قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان في تصريح أدلى به مساء اليوم الإثنين للمراسلين في بيروت ان الحرب النازية ضد غزة وصمة عار على جبين كل المشاركين والداعمين لها.

إيران برس - الشرق الأوسط: وأضاف حمدان لليوم الـ129 تتواصل بكل وحشية حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بشراكة أمريكية وبعض الدول الغربية، وكانت آخر محطاتها فجر اليوم مجازر في مدينة رفح التي استهدف المنازل والمساجد والنازحين ممَّا أدى لارتقاء عشرات الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء.

وقال حمدان : إنَّ استمرار هذه الحرب النازية يضع كل المشاركين والداعمين لها وكل المتخاذلين والصامتين والمتقاعسين عن إدانتها وتجريمها ووقفها، أمام مسؤولية سياسية وإنسانية وأخلاقية تاريخية، يتحمّلون تداعياتها وتبعاتها القانونية التي لن تسقط بالتقادم، وستبقى وصمة عار تلاحقهم على مرّ التاريخ.

وأضاف : نخوض محادثات صعبة في مسارات متعدّدة، ونتعاطى بكل مسؤولية مع كل المبادرات والمساعي، التي تلبّي طموحات وتطلّعات أهلنا في قطاع غزَّة، من أجل وقف العدوان، وإنهاء الحصار، وتحقيق الإغاثة والإعمار وتحرير الأسرى في سجون العدو.

وتابع : نبعث بتحيَّة الفخر والاعتزاز لأهلنا في قطاع غزَّة الذين يواصلون تحدّي ومجابهة حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتعطيش، بمزيد من الصبر والمصابرة والرّباط والتضحية والإصرار على التمسّك بالأرض والثوابت والمقدساتوأردف قائلا : مجرم الحرب نتنياهو يتوعّد بملاحقة المدنيين إلى مدينة رفح، التي بلغ عدد من فيها قرابة 1.4 مليون، بعد أن تحوّلت إلى مركز نزوح هائل من مختلف مناطق قطاع غزة، تكدّسوا في المدارس والطرقات والمناطق المفتوحة في أوضاع مزرية، ويتعرضون منذ أيام لقصف وحشي خلف العشرات من الشهداء، رغم ادّعاء الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية أنَّ رفح منطقة آمنة.

وصرح حمدان أن بعد 12 يوما من متابعة من يمتلك ضميرا إنسانيا، يتم الكشف عن استشهاد الطفلة هند، مع أربعة من أفراد عائلتها، بينهم قريبتها الطفلة ليان، برصاص جيش الاحتلال الفاشي، إضافة إلى المسعفَين الأبطال: (الأسماء) المسعف يوسف زينو والمسعف أحمد المدهون، الذين هَرَعَا لإنقاذ العائلة، مع تدميرٍ كامل لسيارة الإسعاف.

وقال : نؤكّد أنَّ هذه الجريمة المركّبة، التي يستهدف فيها جيش الاحتلال، المجرّد من أدنى معايير الإنسانية؛ أطفالاً وطواقم طبية تمارس عملها الذي كفله لها القانون الدولي والإنساني؛ لهي وصمة عار لن يمحوها الزمن.

وأضاف : لقد أُضيفت هند وليان، إلى أكثر من 12 ألف طفل من الشهداء، قتلهم جيش الاحتلال عن سبقِ إصرارٍ، وبدم بارد، في جرائم وحشية فاقت الوصف، ولم يعرف لها التاريخ الحديث مثيلاً، دون أن يجد المجرم الإرهابي، من يردعه، بل تستمر الإدارة الأمريكية الشريكة بشكل كامل في هذه الجرائم؛ في دعمه في شتى المجالات، السياسية والمالية والعسكرية.

وتابع : يواصل جيش الاحتلال الإرهابي حصاره لمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، وينشر قناصته حوله، ويستهدف المرضى والطواقم الطبية، في جريمة حرب مستمرة بحق ما تبقى من القطاع الطبي، في تكرار لسياسة استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، كما حدث في مستشفيات شمال قطاع غزة.

