أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية  “أنور قرقاش‌” ليلة الأحد في مقابلة مع قناة “اسكاي ‏نيوز عربية” والتي تُبثّ من الإمارات، أعلن أن حل المشكلات مع إيران سياسي ودبلوماسي وتفاد ‏للتصعيد، مشيراً إلى أن المنطقة لا بد أن تنتقل من مرحلة الصراعات الجيواستراتيجية لمرحلة ‏تفكيك الخلافات والنظر للمستقبل.‏

ايران برس_آراء: يبدو أن هذه التصريحات على لسان هذا المسؤول الإماراتي تأتي من منطلق الرغبة في الدخول في ‏حوار مع إيران لنزع فتيل التوترات القائمة على المستوى الإقليمي فيما كان مسؤولون ‏إماراتيون منهم قرقاش يتحدثون سابقًا بلهجة التهديد والوعيد عن إيران ثم تنشر تصريحاتهم في ‏منصاتهم ووسائل إعلامهم، متماشية مع المواقف السعودية العدائية ‏والمنطوية على الصراع مع إيران إلا أنه انقلبت الآية فجأة رأسا على عقب وأدلى قرقاش بتصريحات متفائلة ‏إزاء إيران وبات يغير مواقفه من إيران حيث يكمن تفسيره وتحليله في التطورات الأخيرة التي عصفت ‏بالعالم والمنطقة بأسرها نختصرها فيما يلي:‏

أولا، إن الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي والتي أصبحت بعضها الآن مكانًا يسرح ويمرح ‏فيه الصهاينة ضمن‌ ما يسمى بتطبيع العلاقات، كانت تتطلع إلى فوز الرئيس الأمريكي المهزوم ‏والمأزوم والمنتهية ولايته “دونالد  ‏ترامب”، معلقة عليه آمالها حتى قبيل قيام الكونغرس بتأييد ‏صحة الانتخابات وفوز “جو بايدن” فيها،  غير أنه جرت الرياح بما لا تشتهي هذه الدول وحسم ‏الكونغرس ملف الانتخابات على حساب مرشح هذه الدول المفضل حيث وصلت إلى قناعة بأن ‏أمريكا لم تعد بإمكانها جلب الأمن للمنطقة بل إن الطريق الوحيد لتوفير الأمن فيها يكمن في تعاطي ‏هذه الأنظمة مع الدول المجاورة بما في ذلك إيران وطرد القوات الأجنبية من المنطقة.‏

‎ ‎ثانيا، إن قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية العسكرية في الذود عن مصالحها العليا خاصة بعد إزاحة ‏الستار عن إحدى القواعد الصاروخية الاستراتيجية للحرس الثوري على شواطئ الخليج الفارسي ‏بحضور القائد العام للحرس الثوري اللواء “حسين سلامي” وقبله حضوره في جزيرة “بوموسى” ‏الإيرانية وتفقده للوحدات العكسرية المنتشرة فيها وتوجيه رسائل ذات مختلف الدلالات.‏

يبدو أنه بعد إزاحة الستار عن هذه القاعدة، فإن هذه الأنظمة التي بصدد شراء أمنها من الكيان ‏الصهيوني وصلت إلى قناعة بأنه في حال حصل أي صراع في المستقبل فإن “بيوتها الزجاجية” التي ‏احتضنت القوات الأجنبية والصهاينة ستكون من الأهداف الرئيسية ومن ثم فإنها ستكون الخاسرة ‏والمتضررة الرئيسية.‏

ثالثا، يبدو أن الإمارات وبعض الدول العربية وصلت إلى هذه النتيجة بأن التحركات الأمريكية في ‏المنطقة في تحشيد قوات وإرسال غواصات وبوارج حربية ليست إلا استعراض عضلات فارغة ‏وعلى هذا فإن هذه الدول أدركت بأن إيران ليست هدفا سهلا لأمريكا وإنما قوتها في الذود عن ‏مصالحها العليا تتجاوز مدى تصور هذه الدول و معرفتها عن ايران.‏

رابعا، إن هذا الاحتمال أيضا وارد بأن هذه الدول ادركت الآن بأنه مبدئيا إيران ليست بحاجة إلى هذه ‏الدول في الساحة الدولية خاصة إذا تعافت علاقاتها مع الإدارة الأمريكة المقبلة وعلى هذا فإنه ليس ‏من المعقول تحويل إيران الى عدو.‏

خامسا، إن فشل العدوان السعودي الاماراتي على اليمن وتركيع جماعة انصار الله اليمنية أوصل ‏هذه الدول إلى استنتاج بأنه خلال السنوات الست الماضية لم تحقق أي من أهدافها بل ازدادت ‏جماعة انصار الله قوة واقتدارا ولم تجلب الحرب اليمنية إلا فضيحة لدول العدوان على المستوى ‏الدولي وفرضت تكاليف باهضة جدا عليها.‏

سادسا، إن اجتماع “العلا” الأخير في السعودية أظهر فشل المحاولات في فرض الحصار على قطر ‏خاصة أن أمير قطر حضر هذا الاجتماع منتصرا وفخورا بصمود بلاده دون أن يخضع بأي شرط من ‏شروط دول الحصار الثلاثة عشر موكدا أن الدوحة ستواصل علاقاتها الطيبة مع كل من إيران وتركيا.‏

د. جلال جراغي

الباحث في الشؤون الإعلامية والسياسية الإقليمية

66

اقرأ المزيد

توقف الامارات في منح التأشيرات للايرانيين مؤقت

الكيان الصهيوني ينشئ قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى اليمنية بالتعاون مع الامارات