إيران برس - الشرق الأوسط: وخلال الحفل التأبيني الذي أقامه حزب الله بمناسبة رحيل فقيد الجهاد والمقاومة الحاج محمد ياغي (أبو سليم) في حسينية السيدة خولة (سلام الله عليها) في بعلبك مساء اليوم الجمعة، اعتبر السيد نصر الله أننا اليوم في لبنان أمام فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا المحتلة، وأمام فرصة لتثبيت معادلة تمنع العدو من اختراق سيادة بلدنا وهذه الفرصة فتحتها الجبهة اللبنانية من جديد.
بداية توجّه سماحته بالعزاء إلى الجمهورية الإسلامية في إيران بشهداء وجرحى التفجير الإرهابي في منطقة كرمان، كما توجه إلى "أخواننا في العراق الى المرجعية العراقية الرشيدة والحشد الشعبي والشعب العراقي بشهادة القائد الحاج أبو تقوى من خلال العدوان الأميركي المباشر على سيارتهم".
السيد نصر الله تحدث عن بعض من سيرة الراحل قائلا "نشهد أنك أيها الحاج الفقيد العزيز كنت مطيعا لله ورسوله والذين آمنوا، أجدد تعزيتي لكم جميعا للحضور الكريم لأهلنا في البقاع لأبناء وجمهور المقاومة وبالخصوص لعائلة الفقيد الشريفة فردًا فردًا".
وأضاف "منذ أن عرفناه نعرفه بأبو سليم، شهادتي فيه هي شهادة حسّية، أنا عرفته منذ ان كنا شبانًا عام 1978، ومنذ الساعات الأولى لتعارفنا نشأت علاقة أخوّة وصداقة ومودة ومحبة كبيرة وثقة كاملة، منذ بداية شبابه كان مجاهدًا وعملًا وحركيا وثائرًا".
وتابع "بداية تعارفنا عندما التحقت بالحوزة العلمية في بعلبك، كما هو معروف بالتنسيق بين السيد عباس الموسوي رئيس المدرسة الدينية والأخ العزيز السيد أبو هشام الذي كان المعني الأول بتنظيم حركة أمل في البقاع آنذاك، صار التنسيق للعمل التبليغي في البلدات.. التقينا في أول مجموعة، كنا نذهب الى البلدات في الليالي أنا والحاج أبو سليم في سيارة واحدة يقودنا أحد الاخوة الأعزاء، وكنا نذهب من بلدة إلى بلدة وكانت مسؤوليته تقديم التحليل السياسي ومسؤوليتي أن أقدم المحاضرة الدينية والثقافية".
وأردف "نشأت علاقة وطيدة بينه وبين الشهيد السيد عباس الموسوي، من علاقته الروحية مع الإمام السيد موسى الصدر نشأت علاقة مع الإمام السيد محمد باقر الصدر، عندما استشهد الإمام الشهيد تأثر الحاج كثيرًا بشهادته وبكاه كثيرا وبقي لسنوات في الجلسات الداخلية كان يردد تلك القصيدة الخالدة الخالدة "باقر الصدر منا سلامًا.."".
وأشار السيد نصر الله إلى أن الراحل "تفاعل بقوة مع الثورة الإسلامية في إيران"، مضيفًا "هذا المسير للحاج أبو سليم ولكل أخ وأخدت منا مع الامام موسى الصدر مع السيد عباس الموسوي مع الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر، هذا الطريق يوصل حكما إلى الإمام الخميني (رحمه الله).
وتابع "بعد عام 1982 التحق أبو سليم بحزب الله، قدرنا كان أن نكون سويا ونبقى معا كتفًا إلى كتف، بعد شهادة السيد عباس الموسوي حيث أوكلت إليّ المهمة الجديدة، كان أبو سليم رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، وبعد سنوات يعود إلى البقاع مسؤولا للمنطقة حينا ونائبًا في مجلس النواب أحيانًا، دائمًا كان معاونًا ومعينا وسندًا وحاضرًا لأداء التكليف دون تردد في أي موقع من المواقع".
وأضاف "عرفناه الأخ الكبير والصديق والرفيق والصادق والوفي والمخلص والمجتهد والمضحي والخطيب المفوّه والكادح الذي يحمل المسؤولية حامل دمه على كفه على كل الطرقات المتواضع القريب من الناس الخدوم، تعلقه بالإمام الخميني وعشقه له منقطع النظير وهكذا مع الإمام الخامنئي.. أما العشق منقطع النظير فهو للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وانتظاره له في الليل والنهار، وأجمل الحديث عنده عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وظهوره وعلاماته.. كل هذا الحب والعشق والبصيرة أنتج عنده هذا الثبات والرسوخ في الخط والبصيرة".
وفي نهاية كلامه عن سيرة الراحل قال سملحته "في حرب تموز كان مسؤولنا في منطقة البقاع وما عاناه البقاع وما قدمه من شهداء وتحمّله من مجازر في مدنييه ورجاله وأطفاله وما دمرت فيه من بيوت وفي مواجهة التكفيريين في سوريا وعند السلسلة الشرقية، كان حضوره في البقاع كبيرا وأغلب عمره وشبابه المبارك أمضاه في خدمة البقاع، وهم يستحقون كل هذا الوفاء من أبو سليم لأنهم دائمًا لم يبخلوا لا بنفس ولا بدم ولا بمال ولا بأي نوع من التضحيات، واليوم نجد البلدات البقاعية والعشائر في البقاع في كل يوم كما في البلدات الجنوبية كما في الضاحية تشبيع الشهداء بالحضور الكبير والإصرار على مواصلة طريق الكرامة والحرية مهما بلغت التضحيات".