وقال : ندين بأشد العبارات ما تعرض ويتعرض له مدير مستشفى الشفاء الطبيب محمد أبو سلمية من قمع وتعذيب وتكسير يديه وتعمّد إهانته وإجباره على المشي على أطرافه، كل ذلك بسبب رفضه رغم كل الضغط والتعذيب تسجيل فيديو يتهم المقاومة باستخدام مستشفى الشفاء كمقرّ عسكري.

وأضاف : نوجّه التحيَّة للطبيبة الفلسطينية البطلة "أميرة العسولي" التي كانت في مصر عند بدء العدوان على شعبنا، وأصرّت على العودة إلى بلادها، كي تخدم أهلها وتضمّد جراحهم، والتي شاهد العالم كيف جازفت بحياتها أمام قناصة العدو، لأجل إسعاف أحد الجرحى وتابع : نجدّد دعوتنا إلى المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية خصوصاً منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتحمّل مسؤولياتهم الإنسانية والقانونية والأخلاقية، والتدخل الفوري لحماية المستشفى ومرافقه، من الاستهداف الممنهج له.

وقال : يواصل جيش الاحتلال جرائمه النازية ضد أهلنا في الضفة المحتلة حيث وصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 405 شهداء معظمهم في عمليات إعدام ميداني وآلاف الجرحى والمصابين، ويمارس ضدّهم أبشع الجرائم عبر تدمير المنازل ومحتوياتها وإقامة مئات الحواجز وإغلاق الطرق والاعتداء على المارين فيها.

وتابع : يواصل الاحتلال النازي انتهاكاته بحق الأسرى في سجونه، حيث نقل المفرج عنهم شهادات عن أهوال مروّعة ما يتعرَّض له الأسرى والأسيرات من تعذيب نفسي وجسدي، وإهانات وانتهاكات خطيرة، وقد استشهد عدد منهم تحت التعذيب، كان آخرهم الشهيد محمد الصبار، الذي ارتقى نتيجة التعذيب والإهمال الطبي.

وأردف قائلا : تتصاعد اعتداءات المستوطنين على أهلنا في الضفة، من خلال قطع الطرق والاستيلاء على الأراضي، كما تستمر مخططات الاحتلال في تهويد الأرض ومصادرتها؛ حيث أقام المستوطنون بحماية جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة تقوع في بيت لحم جنوب الضفة المحتلة، في انتهاك صارخ لكل القوانين والقرارات الأممية.

وقال حمدان إنه خلال لقاء وفد الحركة في القاهرة مع الوسطاء الإخوة المصريين والقطريين، تمَّ مناقشة رد الحركة على مقترح باريس، وكان تقدير الإخوة المصريين والقطريين بأنَّ ردَّ الحركة إيجابي، ويفتح مجالاً للوصول الى اتفاق.

وأضاف : اطلعت الحركة على ردّ الاحتلال على اقتراح باريس الذي شارك فيه ممثلوه ووافقوا عليه، ونرى أنَّ ردَّ الاحتلال فيه تراجع عن مقترح باريس نفسه، ويضع شروطاً وعقبات لا تساعد في التوصل لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا، وتابع : رد الاحتلال على مقترح باريس لا يضمن أيضا حرية حركة السكان وعودة النازحين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل أراضي قطاع غزة، وعدم تجاوب الاحتلال مع ضرورة فتح المعابر وحرية حركة المسافرين والجرحى، كما أن ما عرضه الاحتلال من معادلات لتبادل الأسرى تؤكّد أنَّه غير جاد في التوصل لصفقة تبادل.

وقال إنَّ سلوك نتنياهو ومواقفه تؤكّد أنَّه مستمرٌ في سياسة المراوغة والمماطلة، وغير معني بالوصول لاتفاق، ويحاول إطالة أمد الحرب، وكسب الوقت لحسابات شخصية تتعلق بمستقبله السياسي.

