قال قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، إن مشكلة الاستكبار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أن تطور إيران وازدهارها في العالم سيلغي منطق الديمقراطية الليبرالية في الغرب.

إيران برس - إيران: واستقبل قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي صباح اليوم السبت حشدا من أهالي أصفهان في حسينية الإمام الخميني (رحمه الله) بطهران.

ويأتي اللقاء بمناسبة الذكرى السنوية ليوم "الملحمة والتضحية" في أصفهان (ملحمة 25 آبان) الموافق 16 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1982، حيث شيعت أصفهان 370 من أفراد القوات العسكرية الذين استشهدوا خلال "عملية محرم" خلال الحرب المفروضة على إيران من قبل نظام صدام المقبور.

وأكد قائد الثورة خلال هذا اللقاء أن أصفهان هي مدينة العلم والفن والجهاد والمدينة الحية.

واعتبر آية الله الخامنئي قضية المياه في أصفهان بأنها قضية هامة، قائلا: أنصح المسؤولين الحكوميين المحترمين الذين يجاهدون ويعملون حقًا، بالعمل بجد في هذا المجال قدر الإمكان والعمل بأسرع ما يمكن؛ هذا يعني أن أهل أصفهان يستحقون حقًا ألا نعرف الليل والنهار في خدمتهم.

الغربيين نهبوا العالم خلال القرنين الماضيين بمنطق الديمقراطية

وأضاف سماحة قائد الثورة أن الغربيين نهبوا العالم خلال القرنين الماضيين بالمنطق اللیبرالی للديمقراطية، معتبرا أن أوروبا الفقيرة أصبحت غنية مقابل إلحاقها الضرر بدول ثرية كالهند والصين وفي إيران لم يتم استعمارها بشكل مباشر إلا أن الغرب فعل فيها ما يحلو له.

وصرح قائد الثورة الإسلامية أن افغانستان تعتبر نموذجا في هذا المجال حيث دخل الأمريكان فيها وارتكبوا انواع الجرائم على مدى عشرين عاما وبعد مرور عشرين عاما سيطرت على أفغانستان نفس الحكومة التي كانت تواجهها الولايات المتحدة الامريكية وشهدنا انسحاب امريكا المخزي من أفغانستان.

وشدد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي التي رفضت منطق الليبرالي للديمقراطية ومنحت الناس هوية حقيقية والوعي والاقتدار وصمدت أمام الديمقراطية الليبرالية.

وأشار قائد الثورة إلى فترة الدفاع المقدس (الحرب العراقية المفروضة على إيران بين عامي 1980-1988) وأضاف أن منظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) وأمريكا والاتحاد السوفيتي السابق وبعض الدول الأوروبية وقفت بجانب نظام صدام البائد في تلك الحرب حيث كان العالم في جانب والجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت في جانب آخر إلا أن الشعب الإيراني انتصر وحققت إيران انتصارا كاملا وباهرا.

ملف هذا الشر سیغلق من دون شك

وحول اعمال الشغب في البلاد قال قائد الثورة الاسلامية ان العناصر التي تقف وراء اعمال الشغب عجزت عن إشراك الشعب في أعمالهم والان تسعى إلى استمرار هذه الاعمال للضغط على المسؤولين إلا ان ملف الشر سیغلق من دون شك، وعندها سيعود الشعب بمعنويات جديدة للمضي على مسار تطور البلاد.

العالم بات يعترف بتقدم إيران الاسلامية

وتابع آية الله خامنئي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ماضية في التقدم وأن العالم يشهد ذلك وبات يعترف به وهذا لا يطيقه الغرب، مضيفا: لو لم نحقق التقدم ولم نُظهر من أنفسنا اقتدارًا في المنطقة وكنا نتعتع أمام أمريكا والاستكبار ونرزح لعنجهيتهم وبلطجيتهم، عند ذلك تتراجع هذه الضغوطات ولكن ما كان يحدث أنهم يأتون ويسيطرون علينا.

واستطرد قائلا: كلما كانت إيران أقوى كلما ازدادت مساعي العدو لتوجيه ضربة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأشار إلى غضب واستياء الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من تقدم إيران، وأكد أنهم لن يتمكنوا من تحقيق أي شيء كما باتوا عاجزين عن تحقيق أي شيء في الماضي.

وفيما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن أوروبا تتحرك خلف أمريكا، لفت إلى أن جميع رؤساء امريكا من كارتر وكلينتون وأوباما وريغان وبوش وترامب وحتى الرئيس الحالي الذي يريد إنقاذ الشعب الايراني، كلهم وقفوا بوجه إيران وطلبوا المساعدة من عدد من دول المنطقة ومن الكيان الصهيوني الذي يمثل كلبهم العقور في المنطقة. 

العدو بات عاجزا عن وقف مسار تقدم الشعب الايراني

واضاف ان العدو ورغم كل هذه المحاولات فشل ورغم انه سعى وراء خلق مشاكل لإيران كفرض الحظر عليها واغتيال علمائها النوويين واللجوء إلى كثير من الحيل السياسية والأمنية، بات عاجزا عن وقف تقدم الشعب الايراني.

