إيران برس- الشرق الأوسط: رأى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "الإستقرار الأمني في لبنان الذي نراه مستمراً منذ سنوات مدينٌ للإستقرار السياسي، والإستقرار السياسي مدينٌ لنجاح ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة جنوباً وشرقاً من خلال طرد العدوان "الإسرائيلي" من جنوب لبنان سنة ٢٠٠٠ والتصدي له سنة ٢٠٠٦ وإلحاق الهزيمة الكبرى بهذا العدو "الإسرائيلي" من بوابة لبنان الجنوبي، وكذلك النجاح الكبير الذي حصل في الجهة الشرقية من منطقة البقاع وما جاورها في مواجهة الإمارات التكفيرية سنة ٢٠١٧".
وأضاف "وهذا بطبيعة الحال أدى إلى استقرار أمني وسياسي في هذا البلد على الرغم من أنَّ "إسرائيل" والتكفيريين ترعاهما أمريكا وكان لها أهداف مختلفة، لكن لم تتمكن من تحقيق ما تريد بسبب الإرادة اللبنانية القوية".
وأوضح سماحته قائلاً "ليكن واضحاً أمريكا غير مؤتمنة على مصالح الشعوب وإدارتها لا مصداقية لها، وإذا أردنا أن ندخل أكبر كاذب في العالم إلى موسوعة غينيس يكون أمريكا، وأكبر مجرم عالمي يكون أمريكا، وأكبر مخادع يتكلم شيئاً ويفعل أشياء أخرى هو أمريكا"،ولفت الى أن "أمريكا هذه لا مصداقية لها وهي منحازة بالكامل لـ "إسرائيل" وهي سبب كل الأزمات في المنطقة"، وأضاف "فتِّشوا عن الأزمات واحدة واحدة ستجدوا أنَّ وراءها أمريكا، علينا لن لا نمكِّنها سياسياً في منطقتنا وأن نزيد من هزائم مشاريعها المتلاحقة وأن نعلم أنها ليست مطلقة اليد لتفعل ما تريد، فالمقاومة في منطقتنا يقظة وجاهزة وقادرة على أن تهزم مشاريع أمريكا كما هزمت عدّة مشاريع لأمريكا في منطقتنا".
وأكد على أن "نكون دائماً أقوياء لنحافظ على أرضنا واستقلالنا ولنحمي خياراتنا وأجيالنا"، وقال "ليست أمريكا ولا "إسرائيل" من يقرّر حجم القوة التي يجب أن نمتلكها لندافع عن حقنا ولا شكل هذه القوة ولا أدوات هذه القوة"، وأضاف "سنبني قوتنا إلى الحدّ الأقصى الذي نستطيعه لندافع عن خياراتنا".
الشيخ قاسم أوضح أنه "لم نحصل على استقلالٍ موصوف وسيادة موصوفة في لبنان لولا القوة، ولو لم نراكم قوتنا لما استطعنا أن نهزم "إسرائيل" والتكفيريين"، وقال "سنراكِمُ قوتنا أكثر فأكثر من غير حدٍّ ولا ضوابط لأننا نعتقد أنَّ قوتنا هي التي تحمي خياراتنا ولا نعتمد لا على أمريكا ولا على الأمم المتحدة ولا على الكذب الموصوف دولياً عندما يأتون بالخيارات التي تسمّى سلمية وهي تُخفي قهرنا وإذلالنا وإذلال منطقتنا".
