بيروت - لبنان: نظّمت مبادرة ’’فسيلة‘‘ اللقاء الثاني من سلسلة ’’أشكال الحروب‘‘ تحت عنوان ’’شكل الصراع الأعمق؛ الثقافة ونمط العيش‘‘، بمشاركة عدد من العلماء والباحثين، الذين ناقشوا أبعاد الحرب الثقافية وأثرها في تشكيل الوعي وتفريغ الإنسان من قيمه ومعتقداته.

أهمية الخبر:
يكتسب اللقاء أهميته من كونه يعالج جوهر الصراع القائم اليوم بين المشروعين الإسلامي والغربي، حيث تتقدّم الحرب الثقافية والفكرية لتكون الأشد خطرًا على هوية الإنسان المسلم، في ظلّ هيمنة الإعلام والأنماط الاستهلاكية الغربية على المجتمعات.

الصورة العامة:
أقيم اللقاء في أجواء فكرية حيوية بحضور نخبة من العلماء والمهتمين بالشأن الثقافي، وتخللته نقاشات معمّقة حول مفاهيم الهوية، والثقافة، ونمط العيش، ودور الوعي في بناء المجتمعات المقاومة. وقد حضر ووثّق هذا اللقاء مراسل وكالة إيران برس للأنباء في لبنان، الذي أجرى مقابلات حصرية مع المحاضرين والمشاركين في الندوة.

ماذا يقولون:
و تحدّث في المحاضرة الأولى المرشد الديني في مدرسة المهدي (عليه السلام)، الشيخ نعيم محيدلي، الذي تناول في مداخلته أهمية الوعي بالمشروع الغربي الذي يسعى إلى ضرب مرتكزات الهوية الإسلامية من خلال تفريغ الإنسان من قيمه وإرادته. 
وأشار إلى أن المشكلة لا تكمن في غياب الفكر أو النخب، بل في الأدوات والوسائل التي يجب تطويرها لمواجهة هذا الغزو الثقافي. 
وأكد أن القرآن الكريم، والمساجد، والعلماء، تشكّل محاور أساسية لبناء المجتمع الإسلامي المتكامل القادر على الصمود والنهوض.
أما المحاضرة الثانية، فقد قدّمها الأستاذ الحوزوي الشيخ مرتضى بريطع، حيث ركّز فيها على البعد النفسي والمعرفي في عملية الإصلاح، معتبرًا أن البداية تكون من الفرد، وأن الشباب يشكّلون الأساس في هذا المسار عبر تواصلهم، وتبادلهم للأفكار والخبرات، ونزولهم إلى الميدان لترجمة المفاهيم الفكرية إلى عمل واقعي.
وفي مقابلة حصرية مع وكالة إيران برس للأنباء، قال المرشد الديني في مدرسة المهدي (عليه السلام) الشيخ نعيم محيدلي إن اللقاء انطلق من الأسس العقائدية والفكرية المتينة لدى المسلمين، مع التركيز على ضرورة امتلاك الأدوات الفعّالة لمواجهة التحديات الفكرية والثقافية الغربية. 
وأوضح أن القرآن الكريم والمساجد والعلماء هي الركائز التي يجب أن يُبنى عليها أي مشروع حضاري إسلامي.
أما الاستاذ الحوزوي الشيخ مرتضى بريطع، فأكد في مقابلة حصرية أجراها مراسل وكالة إيران برس للأنباء أن الأساس في المواجهة هو العامل النفسي والإحساس بالمسؤولية الجماعية، مشددًا على أهمية اللقاءات الشبابية التي تخلق بيئة تفاعلية لتبادل الأفكار وبناء حلول واقعية.
كما عبّرت إحدى الحاضرات لمراسل وكالة إيران برس عن استفادتها من اللقاء الذي عرّفها على أشكال الحروب غير الميدانية، كالحروب الفكرية والثقافية والإعلامية، التي أشار إليها سماحة القائد في أكثر من مناسبة.

النقاط الرئيسية)
اللقاء الثاني من سلسلة فكرية تنظّمها مبادرة ’’فسيلة‘‘ بعنوان ’’أشكال الحروب‘‘.
المشاركون أكدوا أن الحرب الثقافية أخطر من المواجهات الميدانية لأنها تستهدف وعي الإنسان وهويته.

نظرة أعمق) أظهرت سلسلة ’’أشكال الحروب‘‘ أن أخطر ميادين الصراع اليوم ليست الجغرافيا، بل العقل والثقافة. فالحرب الثقافية تسعى إلى تحويل الإنسان إلى كائن مستهلك ومنفصل عن قيمه. ومن هنا، تشكل مبادرة ’’فسيلة‘‘ نموذجًا لعمل فكري مقاوم يربط بين الوعي والإيمان والميدان، ويعيد للثقافة دورها في حماية المجتمع وبناء حضارته المستقلة.

manouchehr mahdavi