عندما تغرب شمس اليوم الثلاثين من الشهر الأخير لفصل الخريف في إيران تحتفل الأسر الإيرانية بـ ليلة يلدا منذ الغروب حتى صباح اليوم الأول من فصل الشتاء جالسين إلى مائدة تجمع كافة أعضاء الأسرة.
والتقليد الذي يتبع في ليلة يلدا هو أن الأسر الإيرانية تجتمع في بيت الجد والجدة.
ومما يصاحب احتفالات ليلة يلدا هو قراءة الشاهنامه وأشعار حافظ الشيرازي وتناول الفواكه خاصة الرمان والبطيخ الأحمر والأكلات الشهية بأنواعها.
وكان الإيرانيون القدامى يعتقدون أن الظلام الشيطاني ينتهي في أطول ليلة بالسنة ويحيون الليلة الأخيرة من فصل الخريف حتى بزوغ شمس اليوم الأول من الشتاء.
ويقول أمين نادي النوروز باللجنة الوطنية لليونسكو ومدير ملف يلدا العالمي شبان مير شكرايي: السبب وراء الاحتفال بليلة يلدا هو لفت انتباه الإنسان إلى الطبيعة والنور والضياء والحرارة لأن البشر كانوا يعتبرون الظلام والبرد مؤذيين منذ الألفيات المتقدمة ويعبرون عنهما بالشيطان ويحيون ليلة يلدا لإلحاق الهزيمة بالشيطان تمهيدًا لاستقبال الصباح المضيء والأيام الطويلة.
وتعود احتفالات ليلة يلدا في إيران إلى قديم الأزمان ولكل قرية ومدينة تقاليدها الخاصة بها للاحتفاء بهذا التراث الثقافي التاريخي.
ومن الميزات التي تختص بها ليلة يلدا هي تعزيز الأواصر العائلية وتوطيد أركان الأسرة الإيرانية.
وأدرجت ليلة يلدا على القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي وهو ما يشير إلى أن التقليد الإيراني السالف الذكر يحظى بصيت شائع ذائع في العالم حيث أدرجت اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي باليونسكو ليلة يلدا على قائمتها كالعنصر الثقافي الإيراني التاسع عشر أثناء انعقاد دورتها الـ17 في عاصمة المغرب الرباط.
ويقول نائب رئيس منظمة التراث الثقافي والسياحة والحرف اليدوية لشؤون التراث الثقافي، علي دارابي، إن النجاح المتمثل في إدراج ليلة يلدا على القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي قد حصل على أعتاب حلول هذه المناسبة التقليدية ومن طرفي أهنئ الشعب الإيراني بهذا النجاح.
يعود تاريخ ليلة يلدا إلى ما يزيد عن 8 آلاف سنة مضت وتحديدًا تم تضمين التقويم الإيراني مناسبة ليلة يلداء في العام 502 قبل الميلاد في عهد الملك الإيراني داريوس الأول.
22
اقرأ المزيد
الاحتفال بتقليد ليلة يلدا في مدينة باكستانية