وقال متسائلا: كيف يمكن تحقيق التقدم؟ مضيفًا أن التقدم بحاجة إلى العديد من الوسائل أهمها الأمل، لذلك يعمل العدو على زرع اليأس بين أبناء الشعب.

وأشار إلى امكانيات العدو الواسعة في مجال الاعلام، وأضاف أن العدو يسعى من خلال استخدام القنوات الفضائية وقنوات التلفزيون لزرع اليأس بين الشعب إلا أن الأمل والنشاط ما زال متوفرين في المجتمع الايراني.

وفي جانب آخر من تصريحاته أشار سماحة قائد الثورة الإسلامية إلى التقدم الذي حققته إيران خلال الاسابيع الاخيرة وأضاف أن العلماء الإيرانيين تمكنوا من الحصول على علاج جديد لمرض سرطان الدم وتوطين أحد أجهزة استخراج النفط والغاز وافتتاح خط سكك الحديد في سيستان وبلوجستان وإزاحة الستار عن صاروخ جديد وغيرها من الإنجازات، وقال إن كل هذه الانجازات تُثبت أن إيران ماضية في التقدم رغم مساعي العدو لمنع هذه الحركة من خلال اثارة اعمال الشغب.

ونوه سماحته أنه لو كانت الجمهورية الإسلامية اختارت التراجع أمام أميركا والاستكبار العالمي والرضوخ لتنمرهم وغطرستهم لتراجعت الضغوطات ولكن كانوا يسيطرون على البلاد، وأضاف: طوال هذه السنوات كلما تعالى صوت اقتدار الجمهورية الإسلامية، ازدادت محاولات الأعداء لتشويه وجه النظام الاسلامي.

وأشار قائد الثورة إلى محاولات الأعداء لإيجاد بعض المشاكل مثل الحظر واغتيال العلماء النوويين واستخدام كافة الحيل السياسية والامنية واعطاء الرشاوى للبعض في الداخل ليتفوهوا ضد الجمهورية الإسلامية، لكنهم عجزوا عن ايقاف حركة الشعب الايراني، والآن ونحن امام هذه المواجهة والتحدي الراهن، فإن من واجب افراد الشعب والمسؤولين وكذلك المثقفين والنخب والشباب والاوساط العلمية والجامعية والحوزوية بذلَ الجهود لتحقيق التقدم في كافة القطاعات العلمية والفنية والاقتصادية والسياسية والاخلاقية والروحية.

وفي الإشارة إلى أن هذه الاحداث والجرائم واعمال التخريب تتسبب بمشاكل للشعب واصحاب العمل، صرح قائد الثورة الإسلامية: لكن هؤلاء المتواجدين في الساحة ومن يقف خلف الكواليس ايضًا هم أحقر من ان يستطيعوا الاضرار بالنظام الاسلامي.

الشعب الايراني شعب لا يهزم

ونوه سماحة قائد الثورة الإسلامية أنه بسبب هذه الإنجازات التي حققها الشعب الإيراني فإن الأعداء كلما فكروا باستخدام ورقة الخيار العسكري يتذكرون أن الشعب الإيراني هو شعب لا يهزم، وقد أكد شعبنا مرارًا للأميركيين ولأعدائه أن "قدومهم بيدهم لكن عودتهم ليست كذلك" وفي حال شُنّ اعتداء فإنهم سيقعون في ورطة وسيُدمَّرون.

كما أشار سماحته إلى مراسم تشييع شهداء أحداث الشغب الاخيرة قائلًا إن هذه الأحداث أماطت اللثام عن وجه من يقفون خلف الكواليس ويدّعون الدفاع عن الشعب الإيراني، معتبرًا أن معاداة مطالب ومعتقدات الشعب الايراني أي معاداة الإسلام وحرق المصاحف والمساجد ومناوئة إيران وحرق العَلَم الوطني والإساءة إلى النشيد الوطني كلها قد كشفت الوجه الحقيقي لمن يقفون خلف الكواليس.

الحظر زاد من المشاكل الاقتصادية

وفي جانب آخر من كلمته أشار قائد الثورة الاسلامية إلى المشاكل الاقتصادية وأضاف أن هذه المشاكل هي حقيقية وأن تسمية السنوات الاخيرة بأسماء تحمل الطابع الاقتصادي والتأكيد على ضرورة حل هذه المشاكل جاءت تأكيدًا على أهمية الاقتصاد، ملفتًا إلى أن الحظر زاد من المشاكل الاقتصادية.

كما أكد سماحة قائد الثورة على ضرورة إيقاع العقوبات على مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير أو التهديد بإضرام النار في المحال التجارية والسيارات الخاصة والأشخاص خلال الأحداث الأخيرة في البلاد ومن أجبرهم على فعل هذه الأعمال.
44 / 33

قائد الثورة الاسلامية: الشهيد والشهادة يشملان مجموعة من القيم الدينية والإنسانية

ممثل قائد الثورة يستقبل أهالي شهداء الدفاع عن أمن إيران

قائد الثورة الإسلامية يزور مرقد الشاه عبدالعظيم الحسني