أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيد حسن نصر الله أن من العوامل اللازمة لتجديد الخطاب الإعلامي هو صمود محور المقاومة.

إيران برس - الشرق الأوسط: في افتتاح ’’اللقاء الوطني الإعلامي‘‘ تحت عنوان ’’تجديد الخطاب الإعلامي وإدارة المواجهة (فلسطين تنتصر)‘‘، رأى السيد نصر الله اليوم الاثنين أنه لا بد من تطوير المواجهة الإعلامية كما في المواجهة العسكرية.

وأوضح سماحته أن الخطاب الإعلامي الذي يجب أن نجدده هو في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الأميركية أي مواجهة المشروعين الأميركي والإسرائيلي في المنطقة.

وأضاف أنه في هذه المواجهة لا يجوز تفكيك ساحات المواجهة، بعد أن حوّلت الهيمنة الأميركية كل الإمكانات في المنطقة لمصلحة العدو الإسرائيلي، الذي بدوره مرهون بوجوده وتكبره للمساندة الأميركية.

وشدد السيد نصر الله على أن الخطاب الإعلامي في محور المقاومة يستند إلى حق شعب فلسطين بأرضه وسوريا بجولانها، منوهاً بأن إعلام المقاومة اليوم لا ينثر قصائد شعر على الأطلال بل قصائد انتصارات. 

ولفت السيد نصر الله إلى أن إعلام المقاومة أسهم في صنع الانتصار عبر استناده إلى الوقائع والحقائق والدراسات والأبحاث. 

وذكر السيد نصرالله أن المقاومة في حربها النفسية لم تكن تستند إلى الأوهام والأكاذيب، مبيّناً أن أهم نقاط قوة إعلام محور المقاومة هي الصدق في نقل الخبر والوقائع والحقائق، حيث يثق العدو اليوم بإعلام المقاومة أكثر مما يصدّقون قادتهم. 

وذكّر سماحته بوفاء المقاومة الإسلامية لوعودها من التحرير إلى إطلاق سراح الأسرى، كما المقاومة في فلسطين التي وعدت بالدفاع عن القدس وصدقت، معتبراً أن الحديث عن إزالة الكيان الغاصب من الوجود لا يُعدّ آمالاً كاذبة، مؤكداً أن المقاومة لا تبالغ في أهدافها. 

أما عن القواعد الشعبية للمقاومة فوصفها سماحته بالمتنوعة فكرياً ودينياً وتجمعها القدس ومقدساتها ومظلومية الفلسطينيين، موضحاً أن هذه القاعدة تحتاج لخطاب إعلامي يتفاعل معها في مناطقها وتتفاعل معه. 

وشدد السيد نصر الله على أن انجازات إعلام المقاومة في العقود الأخيرة كبيرة ويجب التأسيس عليها من أجل التطور.

في هذا السياق، لفت سماحته إلى أن وسائل التواصل استطاعت أن تشارك في صنع الانتصارات للمقاومة، مضيفًا أنه يجب تبادل التجارب والخبرات في الإعلام والإستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً أنه يمكن للعدو إنزال الفضائيات لكنه لا يمكن إيقاف هذه المواقع. 

واعتبر السيد نصر الله أن هناك حربًا إعلامية على المقاومة وتُسخّر مليارات الدولارات لتشويهها، داعياً إلى وضع خطة إعلامية لمواجهة التزوير والتحريف الذي يقوم به البعض خاصةً في قضية فلسطين والقدس. 

وذكر أنه رغم اعتراف الجميع بانتصار المقاومة في فلسطين كان بعض الإعلام في الخليج ينكرون. 

وشدد السيد نصر الله على وجوب تطوير الخطاب الإعلامي للمقاومة بما يتناسب مع التحولات والتهديدات في المنطقة، كذلك اعتماد خطاب الإعلام لتكريس المعادلة الإقليمية الجديدة وهي حماية القدس. كما رأى أنه يجب صناعة رأي عام جديد خاصةً عن المعادلة الإقليمية الجديدة لحماية المقدسات. 

وفي سياق  آخر، اعتبر سماحته أن من يضع المخططات التآمرية للمنطقة يهدف إلى انشغال الناس في معيشتهم ويجب أن لا ننشغل عن ما يجري للأمة.

وعن الأزمة الحكومية في لبنان قال السيد نصر الله إنها ناتجة عن أزمة سياسية وفساد مستشرٍ وسرقات واحتكار بلا حدود. مضيفاً أن هناك أيضاً أزمة وعي على المستوى الشعبي إذ لا معنى لإطلاق النار والإشكالات على محطات المحروقات.

ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك مشكلة رئيسية أيضاً وهي الحصار الأميركي الذي يريد أن يعاقب ويمنع أي مساعدة تأتي إلى لبنان.

وأضاف أن السفيرة الأميركية التي تخرج وتنظر على اللبنانيين حكومتها هي من تمنع أي مساعدة للبنان، كما أن إدارة بلادها هي التي تهدد بالعقوبات وهي التي تمنع لبنان الاستعانة بأي صديق شرقي.

وسأل سماحته أنه أ ليست الإدارة الأميركية هي التي تمنع البنوك اللبنانية من إحضار أموالها من الخارج، وتمنع المساعدة من الشرق مثل الصين؟.

واعتبر في هذا السياق أن هناك خوفًا لدى البعض من أن تضعهم أميركا على لائحة العقوبات. وقال: يخافون من أن يوضعوا على لائحة العقوبات الأميركية ولبنان كله يذهب إلى الموت.

وأكد أن الهدف من الحصار الأميركي هو إثارة الشعب اللبناني وبيئة المقاومة على المقاومة، مشدداً على أن الشريك في تدمير العملة اللبنانية هي السفارة الأميركية. 

ولفت سماحته إلى أن السياسات الخاطئة من أسباب الأزمة بلبنان، لكن أميركا هي السبب الأساسي لأنها شريكة الفاسدين. 

وأعلن أنه من المفترض أن تكون هذه الأيام حاسمة لتشكيل الحكومة، حيث يمكن للقاءات التي ستعقد أن ترسم المسار الحكومي بشكل واضح.

ختاماً أسف السيد نصر الله أن يعرف المدعى عليهم في قضية مرفأ بيروت عبر الإعلام. وسأل: هل هناك عمل قضائي حقيقي أم استهداف سياسي في مسألة المرفأ؟. كما رأى أن العدالة ما زالت بعيدة والحقيقة ما زالت مخفية في القضية.

22