بيروت - إيران برس: انعقدت في قرية الساحة التراثية – في ضاحية بيروت الجنوبية، الندوة الختامية للفصل الأول من الدورة البحثية لعام 2025 بعنوان "جبهة المقاومة ومستقبلها على ضوء فكر الإمام الخامنئي"، بمشاركة باحثين وأكاديميين من لبنان وفلسطين والعراق وإيران. الندوة، تخللتها مداخلات فكرية تناولت المقاومة من مختلف الزوايا الفكرية والإعلامية والسياسية. وقد حضرها ووثّقها مراسل وكالة إيران برس الدولية للأنباء في بيروت.

أهمية الخبر: تأتي هذه الندوة في توقيت حساس تشهده المنطقة، حيث تواجه جبهة المقاومة اعتداءات متواصلة من الاحتلال الإسرائيلي، وضغوطاً سياسية وإعلامية مكثفة. أهمية الحدث تكمن في كونه مساحة علمية وفكرية لبحث مستقبل المقاومة وأسس قوتها، خصوصاً في ظل تصاعد الحروب الإعلامية ومحاولات التشويه السردية.

الصورة العامة: الصورة العامة التي عكستها الندوة هي صورة جبهة فكرية متكاملة تعمل على دعم خيار المقاومة بالاستناد إلى فكر الإمام الخامنئي، باعتباره مرجعاً فكرياً وإنسانياً، وركيزة لتقديم خطاب أخلاقي وإعلامي وسياسي قادر على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة.

ماذا يقولون: استهلّ المستشار الثقافي الإيراني السيد كميل باقر مداخلاته بالتعريف بمركز الثورة الإسلامية للدراسات، موضحاً أنه يُعنى بتقديم الإمام الخامنئي كمفكر إنساني وإسلامي يمتلك منظومة فكرية متكاملة، ومشيراً إلى أن إطلاق الدورة البحثية الأولى بعنوان "المقاومة والاستكبار: تحولات الصراع وآفاق المستقبل" يهدف إلى مواجهة التضليل وصياغة سرديات صحيحة.

ومن جهته، أكد نائب مسؤول المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي أن المقاومة في فكر الإمام الخامنئي تمثل فكرة إنسانية تنسجم مع النزوع الفطري للبشرية نحو الحرية ورفض الظلم والاستبداد والاحتلال، مستشهداً بتجربتي الشعبين الإيراني واللبناني في مواجهة القمع والعدوان الإسرائيلي.

وفي السياق نفسه، شدد المفكر الفلسطيني منير شفيق على أن مشروع الإمام الخميني لم يكن محصوراً بإسقاط الشاه أو تحرير إيران، بل كان مشروعاً يخص الأمة الإسلامية كلها، لافتاً إلى أن الجيش الصهيوني اليوم أضعف مما كان عليه في السابق، وأن تهديداته لإيران والمنطقة مصيرها الفشل.

أما الباحث الدكتور علي أحمد فقد تناول الإعلام المقاوم كما يقدمه الإمام الخميني، مبيناً أنه يقوم على ثلاثة أعمدة رئيسية: البصيرة لمواجهة التضليل، والثبات والصبر في الخطاب، ثم الهوية الإسلامية باعتبارها صمام أمان ثقافياً يحفظ المجتمع من محاولات التشويه. وفي الإطار ذاته، عرض الباحث العراقي عباس شمس الدين الربيعي دراسة حول مفهومي النصر والشهادة في فكر الإمام الخميني، رابطاً ذلك بالتصور القرآني في مواجهة الهزيمة. وإلى ذلك، اعتبر مدير مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير الدكتور هادي قبيسي أن الحرب الراهنة تُخاض ضد شبكة صهيونية عالمية مدعومة من الغرب، لافتاً إلى أن ميزان القوى يشهد تحولات عميقة بفعل صعود قوى دولية جديدة والتطور التكنولوجي غير المسبوق.

من جانبه، أوضح الباحث في العلاقات الدولية الدكتور محمد سويدان أن الإمام الخامنئي يستخدم مصطلح "جبهة المقاومة" بدلاً من "محور المقاومة" لأنها قائمة على تحالف قيمي وأخلاقي، وهو ما يجعلها عصية على التدمير وقابلة للتوسع.

وفي الاتجاه نفسه، أشار الطالب الإيراني محمد حسين وزاراتي إلى أن التزام إيران بعدم التخلي عن حلفائها في الأزمات أصبح قاعدة راسخة في سياستها الإقليمية، فيما شدد الباحث علي حسن مراد على ضرورة مخاطبة الرأي العام الغربي، ولا سيما فئة الشباب، بلغة يفهمونها، مستشهداً بخطابات الإمام الخميني كمنطلق لبناء جسور تواصل جديدة.

النقاط الرئيسية:

التأكيد على البعد الإنساني والفكري للمقاومة في فكر الإمام الخامنئي.

اعتبار الإعلام المقاوم ركيزة أساسية في مواجهة الحملات المضللة.

إبراز ضعف الجيش الصهيوني رغم تهديداته المستمرة.

تحليل التحولات في ميزان القوى العالمي ودور القوى الصاعدة.

التشديد على أن جبهة المقاومة قائمة على قيم وأخلاق تجعلها غير قابلة للتدمير.

التذكير بالتزام إيران الدائم بدعم حلفائها.

الدعوة إلى تطوير خطاب موجه للشباب الغربي بلغتهم الخاصة.

نظرة أعمق: الندوة لم تكن مجرد نقاش فكري بل عكست حالة وعي جماعي بين الباحثين والأكاديميين حول طبيعة الصراع الراهن وأبعاده الفكرية والإعلامية والسياسية. ما برز بشكل لافت هو التركيز على أن المعركة لم تعد عسكرية فقط، بل هي أيضاً معركة رواية وسردية، وأن الإعلام المقاوم بحاجة إلى تطوير أدواته لمخاطبة الداخل والخارج. كما أظهرت المداخلات أن جبهة المقاومة، بوصفها تحالفاً قيمياً وأخلاقياً، قادرة على الاستمرار والتوسع حتى في ظل الضغوط القصوى، مستندة إلى فكر يربط بين الدين، والسياسة، والثقافة، والإعلام.

kobra aghaei