قال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، اليوم الإثنين في مقابلة خاصة مع مراسل وكالة إيران برس إن إخلاف الوعود دأب أمريكي سبق أن شهدناه مرارًا.

إيران برس- إيران: وجّه مراسل وكالة إيران برس أسئلة إلى المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية أجاب عليها موسوي بما يلي:

السؤال/ تقارير بعض المعاهد والمؤسسات الفكرية الأمريكية تبيّن أن واشنطن فشلت في تشكيل تحالفات معادية لإيران وهذا يشير إلى فشل السياسة الأحادية التي تنتهجها أمريكا أمام السياسة المتعددة الأطراف الإيرانية. ما هي وجهة نظركم في هذا الخصوص؟

الجواب/ أمريكا بإنسحابها من الإتفاق النووي أخلفت وعودها وإخلاف الوعود هذا ليس خاصًا بإدارة ترامب فقط بل شهدنا منذ التوقيع على الإتفاق النووي مثل هذه الأعمال.

بعد تولي إدارة ترامب الحكم إنسحب الأمريكيون من الإتفاق النووي بناءً على تحليل وتقييم خاطئ بذريعة أن الإتفاق النووي ليس ما كانوا يصبون إليه وأن إيران إحتالت على أمريكا والعالم بهذا الإتفاق.

تريد أمريكا أن تحلّ مشكلاتها وخلافاتها مع إيران في إطار سلة تشمل قضايا نووية وصاروخية وإقليمية وحتى حقوق الإنسان ونظرًا إلى فشل الأمريكيين في نيل أهدافهم، كانوا بصدد الحصول على إتفاق جديد.

وإضافةً إلى ذلك، كان بعض الأعداء والجماعات المعارضة للثورة الإسلامية قدّموا تحليلات خاطئة إلى الأمريكيين تقضي بأنه إذا إنسحبت أمريكا من الإتفاق النووي، ستصبح إيران ضعيفة وهشة وهذا بزعمهم سيؤدي إلى وقوع أحداث في إيران وفي نهاية المطاف إلى الإطاحة بالنظام.

وهذه الأمور أدت إلى إنسحاب أمريكا من الإتفاق النووي. وبغضّ النظر عن خسارة أمريكا أمام إيران سياسيًا وقانونيًا وأخلاقيًا بسبب إنسحابها من الإتفاق النووي، فإنها مُنيت أيضًا بالتهميش على مستوى العالم وحاول الأمريكيون جاهدين أن يجبروا الدول الأخرى على الإنسحاب من الإتفاق النووي أو تُقدم إيران على رد متسرع بالإنسحاب منه وإنتهاكه ولكن لم يحدث هذا ورجعوا هم صفر اليدين.

عدم إنسياق حلفاء أمريكا مع واشنطن ولو ظاهريًا يُعدّ إنجازًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية ولو كانت أمريكا محافظةً على الإتفاق النووي لكان ذلك فرصة لها للتعامل مع إيران.

السؤال/ على رغم مساعي أمريكا لعرقلة سفر ظريف إلى نيويورك وأمريكا اللاتينية وحتى السنغال ولكن بعد الإعتراف العالمي بنجاح هذا السفر، حاليًا يطلب بومبيو التفاوض مع الشعب الإيراني مباشرة. كيف تقيّمون هذه التعارضات؟

الجواب/ إرتباك الأمريكيين جعلنا لا نعلم من بيده القرار في هذه الدولة (أمريكا) بحيث قد يصرح ترامب بكلام ويصرح بومبيو بكلام آخر وقد يفرضون شرطًا يومًا ما وفي يوم آخر يتخلون عنه. تشير هذه الأمور إلى أنه لا يمكن الثقة بأقوالهم وليس لديهم أي إستراتيجية موحدة للتعامل والمجابهة مع إيران. يوجد في أمريكا سياسيون يقررون على هواهم ويندرج هذا في إطار الحرب النفسية التي يشنّونها على الشعب الإيراني.  

سؤال/ يزعم ترامب أن قطاعي الأدوية والأغذية لم يتأثرا بالعقوبات المفروضة على إيران ولكننا نشهد إحتجاز سفينة تُقلّ الحبوب إلى إيران قرب شواطئ البرازيل. كيف تقيمون هذا التناقض في الأقوال؟

الجواب/ أعلنت أمريكا دومًا أنها لم تحظر الأدوية والمواد الغذائية ولكنها أغلقت قنوات نقل الأموال وبالتالي لم يتمكن أحد من تسديد أوتلقي الأموال وشراء المواد الغذائية والأدوية وأثرت العقوبات المصرفية على عملية شراء وبيع الغذاء والدواء.

وإحتجاز سفينتين إيرانيتين قرب شواطئ البرازيل بعد شحنهما بالحبوب يدّل على ما نذهب إليه. إمتناع شركة برازيلية عن تزويد السفينتين الإيرانيتين بالوقود خوفًا من العقوبات الأمريكية يشير إلى أن العقوبات تشمل الأدوية والمواد الأغذية أيضًا على رغم أن الأمريكييين يزعمون أن الأمر ليس كذلك.

22