النجف الأشرف - إيران برس: أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن محور المقاومة اليوم أصلب عودًا ودماءُ شهداءنا لن تذهب هدرًا.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية السيد ناصر كنعاني في مراسم أربعين شهداء شاهجراغ بالنجف الأشرف جنوبي العراق إن المجزرة البشعة التي ارتكبها "داعش" في مرقد الشريف أحمد بن موسى الكاظم عليه السلام المعروف بـ (شاهجراغ) في مدينة شيراز، إلى جانب أعمال الشغب التي شهدتها إيران مؤخرًا، كشفت حجم المؤامرة الدولية الغاشمة التي تتعرض لها الجمهورية الإسلامية والتي بلغت حد تحريض بعض المرتزقة على محاربة الثورة الإسلامية داخليًا بهدف الإطاحة بالنظام وإغراق الشارع بالدماء البريئة بعد تقويض السلم الأهلي وبث القلاقل في ربوع بلادنا العزيزة.
وجاء ذلك في الحفل التأبيني الذي أقامته أمس القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مدينة النجف الأشرف بمناسبة أربعينية شهداء شاهجراغ. 
وقد حضر المراسم جمهور غفير من علماء وفضلاء الحوزة العلمية وأساتذة الجامعات وشيوخ العشائر ومعاون محافظ النجف الأشرف . كما حضر حفل التأبين ممثل سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله الوارف، بالإضافة إلى بعض وكلاء المراجع العظام وعدد من الوجهاء ورؤساء المواكب الحسينية في النجف الأشرف.
وقد احتضنت قاعة قادة النصر في مستشفى الإمام علي عليه السلام بالنجف الأشرف هذه المراسم.
وأشار كنعاني إلى أن  أبطال المقاومة الإسلامية العراقيين والإيرانيين واللبنانيين والسوريين نجحوا في إلحاق الهزيمة المذلّة بالفتنة التكفيرية الدموية  وتقويض ما سمي بـ"دولة الخلافة"، وهو الأمر الذي  أجج نيرانًا من الأحقاد في نفوس الإرهابيين الدواعش الذين يناصبون العداء  لكل القيم الإيمانية والإنسانية والحضارية وهم لم ولن يتورعوا عن قتل المواطنين العزّل كما حصل في  شيراز ومن قَبلُ في العراق والعديد من بلدان العالم. 
وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن شيعة آل بيت النبوة الشريف تعرضوا للقسم الأكبر من هذه المجازر الفظيعة التي تعكس الماهية الإجرامية والدموية لعملاء التحالف الأمريكي - الصهيوني- الرجعي، التحالف الذي سخّر جميع أدواته العسكرية والسياسية والمالية والإعلامية لمعاداة جمهورية إيران الإسلامية سعيًا إلى تحقيق هدف الإطاحة بالنموذج الإسلامي الفذ الذي قدّمته إيران طيلة العقود  الماضية، مما ظهر جليًا في حوادث الأشهر الأخيرة على مستوى إثارة أعمال الشغب وتنفيذ عمليات الجريمة المنظمة في طول البلاد وعرضها.

وأضاف كنعاني أن مجزرة داعش حيال المواطنين المصلّين الذين توافدوا على مرقد الشريف أحمد شاهجراغ (عليه السلام)، أكدت السلوك الإجرامي لهذا التنظيم التكفيري الذي يتقرب إلى أسياده المستكبرين بسفك دماء شيعة آل البيت (عليهم السلام) بعدما أذاقه أبطال المقاومة الإسلامية وعلى رأسهم القائدان الكبيران الشهيد أبو مهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني مرارة الهزيمة والطرد المذلّ. فالدواعش المجرمون يقفون في خندق واحد مع الاستكبار الأميركي الصهيوني الرجعي ضد من حققوا النصر على الإرهاب والاحتلال بدليل أن حكومة واشنطن لم تندد بالمجرزة ولا الدول الغربية أيضًا.
وشدد ناصر كنعاني على أن دماء شهداء مزار الشريف أحمد بن موسى الكاظم (عليه السلام) لن تذهب هدرًا لأن المقاومة التي هي اليوم أقوى عودًا، ستطارد الإرهابيين السفاحين أينما اختفوا أو اختبأوا لكي ينالوا جزاءهم العادل، علمًا أن الشعب الإيراني الذي خرج في تشييع مليوني مهيب لشهداء هذه المجزرة في العاصمة طهران ومختلف المحافظات والمدن الأخرى، حدد موقفه الحازم من المؤامرة الدولية والتكفيرية وأعمال الشغب والجرائم المنظمة الإرهابية التي تستهدف برمتها أصل النظام وتفريغ الثورة الإسلامية من مكتسباتها بغية إعادة إيران إلى مربع العمالة والارتهان للأمبريالية الأميركية-الصهيونية وهو ما لن يكون بفضل تماسك الجماهير والتفافها حول ولاية الفقيه وقيادة الإمام الخامنئي الربانية للجمهورية الإسلامية.
كما ألقى ممثل سماحة  قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي كلمة قيمة أمام جموع المعزين في المراسم وأوضح أن عصابات داعش التكفيرية تنفّذ أجندة الاستكبار العالمي وهي تتعمد  تشويه صورة الإسلام الناصعة بسلوكيات دموية إجرامية وإرهابية وهو ما خططت وعملت له الدوائر الاستخبارية الغربية والصهيونية والسعودية طيلة العقود الثلاثة الماضية.
وقال آية الله السيد مجتبى الحسيني في كلمته نيابةً عن سماحة قائد الثورة الإسلامية إن المسلمين وأتباع المثل الإنسانية كافة أدانوا واستنكروا جريمة الدواعش الكفار في مزار الشريف أحمد شاهجراغ بشيراز وعبّروا عن غضبهم الشديد إزاء هذه المجزرة التي راح ضحيتها المواطنون الأبرياء نساءً ورجالًا وأطفالًا، كما أن أبناء الدول الإسلامية أعربوا عن أحرّ مواساتهم مع الشعب الإيراني المؤمن.
وبيّن السيد الحسيني أن الدواعش لا يمتّون بصلة للإسلام وأن الشريعة لها أحكام خاصة في طريقة القصاص ممن هم على شاكلة هؤلاء المنحرفين والمضللين، موضحًا أن الدماء البريئة التي أريقت ظلمًا وعدوانًا ستحصّن مسار الجمهورية الإسلامية المطرد أكثر فأكثر وهي الحقيقة التي أثبتتها وقائع الثورة الإسلامية على امتداد تاريخها الحافل بالتضحيات والمكتسبات والتحديات.
وقد عُرض في المراسم فيلم وثائقي عن مجزرة داعش في شيراز، كما ألقى الشاعران حيدر الشكري من النجف الأشرف وسيد كرار العوادي من الديوانية أبياتًا شعرية  باللغتين الفصحى والدارجة تناولت أبعاد هذه الجريمة النكراء، وأشادت بصمود شيعة آل البيت عليهم السلام على الدوام في مجابهة المظالم والأزمات والمصائب المتوالية.

النجف الأشرف - حميد حلمي زاده

22

اقرأ المزيد 

تفاصيل جديدة عن الجريمة الإرهابية في شيراز