وفي حديثه عن جبهة المقاومة ضد مواقع العدو الصهيوني عند الحدود الجنوبية، أشار السيد نصر الله إلى هذه الجبهة مظلومة إعلاميًا، لافتًا إلى أنه على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يومًا تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردًا على الاعتداءات الصهيونية على المدنيين، مشيرًا إلى أن المقاومة نفذت ما يزيد عن 670 عملية خلال الأشهر الفائتة، وفي بعض الأيام بلغ عددها 23 عملية يوميًا".
ولفت إلى أن "المواقع الحدودية التي تم استهدافها 48 موقعًا حدوديًا، و11 موقعًا خلفيًا، والنقاط الحدودية التي لجأ إليها جنود العدو 50 نقطة استهدفت أكثر من مرة، عدد المستوطنات 17".وتابع سماحته "من نتائج هذه المواجهة القائمة منذ 3 أشهر قتل وجرح عدد كبير من جنود وضباط العدو.. العمليات كانت مستنزِفة جدًا له، ومنذ بداية المعركة في جبهتنا الجنوبية مارس العدو تكتمًا إعلاميًا كبيرًا ولا يعترف بقتلاه وجرحاه، والمقاومة قدّمت ما يقارب 90 إصدارًا مصوّرًا حول دبابات وآليات تدمّر وخيمة أو بيت فيه جنود يسقط السقف على الجنود.. اليوم بعض مصادر العدو تنقل عن مصادر في وزارة الحرب الاسرائيلية أن عدد الجنود الذي يصابون بإعاقات قد يصلون إلى 12 ألف جندي منذ 7 تشرين".
وأكد سماحته أنه لم يبقَ موقع حدودي إلّا واستُهدف عدّة مرات، وقد تمّ استهداف التجهيزات الفنية والاستخبارية في كلّ المواقع المعادية، وقال "إخواننا رماة ماهرون يُدخلون الصاروخ الموجّه من نافذة الدشمة للعدو"، معلّقًا على مقولة "إنهم يقصفون العامود"، وقال "هؤلاء إما لا يعرفون وإما جهلة، نحن نضرب التجهيزات الموجودة على العامود التي تقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات ولها سيطرة معلوماتية على جزء كبير من لبنان".
ولفت السيد نصر الله إلى أنه "في المرحلة الثانية هرب جنود العدو الى المستعمرات الخالية من السكان والى محيط المواقع خوفًا من فصائل المقاومة وهجومها على بعض المواقع"، وقال "نحن نحصل على معلومات جيّدة ودقيقة وصور وأفلام بخصوص تموضعات وتجمّعات العدو، وتمّ تدمير عدد كبير من الدبابات والآليات التابعة للعدو واليوم الضباط والجنود مختبئون"، لافتًا إلى أن العدو حاول الاستعاضة عن خسائره الفنية بالمُسيّرات وطائراته الاستطلاعية، وأنه مارس تكتّمًا إعلاميًا شديدًا إزاء قتلاه وجرحاه".
وأشار إلى أنهم في كيان العدو الخبراء يقولون إن عدد القتلى الحقيقي هو ثلاثة أضعاف ما يعلنه جيش الاحتلال، وأن الإحصاء بحسب مصادر وزارة الصحة الاسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 2000 إصابة في جبهة الشمال، وقال "لو كنتم تعرفون حجم الخسائر البشرية لدى العدو وآلياته لما سمحتم لأنفسهم عن جدوى القتال في الجبهة الشمالية"، وأضاف "نفهم أن تكتّم العدو عن خسائره في جبهتنا هو جزء من الحرب النفسية وحتى لا يحرج أمام مجتمعه لأن ما يجري إذلال حقيقي للكيان".
الأمين العام لحزب الله قال "ما يجري عند الحدود الجنوبية وصفه أحد وزراء الحرب الاسرائيليين بأنه إذلال لإسرائيل"، مؤكدًا "كنّا نستهدف أهدافًا عسكرية وضباطًا وجنودًا وإذا ضربنا بيوتًا فهو ردًا على استهداف المدنيين عندنا".
ولفت سماحته إلى أن من نتائج القتال على الجبهة الجنوبية المهجّرون من المستعمرات الشمالية، طيلة الحروب كنا نحن من يتم تهجيرنا، هذا التهجير سوف يشكل ضغطا نفسيا وسياسيا وأمنيا على حكومة العدو إضافة إلى حالة القلق السائدة على جبهة الشمال.
وللذبن سألوا عن الجدوى والفادة من فتح الجبهة الشمالية، قال سماحته "منذ أول يوم قلنا إن هدف هذه الجبهة الضغط على حكومة العدو واستنزاف العدو من أجل وقف العدوان على غزة، والهدف الثاني تخفيف الضغط عن المقاومة في غزة في الوضع الميداني.. هذان الهدفان هل يتحققان فعلا من خلال الجبهة اللبنانية؟ نعم.. عندما اضطر العدو نتيجة خشـيته من تطورات الجبهة من الذهاب إلى حرب شاملة، اضطر أن يأتي إلى 100 ألف جندي، اليوم معلومات عن فرق وألوية بأكملها على حدودنا، هؤلاء تم حجبهم عن غزة".
22
اقرأ المزيد
السيد نصر الله: قوة المقاومة في لبنان وفلسطين فهي ببركة قيادة إيران