وأضاف : نؤكَّد أنَّ حركة حماس متمسكة بموقفها، وكانت ولا زالت حريصة على الوصول لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة وإغاثة شعبنا وعودة السكان الى مناطقهم، وإعادة الإعمار وفك الحصار عن قطاع غزَّة وإنجاز تبادل الأسرى.وتابع أن المجرم النازي نتنياهو بإعلانه نيته تدمير ما سماه كتائب حماس في رفح، فإنه مستمرٌّ في سياسة الهروب من الواقع والكذب على جمهوره، فيتحدّث وكأنَّ جيشه المهزوم المكسور، قد نجح في تفكيك المقاومة في باقي مناطق قطاع غزة، فيما الحقيقة التي يشاهدها العالم أجمع أنَّه لا يزال عالقاً في شوارع خانيونس، ينزف يومياً قتلى وجرحى، ويسحب آلياتٍ مدمّرة.

وقال إن ضربات المقاومة المستمرة في محافظتي غزة والشمال في استهداف جيش الاحتلال، وإنَّ ما يقوله رئيس أركان جيش العدو عن تعقيد معركة خانيونس وما يواجهه جيشه من تحدّيات؛ تؤكّد أنَّ المقاومة في جميع المناطق التي تحرّك فيها جيش الاحتلال؛ لا زالت قائمة وفعالة، وتقوم بدورها. واعتبر حمدان مهاجمة رفح المكتظة بالنازحين خطوة إجرامية، لن تكون مدفوعةً إلا بِغاياتِ نتنياهو الشخصية، التي يسعى من خلالها إلى النجاة بنفسه والهروب من استحقاقات أي وقفٍ للعدوان، عبر الإيغال أكثر وأكثر في دماء المدنيين من شعبنا الفلسطيني.

وقال : حكومة نتنياهو الإرهابية وجيشه النازي يضربان بعرض الحائط قرارات محكمة العدل الدولية التي صدرت قبل أسبوعين، وأقرّت تدابير عاجلة تتضمن وقف أي خطوات يمكن اعتبارها أعمال إبادة، ويؤكد سلوك حكومة الاحتلال توفر النية المسبقة والقصد المتعمد في ارتكاب جريمة إبادة جماعية.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً يتحمَّلان كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن هذه المجزرة، بسبب الضوء الأخضر الذي أعطوه لنتنياهو أمس، وما يوفرانه له من دعم مفتوح بالمال والسلاح والغطاء السياسي لمواصلة حرب الإبادة والمجازر.

ودعا حمدان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك العاجل والجاد، للحيلولة دون ارتكاب الاحتلال لجرائم إبادة جماعية في مدينة رفح، وإلى لجم العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، ودعم حقّ شعبنا المشروع في الحرية والتخلّص من الاحتلال.

وقال : إنَّ زعم الاحتلال الوصول إلى أسيرين صهيونيين في مخيم الشابورة برفح وتحريرهما، وتسويقه كإنجاز لجيشه المهزوم، في ظل ما يواجهه من انكسارات ومقاومة في مختلف محاور القتال، خصوصاً في خانيونس، وفشل في استعادة الأسرى لدى المقاومة.

وتابع : ومع انتظار رواية المقاومة حول الحادثة، فهي مصدر المعلومة الموثقة، نشير إلى أنَّ هناك روايات صحفية ميدانية تذهب إلى أنَّ الأسيرين لم يكونا بحوزة حركة حماس، وإنما بحوزة عائلة مدنية، ما يشكّك في مصداقية رواية الاحتلال، ويؤكّد سعيه لتضخيم الحدث بحثاً عن إنجاز مفقود في مواجهة المقاومة، ولذا نؤكد أن القول الفصل هو ما ستعلن عنه المقاومة.

وأردف قائلا : إنَّ احتفاءَ الاحتلال بالوصول إلى أسيرين متواجدين في شقة سكنية –حسب روايته - بعد هذه المدة (128 يوماً) وعبر عملية أمنية معقدة وعسكرية حسب وصفه، هو محاولة مفضوحة لرفع الروح المعنوية المنهارة لجيش الاحتلال وجنوده، في ظل الفشل الكبير في تحقيق أي من أهدافهم.

وختم كلامه قائلا : بعد أكثر أربعة أشهر متواصلة يصرح جيش الاحتلال، بأنَّ 134 أسيراً لا يزالون بحوزة كتائب القسام، وهذا بحد ذاته إنجاز للمقاومة

 
44
اقرأ المزيد