وحول صفقة القرن، قال سماحته "هي قرارٌ بإلغاء فلسطين ومن مؤشراتها نقل القدس إلى "إسرائيل" ومن مؤشراتها نقل الجولان إلى "إسرائيل" بحسب الرأي الأمريكي، ومن خفاياها نقل أراضٍ كثيرة من الضفة الغربية إلى الكيان "الإسرائيلي"، ورأى أن "صفقة القرن هذه هي صفقة سلب الأراضي الفلسطينية وتشريع الإحتلال "الإسرائيلي" (..)، وهي إملاءاتٌ على الفلسطينيين لمصلحة "إسرائيل" وهي مرفوضة جملةً وتفصيلاً ولا مكان لها مع وجود الشعب الفلسطيني المجاهد والمقاومة"، وأكد أن "لا حلَّ إلاّ بالمقاومة المستمرة بكل أشكالها، وإن شاء الله ستشهد الأيام والسنوات القادمة انتصارات حقيقية لمصلحة فلسطين وعودة فلسطين".
بما يخص مؤتمر البحرين، كشف الشيخ قاسم "أنَّ الشكل الإقتصادي (للمؤتمر) هزيلٌ جداً فضلاً عن أفكاره ونتائجه"، وقال "أعلنوا عن ١٥٠ مليار بعنوان فلسطين، ولكن منها للبنان وللأردن ولمصر، يبقى لفلسطين ٢٧ مليار و ٥٠٠ مليون، قسم يصل إلى أكثر من النصف هو قروض وشركات خاصة، والمليار و ٥٠٠ مليون موزعة على عشر سنوات"، ولفت الى أنه "حتى الثمن بخس ولا يساوي شيئاً، علماً أنه لو كانت الأموال ٥٠٠ مليار و٥٠٠٠ مليار وبالترليونات لا يمكن أن نبيع فلسطين بأموال الدنيا ولا يمكن أن يكون لمؤتمر البحرين خطوة على طريق بيع فلسطين".
وأضاف "مؤتمر البحرين فاشل من لحظة الإنعقاد لأنه لا يوجد فيه فلسطيني واحد، كل الفلسطينيين على اختلاف قناعاتهم أجمعوا على رفض هذا المؤتمر"، وتابع "لقد كشف مؤتمر البحرين للفلسطينيين كل الكذابين من دول الخليج والعرب الذين كانوا يعدونهم بأن يقفوا إلى جانبهم فأصبح الفلسطينيون واثقين بأنَّ هؤلاء لا يمكن أن يكونوا معهم لاستعادة فلسطين، وأصبحوا مقتنعين تماماً أن فلسطين تُحرَّر بمعزل عن هؤلاء".
وعن مشروع التوطين في لبنان، قال سماحته إن هذا المشروع "انتهى منذ زمن بالضربة القاضية من خلال ثلاثة أمور، انتهى مع التحرير الأول في الجنوب ومع التحرير الثاني في البقاع ومع لبنان القوي بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة"، وأضاف "لم يعد هناك محلاً للتوطين في لبنان، لأنَّ جميع اللبنانيين ضد التوطين ولأنَّ لبنان أصبح يمتلك القوة التي يقول من خلالها "لا للتوطين"، وأكد أنه "لن تنفع فزاعة الوضع الإقتصادي لتسويق التوطين لأننا سنعمل على الحلول الإقتصادية والمالية الناجحة تحت سقف السياسة غير المنقوصة ولن نقبل بأيِّ حلٍّ أو دعم مشروط بالتوطين أو بمقدماته".
وحول الموازنة، قال الشيخ قاسم "نناقشها تحت سقف مصلحة الناس لذلك رفضنا الحسم من الرواتب والحمدلله انتهى هذا الأمر، ورفضنا ضريبة الـ ٢% على المستوردات وهذا أيضاً انتهى إن شاء الله لمصلحة حلولٍ أخرى، ورفضنا مجموعة من الضرائب التي لا معنى لها وأيضاً انتهت، سنتابع من أجل أن تكون الموازنة معقولة ومناسبة".
وأضاف "سنعمل كحزب الله لنتعاون مع الآخرين على موازنة الممكن وليس الموازنة المشروطة ولا المفروضة من الآخرين لأنَّ مصلحة شعبنا اللبناني هي أولاً قبل أيِّ مصلحةٍ أخرى".
66