النجف الأشرف- إيران برس: بمبادرة القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في النجف الاشرف وبالتعاون مع جامعة الكوفة ممثلة بكلية الفقه وتزامنًا مع أيام عشرة الفجر المباركة الذكرى السنوية الثالثة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية المظفرة، أقيمت ندوة فكرية تحت عنوان (دور المرأة التنموي في التغيير الاجتماعي – قراءات في سيرة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ).

الندوة التي رعاها رئيس جامعة الكوفة الدكتور ياسر لفتة العكيلي وأقيمت في القاعة الكبرى بكلية التربية افتتحت بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها القارئ الدولي الإيراني الأستاذ كريم منصوري ثم ألقى الراعي رئيس الجامعة كلمة أشاد فيها بمبادرة القنصلية العامة الإيرانية في تنظيم الندوة التي اعتبرها خطوة مميزة في العمل الثقافي لها أبعاد في تطوير التعاون المشترك بين ايران وجامعة الكوفة العريقة.
كما عدد الأستاذ ياسر العكيلي جوانب من سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن يدخل إلى بيتها إلا بإذن منها. كما استعرض سجايا ومناقب السيدة الزهراء (عليها السلام) قائلاً إنها جسدت المثل الأعلى للمرأة الصالحة على مستوى المجتمع الإسلامي على مر التاريخ.
وفي بداية الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور ستار الأعرجي عميد كلية الفقه أشار فضيلته إلى مقام السيدة فاطمة (عليها السلام) ومراتبها الأخلاقية باعتبارها بضعة من الرسول (صلى الله عليه وآله) وزوجة الإمام علي (عليه السلام) وصي النبي الأعظم والمدافع الأول عن ثوابت الوحي الإلهي والرسالة المحمدية الشريفة وقال: إن فاطمة الزهراء هي المرأة التي تحولت إلى تجسيد للقران الكريم على مستوى التكامل في العلم والفضائل وقوة الشخصية الإسلامية.

وشكر السيد الأعرجي القنصلية العامة الإيرانية على بذلها الجهود اللازمة لإقامة هذه الندوة الفكرية بالتعاون مع كلية الفقه بجامعة الكوفة.

وقد ألقى المفكر والباحث الإسلامي سماحة آية الله الدكتور أحمد بهشتي عضو في مجلس خبراء القيادة في ايران أولى محاضرات الندوة قائلًا: إن الإيديولوجيا الفاطمية بُنيت على الأصول الأربعة التوحيد والمعاد والنبوة والإمامة. وأضاف الشيخ الدكتور بهشتي أن الصديقة الطاهرة (عليها السلام) هي شهيدة الجهاد من أجل ترسيخ وتثبيت إمامة الإمام.

ثم قدمت الدكتورة نور الساعدي معاونة كلية العلوم الإسلامية في جامعة وارث الأنبياء بكربلاء محاضرتها تحت عنوان (الثابت والمتغير في حريات المرأة المعاصرة) قالت فيها: إن الواقع المعاصر الذي تحياه المرأة يحتم عليها التحلي بالوعي والثقافة العالية التي تمكّنها من التمييز بين ما لها وما عليها وبين ما هو صحيح وبين ما هو خاطئ حتى تستطيع اختيار السبيل الذي يوصلها إلى الحياة الطيبة.

