اعتبر قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي انتفاضة أهالي قم التاريخية في اليوم التاسع من يناير/كانون الثاني 1978 بأنها كانت منعطفًا عظيمًا وبداية لجهاد كبير، وليس حدثًا عابرًا، مؤكدًا على أن الحفاظ على المنعطفات التاريخية واجب على الجميع.

إيران برس - إيران: وفي ذكرى الانتفاضة التاريخية في 9 يناير/ كانون الثاني 1978، استقبل قائد الثورة الإسلامية اليوم الاثنين في حسينية الإمام الخميني (رضوان الله عليه) حشدًا من أهالي مدينة قم المقدسة.

وجاءت انتفاضة أهالي مدينة قم المقدسة احتجاجًا على مقال نشره إعلام النظام البهلوي البائد أساء فيه إلى شخصية الإمام الخميني (رضوان الله تعالى) وشكلت هذه الانتفاضة نواة الثورة الشعبية التي أطاحت بعد عام واحد من اندلاعها بنظام الشاه.

واستشهد في مثل هذا اليوم عدد كبير من طلبة العلوم الدينية وأرسل ذلك رسالة إلى الاعداء بأن الشعب الإيراني يرفض الخنوع لسطوة المتغطرسين واستمرت تلك الاحتجاجات حتى انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.

وخلال هذا اللقاء أكد آية الله الخامنئي: من هنا انطلق جهاد كبير في جميع أنحاء البلاد، هدفه إخراج إيران العزيزة من هيمنة وسيطرة الغرب، قائلًا: إيران التي سُحقت تحت أيدي وأقدام الثقافة الغربية المشوهة والمخطئة وتحت الهيمنة السياسية والعسكرية للغرب، يجب أن تخرج وتصبح مستقلة وتعيد إحياء هويتها التاريخية.. هويتها التاريخية الإسلامية لأن إيران إسلامية.

وتابع: إن هذه الهوية الإسلامية لإيران كانت ضائعة بحيث لو نزل شخص ما إلى شارع من شوارع في طهران وفي مدينة أخرى مثل مشهد، لما كان يشعر بأن هذه دولة إسلامية، وأن شعبًا مسلمًا يعيش هنا.

وشدد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة القيام بالواجب في توقيته المحدد وعدم التأخير في تنفيذه، قائلًا: التوابون ثأروا لدم الإمام الحسين عليه السلام وحاربوا وقتل جميعهم، لكن لا يمدحهم التاريخ على ذلك لأنهم تأخّروا في القيام بأخذ الثأر. وعلى هذا الأساس يجب القيام بما هو الصواب في توقيته وعدم إهمال الواجب الذي يمليه العقل والقانون.. ونظرًا لأهمية الموضوع علينا أن ندخل الساحة دون تردد أو تأخير ونخوض المخاطر.

وتابع قائد الثورة الإسلامية إن استراتيجية التيار المبني على الكذب هو تجاهل أو التقليل من شأن هذه الأحداث المهمة، لكن أحداثًا مهمه مثل يوم انتصار الثورة الإسلامية في 11 فبراير، و4 نوفمبر (ذكرى الاستيلاء على وكر التجسس الأميركي)، و9 يناير (ذكرى انتفاضة قم)، وملحمة 30 ديسمبر (ذكرى تجديد العهد مع القائد من قبل الشعب)، ويوم تشييع جثمان الشهيد قاسم سليماني والشهيد حججي.. كل هذه الأيام تعتبر من أيام الله... يريد التيار المناوئ للثورة والشعب والداعم للباطل أن يطفئ هذه الأنوار وأن يخفي هذه الأحداث.

وأشار آية الله الخامنئي إلى فترة الحرب المفروضة وبسالة الشباب الإيرانيين المشاركين في الحرب ودعم نظام صدام من قبل الحكومة الأمريكية وأوروبا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد السوفيتي والدول العربية الرجعية، قائلًا: لكنهم خسروا أمام إيران، لأن شبابنا مؤمنون وقائدنا الإمام الخميني (رضوان الله تعالى).

وأضاف: خلال فترة الحرب المفروضة تضافرت كل القوى العالمية لتقسيم إيران لكنها فشلت وهذا إنجاز كبير.. عندما نسير في خط الإمام الخميني ونخوض المخاطر، ننتصر في المعركة.

وأكد سماحته، أن في أعمال الشغب الأخيرة في إيران أرادوا تدمير قوتنا.. الجزء الأكثر أهمية في هذه العملية كان الدعاية، حيث تظاهروا بأنهم يركزون على نقاط ضعفنا، لكنهم في الواقع أرادوا إيقاف نقاط قوتنا، قائلًا: كان تورط العدو الأجنبي في هذه الأحداث واضحًا؛ ومن الواضح أن الأمريكيين والأوروبيين متورطون فيها بشكل أو بآخر.

وأضاف آية الله الخامنئي: نعاني من مشاكل اقتصادية ومعيشية، لكن هذه المشاكل لا يمكن حلها عن طريق أعمال الشغب.

وشدّد على أن العدو وضع البروباغندا على رأس مخططاته، ومواجهته تكمن في جهاد التبيين بلغات وتفاسير ومبادرات مختلفة وليس باستخدام الهراوات، مطالبًا المسؤولين القيام بالأعمال الضرورية في المجال الاقتصادي والثقافي والأمني في البلاد.

33

اقرأ المزيد

قائد الثورة الإسلامية يؤكد ضرورة السعي لمعالجة حالات الضعف الثقافي 

قائد الثورة الإسلامية: الغرب أسس الكيان الصهيوني لشن الحروب في المنطقة