا. وأشار إلى أن إيران كانت على تواصل مع مختلف التيارات المعارضة في سوريا منذ وقت طويل، وأن تدخلها في سوريا جاء لمواجهة الإرهاب ومنع انتشار عدم الاستقرار إلى دول المنطقة، مع السعي لدعم العملية السياسية في سوريا.

إيران برس - إيران: وردا على سؤال لمراسل وكالة "إيران برس" في المؤتمر الصحفي حول تصريحات مسؤول أمريكي مؤخراً بعد اجتماعه مع محمد الجولاني قائد جماعة "هيئة تحرير الشام" التي تم إدراجها منذ فترة طويلة في قائمة المنظمات الإرهابية لمجلس الأمن الدولي، بأن الولايات المتحدة لم تعد تسعى وراء مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض عليه أو قتله. كما أكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب ألا يكون لها دور في مستقبل سوريا، أجاب بقائي أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يملك الوعي والبصيرة لتقرير مستقبل بلده وعلاقاته مع دول المنطقة والعالم الإسلامي. هذه التصريحات ما هي إلا دليل آخر على ميل الولايات المتحدة لفرض الوصاية والتدخل في شؤون الآخرين. التدخلات الأمريكية لم تؤدِّ إلا إلى تفتيت الدول وتصاعد الإرهاب، كما أن المسؤولين الأمريكيين لا يبالون بتبعات سياساتهم.

وفيما يتعلق بالإعلان الإخير لوزارة الخارجية الأمريكية أن إيران وكوبا ودول أخرى تم تصنيفها كدول داعمة للإرهاب ، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "القوائم التي تعدها أمريكا بشأن مختلف القضايا هي مجرد أدوات ضمن مجموعة أدواتها السياسية لتحقيق أهداف سياستها الخارجية، وهي أشبه بأسلوب علاقات عامة".

وقال بقائي حول المحادثات الإيرانية مع الدول الأوروبية الثلاث: إن المحادثات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث ستستمر وفقاً للاتفاق السابق الذي تم التوصل إليه في اجتماع ديسمبر في جنيف.

وأوضح أن هذه المحادثات ليست مفاوضات، بل نقاشات تتناول مواضيع متعددة، من بينها الملف النووي. وتم تحديد موعد الجولة المقبلة من المحادثات لتكون في أواخر يناير.

من المهم ألا تتحول سوريا إلى ملاذ لنمو الإرهاب

قال بقائي، في حديثه عن لقاء وزيري خارجية إيران وتركيا في القاهرة: "كان موضوع سوريا من المواضيع التي نوقشت في محادثاتنا. موقفنا المبدئي واضح؛ الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها، وترك قرار مستقبلها للشعب السوري، هو أمر يحظى بإجماع. من المهم أن تلتزم الأطراف المعنية في سوريا بذلك عمليًا. والأهم أن لا تصبح سوريا ملاذًا لنمو الإرهاب."

الادعاء بأن إيران تسعى لتشكيل شبكة بالوكالة ادعاء سخيف ولا أساس له

وفي تعليقه على الادعاءات المتعلقة باستخدام الأطفال لتشكيل شبكات، قال المتحدث باسم الخارجية: "هذا الادعاء مشين. إلى أي درجة أصبحت الافتراءات ضد إيران تافهة ليتم طرح مثل هذه المزاعم؟ الادعاء بأن إيران تسعى لتشكيل شبكة بالوكالة هو ادعاء سخيف ولا أساس له. نحن لا نملك وكلاء، ولا نحتاج لذلك. إيران تبقى إيران."

سنقرر مستقبل العلاقات مع سوريا بناءً على سلوك التيارات الحاكمة

وعن العلاقات مع سوريا، قال بقائي: "العلاقات بين الشعبين لها تاريخ طويل. كان لدينا دائمًا علاقة متينة مع سوريا من حيث الحضارة والسياسة. كنا دائمًا نرغب في الخير لسوريا وسعينا لمساعدتها على التغلب على الإرهاب. في المستقبل، سنقرر بشأن العلاقات بناءً على سلوك التيارات الحاكمة."

وفيما يتعلق بتطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الصهيوني، أوضح بقائي أن إيران تتابع هذه التطورات عن كثب. وأكد أن ما يسمى بالتطبيع لا يؤدي إلا إلى تمادي الكيان الصهيوني، ولن يُنسى الشعب الفلسطيني جرائم الاحتلال ومجازره. واعتبر أن طرح هذه القضايا يهدف إلى التغطية على الجرائم المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

واختتم المتحدث بتحذير من أن التطبيع ما هو إلا شرارة لمزيد من الشرور والجرائم، مشددًا على ضرورة أن تتحمل الدول مسؤوليتها لمنع الإبادة الجماعية والجرائم الحربية ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

 

44

اقرأ المزيد

بقا‌ئي يفنّد المزاعم الأخيرة لبريطانيا واستراليا ضد إيران

إيران تدين هجمات الكيان الصهيوني ضد البنى التحتية اليمنية