إيران برس - إيران: زيارة سلطان عمان “هيثم بن طارق آل سعيد” إلى طهران تأتي في سياق العلاقات الثنائية المتميزة بين إيران وسلطنة عمان وتلبية لدعوة رسمية من قبل الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” الذي زار العام الماضي العاصمة مسقط حيث تم التوقيع خلالها على العشرات من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
جذور العلاقات الثنائية بين إيران وسلطنة عمان ضاربة في التاريخ وبالتحديد تعود إلى حركة تمرد بدأت في إقليم “ظفار” جنوبي البلد حيث سارعت إيران إلى دعم الحكومة في السيطرة على الأمور، ومنذ ذلك الوقت وخاصة خلال أربعة عقود بعد الثورة الإسلامية في إيران، كانت العلاقات بين البلدين على مستوى ممتاز فعملت سلطنة عمان دوما كوسيط بين إيران والدول الإقليمية والدولية لحلحلة المشكلات التي تطل برأسها بين الحين والآخر.
وسلطنة عمان كانت تضطلع بدور الوسيط في المفاوضات النووية وكذلك في العديد من القضايا بين إيران والولايات المتحدة والدول الأوربية وآخر ما رأيناه كان بين إيران وبلجيكا وتبادل السجناء بين البلدين. وعلى هذا فإن سلطنة عمان كانت دوما محط احترام وثقة لإيران حكومة وشعبًا.
والشعب الإيراني يحسب ألف حساب للدور الذي قد تضطلع به سلطنة عمان في المستقبل في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. فعليه فإن الصورة التي تشكلت من سلطنة عمان لدى عقلية الشعب الإيراني صورة إيجابية ويشبهها بـ “سويسرا” المنطقة ويعتبرها بلدا للسلم والأمن والهدوء وعلى هذا يكن له فائق الاحترام.
ويؤكد الإيرانيون دائما أن سلطنة عمان لا تنكر الجميل تجاه إيران ودائما تسير في مسار الصداقة والأخوة مع إيران وعليه فإنه دولة موثوقة بها.
ونظرا للتطورات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية فإن زيارة سلطان هيثم بن طارق في هذا التوقيت لها أهمية ودلالات خاصة.
وإحدى الزوايا التي ستكون محط اهتمام للجانبين في هذه الزيارة، هي التأكيد على تطوير العلاقات الاقتصادية ذلك أن الرئيس الإيراني في زيارته إلى سلطنة عمان أكد على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية وضرورة مواكبتها العلاقات السياسية ذلك أن البلدين لهما طاقات كبيرة في مجال تمتين العلاقات في مجالات النقل والترانزيت والطاقة والاستثمارات المشتركة.
كما أن سلطنة عمان بإمكانها العمل على إحياء المفاوضات النووية بين إيران والدول الغربية. أضف إلى ذلك فإن مسقط حاليا تبذل جهودا لاستئناف العلاقات الثنائية بين إيران ومصر ذلك أن هذا الملف كان أحد الملفات المهمة المثارة في الزيارة الأخيرة لسلطان هيثم بن طارق إلى مصر ولقاءاته مع كبار المسؤولين المصريين وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وفي الختام ينبغي القول بأن الشعب الإيراني كان ومازال ينظر إلى زيارة المسؤولين العمانيين إلى البلد بأنها بشارة خير وهذه المرة هي الأخرى ستكون بشارة خير لإيران وللمنطقة والعالم.
د. جلال جراغي
كاتب وباحث سياسي وإعلامي
يجب رفع العلاقات التجارية بين إيران وعمان إلى مستوى العلاقات السياسية
جلالة سلطان عمان يصل طهران