تناولت منصات إعلامية "إسرائيلية" حالة الخوف والاستنفار التي يشهدها كيان الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب تهديدات إيران وحزب الله بالرد على الاغتيالات الأخيرة وسط تشديد الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت حول كيفية إدارة الحرب.

إيران برس - الشرق الأوسط: وفي هذا السياق، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر جديدة يحظر فيها بشكل قاطع على الجنود البقاء في جورجيا وأذربيجان لقرب حدود الدولتين مع إيران، داعياً إياهم إلى العودة إلى فلسطين المحتلة على الفور.

وفي سياق متّصل، أعلنت شركة الطيران، "رينايير" الأيرلندية، إلغاء رحلاتها بشكل كامل على خطوط تل أبيب حتى 26 آب/أغسطس، وكذلك أعلنت مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية، تعليق جميع الرحلات إلى تل أبيب حتى 21 آب أغسطس الحالي.

كما أعلنت الخطوط الجوية السويسرية، عن تجنبها المجال الجوي الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى الغد.
كما أعلنت شركة الطيران اليونانية إيجيان، التي تسيّر عشرات الرحلات الجوية من أثينا وسالونيك وميكونوس ورودس وكريت وقبرص، إلغاء جميع رحلاتها في الأسبوع المقبل إلى مطار بن غوريون.
كما ألغت شركة الطيران "إير أوروبا" رحلاتها إلى فلسطين المحتلة حتى يوم الخميس.

وتحدّث الإعلام الاسرائيلي عن تحذير رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لوزرائه من أن "الأيام المقبلة مصيرية" وطلب منهم عدم الإدلاء بتصريحات للإعلام حول الشأن الأمني، وذلك بعد تقدير بأن "إيران تخطط لشن هجوم في الأيام المقبلة، عقب إبلاغ وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لوزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن رصد "تحضيرات عسكرية في إيران".

وفي مراجعة أمنية بشأن سير الحرب، قدّمها إلى أعضاء لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست"، قال غالانت، رداً على انتقادات بشأن عدم الذهاب إلى حرب مع لبنان، إنّ "الظروف الموجودة اليوم لحرب في لبنان هي عكس الظروف التي كانت في بداية الحرب".

وأضاف غالانت: "أنا أسمع الأبطال الذين يقرعون طبول الحرب، وثرثرات النصر المطلق"، ساخراً من أنهم "في الغرف المغلقة لا يظهرون الشجاعة نفسها".

وتطرق غالانت إلى تهديدات إيران وحزب الله، قائلا: "إننا في أيام تأهب واستعداد. والتهديدات من طهران وبيروت قد تتحقق" مشدداً على أن "إسرائيل هي من بين أسباب تأخير صفقة التبادل".

وردَّ مكتب نتنياهو على هجوم غالانت، وقال إن "من الجدير أن يهاجم غالانت السنوار، الذي يرفض إرسال وفد إلى المفاوضات، والذي يشكل العقبة الوحيدة أمام الصفقة" على حد زعمه.

وشدّد مكتب نتنياهو، بحسب ما نقل عنه موقع "سيروغيم" الإسرائيلي، أنّ "أمام إسرائيل خياراً واحداً هو تحقيق النصر المطلق"، مضيفاً أن "هذه هي التوجيهات الواضحة لرئيس الحكومة، وهي ملزمة للجميع، بمن فيهم غالانت". 

وعلق الصحافي والمحلل السياسي الإسرائيلي، عميت سيغال، على التراشق بين نتنياهو وغالانت، بالقول إنّ "العلاقة بينهما خطر على أمن اسرائيل"، وخصوصاً مع "ترقب ضربة خارجية"، مضيفاً أن "غالانت يرى أن نتنياهو يضلل الجمهور، في حين أن نتنياهو يرى أن غالانت جاسوس أميركي".

وفي السياق ذاته، قال المعلق العسكري في قناة "كان" الإسرائيلية، ايتال بلومنتال، إنّ "المواجهة الصاخبة بين نتنياهو وغالانت أمر لا يعقل ومستفز، في مثل هذه الساعة الدراماتيكية والمصيرية".

وسأل بلومنتال: "لماذا الآن؟ لماذا لا يستطيعان ضبط النفس؟"، مضيفاً "يمكنكما التحدث في غرفة مغلقة، ويمكنكما أيضاً استخدام الهاتف".

وتتفاعل الخلافات بين نتنياهو وغالانت، منذ فترة طويلة، وتطفو إلى السطح باستمرار إشارات توحي في عمق الخلاف بينهما، على خلفية إدارة الحرب الحالية، وآخرها كان إبداء نتنياهو غضبه، في أواخر تموز/يوليو الماضي، من إصدار غالانت بياناً حدّد فيه اتجاهات العمل، ووجّه المؤسّسة الأمنية ​الإسرائيلية بشأن "الردود المحتملة" على الحادث في مجدل شمس في الجولان المحتل.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، "مكان"، فإنّ مقربين إلى نتنياهو أشاروا إلى غضب الأخير من غالانت، كونه "يتخذ القرارات ويدير الحرب بمفرده".

بدوره، اتهم غالانت نتنياهو بـ"إضاعة فرصة التوصل إلى اتفاق" تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في قطاع غزّة، خلال اجتماع عقده الـ"كابينت" السياسي والأمني.

77

اقرأ المزيد 

بزشكيان يؤكد على حق إيران في الرد على عدوان الكيان الصهيوني

تأخر الرد من المحور هو مسألة تكتيكية بحتة ليكون مؤثرا على إسرائيل