وأضافت السيدة نور أن المرأة تضطلع هي أيضًا بحمل أمانه الرسالة وتبليغ الوحي والمشاركة في القرارات المصيرية وأن سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي خير مثال لذلك حيث أنها لم تتردد في أن تكون معارضة سياسية دفاعًا عن ثوابت الإسلام وحماية الأمة التي كانت حديثة العهد بالرسالة.
كما ألقى الدكتور محسن إسماعيلي الذي كان عضوًا في مجلس صيانة الدستور لثمانية عشر عامًا وهو حاليًا ممثل مدينة طهران في مجلس خبراء القيادة، محاضرة جاء فيها: إن السيدة فاطمة (عليها السلام) هي حجة في كل زمان وأسوة لجميع البشرية، وإن مدينتنا الفاضلة نحن المسلمين تتحقق في دولة الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ابن الزهراء (عليها السلام). إن هذه السيدة أضاءت مع مجيئها العالم بإشراقة وجودها النوراني إلى الأبد.
وفي الجلسة الثانية للندوة والتي كانت بإدارة الشيخ الدكتور أسامة الناصري ثمّن سماحته إقامة هذا النشاط المشترك للقنصلية العامة وكلية الفقه، منوهًا إلى أن هناك بين الحوزة العلمية في إيران والحوزة العلمية في النجف الأشرف جملةً من الدعامات الأساسية لتطوير معايير العلم والمعرفة ودراسة حياة الزهراء عليها السلام والأئمة المعصومين عليهم السلام.
وقدّم حجة الإسلام الشيخ محمد رضا زيبائي نجاد مدير مركز أبحاث المرأة والعائلة في مدينة قم المقدسة محاضرة أوضح فيها أن المجتمع الفاقد للمثل الأعلى والتخطيط والهدف لا يمكن أن يكون مجتمعًا مثاليًا وأنه إذا لم يكن ذهن الإنسان منشغلًا ومهتمًا بالأمور السامية والنبيلة فإن قضايا قليلة القيمة وضئيلة الأهمية ستحل محلها.
وأشار الشيخ زيبائي نجاد إلى بعض فقرات خطبة السيدة الزهراء عليها السلام التي تؤكد فيها على أنه لا يمكن تصور قيادة المجتمع الإسلامي من قبل بعض الناس الذين تواطأوا على إحلال اللئام محل الرواد والقادة الحقيقيين للإسلام الذين بهم تتحقق الأهداف النبيلة ويتحقق هدف الارتقاء بالأمة نحو السمو والمنعة.
وكانت المحاضرة الأخيرة لسماحة آیة الله السيد صدر الدين القبانجي خطيب النجف الأشرف وكانت تحت عنوان (السيدة الزهراء عليها السلام ومسؤولية البناء والتغيير في المجتمع)، قال فيها إن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) شكلت رقمًا كبيرًا في التاريخ فلولاها لما كان الأئمة عليهم السلام من نسلها الشريف.
وأوضح سماحته أن السيدة الزهراء (عليها السلام) وعلى الرغم من مكانتها السامية فإن ذلك لم يمنعها من أن تكون ربة بيت وأُمًّا مثالية، إلى جانب دورها التغييري في مجتمع المدينة المنورة آنذاك. وفي هذا المجال أشار السيد القبانجي إلى أن السيدة الزهراء (عليها السلام) لها دور كبير في التغيير السياسي وقد حققت شيئًا يفوق التصور ووقفت موقفًا ثوريًا ضد الانحراف وسراق الحقوق. 
وفي ختام كلمته أشاد القبانجي بدور المرأة في الجمهورية الإسلامية قائلاً إن النساء الإيرانيات استطعن التوفيق بين أدوارهن الأسرية والاجتماعية ويمثلن النموذج المتأسي بسيرة سيدة نساء العالمين عليها السلام، وإن المرأة هي اليوم تتبوأ مواقع مهمة ومسؤوليات كبرى داخليًا ودوليًا وفي المجتمع. كما أثنى السيد القبانجي على القنصل العام الإيراني السيد رضي الدين كاظمي مازندراني لدوره في تنشيط مجالات التعاون العلمي والفكري والتفاهم المتبادل مع الجامعات والمدارس الدينية في النجف الأشرف.
و الجدير بالذكر أن هذه الندوة الفكرية حظيت بحضور علماء الحوزة والعمداء والأكاديميين والطلاب من جامعة الكوفة وحوزة النجف الأشرف العلمية المباركة.

22

إقرأ المزيد 

رئيسي: على البشرية الانتباه لسلوك السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)