إيران برس- الشرق الأوسط: وأكد “محمد جواد ظريف” في مقابلة مع قناة الميادين اللبنانية مساء الجمعة أن ترامب يمكنه أن يصلح علاقته بإيران “إذا تراجع عن كل ما قام به تجاه الشعب الإيراني واغتيال الشهيد سليماني”.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن طهران تقف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الفاجعة العظيمة، وأنها مستعدة دائمًا لمساعدته في مجالات الطاقة وغيرها، وذلك وفق ما يطلب المسؤولون اللبنانيون.
وفي هذه المقابلة الخاصة مع الميادين أكد ظريف أنه “إذا سمح اللبنانيون لمن لا يريد الخير لبلدهم ببثّ الفرقة، فحينها ستكون مخاوف حول مستقبل لبنان”، مضيفًا أن وجود البوارج الأجنبية على السواحل اللبنانية ليس أمرًا طبيعيًا وهذا تهديد للشعب اللبناني ومقاومته.
وأكد ظريف أن إيران مستعدة للمساعدة وليس لفرض شيء على لبنان، مشددًا على “دعم ما يريده الشعب اللبناني وما يختاره، ولم نفرض يومًا أي شيء على أي مجموعة في لبنان. وعلى المجتمع الدولي أن يعترف باستقلال لبنان وأن يبتعد عن التدخل في شؤونه”.
ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن طهران “تتحمل الضغوط من أميركا والكيان الصهيوني لأنها تقف إلى جانب لبنان وهي مستعدة لذلك دائماً”، مؤكدًا أن “ما يختاره لبنان نحن نختاره وأمن لبنان هو أمننا وأي حكومة ينتخبها الشعب اللبناني نتعاون معها”.
وأضاف أن إيران ليس لديها أي اسم ترشّحه للحكومة اللبنانية، وتتعاون مع أي اسم يتفق عليه اللبنانيون، كما أنه ليس لبلاده الاستعداد لاتخاذ أي قرار نيابةً عن لبنان أو سوريا أو أي دولة أخرى.
وكشف ظريف أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لم يتحدث مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كناقل رسالة أميركية فيما يتعلق بالشأن اللبناني وتأليف الحكومة، وأن إيران وافقت على المساعدة بناءً على أن يكون القرار في يد اللبنانيين.
وأضاف: ما طلبه السيد ماكرون هو أن نقوم بمساعدة لبنان من أجل تخطي هذه المرحلة، نتحدث هنا عن المشاكل الطارئة والمشاكل بعيدة الأمد، وإمكانية أن يكون هناك مجموعة دولية من أجل تقديم هذه المساعدات في نيويورك.
كما رأى ظريف أن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت يجب أن يكون لبنانيًا ويجب أن توجّهه الحكومة اللبنانية.
وأشار ظريف إلى أن لقاءه مع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، يوم الجمعة تمحور حول الظروف الحالية في لبنان، وتأكيد السيد نصر الله على ضرورة التعاون بين المجموعات اللبنانية المختلفة، مضيفًا “عبّرنا عن جهوزيتنا لإرسال المساعدات، وتطرقنا إلى ما هي المساعدات التي يمكن أن نرسلها، وتحدثنا عن التغييرات الإقليمية والظروف الموجودة في المنطقة، وأيضًا تحدثنا عن الظروف الدولية وموضوع الملف النووي والتطورات التي حدثت به وما حصل في مجلس الأمن، وكان الحوار مثمرًا جدًا وقد استفدت من ملاحظاته”.
وشدّد في حديثه إلى الميادين على أن العالم الغربي انتهى والغرب لا يملك كل مقدرات العالم، مشيرًا إلى أن البعض غيّر مواقفه المبدئية تحت وطأة الضغوط الأميركية.
أما عن التدخل الأميركي في العراق قال ظريف: نؤمن أن أميركا لا يجب أن تقرّر مستقبل العراق وقلنا للعراقيين إننا سندعم كل من يختارونه لرئاسة الحكومة. موضحًا “لا نقبل التصورات على أننا نحن والأميركيين نفرض حكومات في العراق أو لبنان”.
وفيما يتعلق بالاتفاق التطبيعي المعلن بين الإمارات وإسرائيل، قال ظريف إنه “لن يكون له أي تأثير”، مؤكدًا أن “ما قامت به أبو ظبي مؤسف لكنه ليس جديدًا”.
ولفت إلى أن حكام السعودية وأبو ظبي لهم سوابق مع نتنياهو، وهم لا يعتبرون إسرائيل عدوًا، ويتعاونون مع من يرتكب المجازر بحق الفلسطينيين.
واعتبر ظريف أن ما فعلته أبو ظبي يأتي في سياق دعم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. كما شدد على أن “أميركا والصهاينة لن يقفوا إلى جانب حكام السعودية وأبو ظبي”.
واستطرد ظريف قائلًا: لإيران سواحل مشتركة مع الإمارات، والقرب بيننا لا يجب استبداله بتقارب مع الصهاينة، مشيرًا إلى أن “الكيان الصهيوني استخدم كل إمكاناته ضد إيران ولم يحقق شيئًا يذكر”.
وأضاف: نمدّ يدنا إلى كل دول المنطقة ونغضّ الطرف عن الماضي ونبذل المساعي لأجل أمن المنطقة”.
وأكد زير الخارجية الإيراني أيضًا أنه وفي الاتصال الأخير مع نظيره الإماراتي تحدثا حول جائحة كورونا والتعاون الثنائي.
وتابع قائلًا: حكام الرياض يأملون أن يأتي الأميركيون لمواجهتنا في المنطقة، مؤكدًا أن “حلمهم لن يتحقق”.
وأشار ظريف إلى أنه إذا أراد حكام السعودية الحديث مع إيران فهناك الكثير من الملفات، لافتًا إلى أن إيران لديها الكثير من الأمثلة عن دعم حكام السعودية لمجموعات إرهابية. واقترح ظريف على حكام السعودية أن يقرأوا اتفاق “سلام هرمز” وأن يناقشوه. في وقت “تطرح فيه إيران دائمًا على الطاولة مشروع اتفاق سلام هرمز”.
وبخصوص العلاقات إيران الدولية، قال ظريف: نؤمن بالتعاون الإقليمي والحوار، طالبًا أن “نبتعد عن الأوهام حول جدوى التدخل الأجنبي واستخدام القوة في تحقيق المصالح القومية”.
وبحسب ظريف فإن “العالم اليوم هو عالم ما بعد الغرب، والدول الغربية ترغب أن تكون لها علاقات مستدامة مع الصين”. وشدد ظريف على أن علاقات إيران جيدة مع كثير من الدول وتسعى إلى تعميقها وتوسيعها.
وفيما يتعلق بمحاولات واشنطن لتمرير مشروع لحظر الأسلحة على إيران، قال وزير الخارجية الإيراني: نعتقد أنّ ما قام به الأميركيون هو خطوة غير قانونية. والمسوّدة التي حضّروها منذ شهر أيار/مايو بين أعضاء مجلس الأمن لم تحظَ بتصويت شخصين أو طرفين، وأي وثيقة يجب أن تحظى بتصويت تسعة من الأعضاء ولكنّ اثنين لم يوافقا، لم يوافق أصلًا اثنان على هذه المسودة. وأضاف “هذا القرار الذي قدّمه الأميركيون، لن يكون ناجحًا”.
ولفت إلى أنه “في اليوم الذي خرجت فيه أميركا من الاتفاق النووي وفرضت الضغوط القصوى على إيران، كانت تعتقد أنها تستطيع أن تُجبر إيران على الرضوخ في غضون عدة أشهر، ولكن اليوم بعد أن علموا أنّ كل ما قاموا به لم يكن صائبًا وكان خاطئًا، فهم يريدون أن يخرجوا من الاتفاق النووي، يريدون أن يستخدموا ما يمكن أن يقدّمه الاتّفاق النووي لهم أيضًا في الوقت نفسه.
وعن تصريح الرئيس الأميركي، ترامب، عن أنه متأكد بعد فوزه بالإنتخابات من أنه سيُبرم اتفاقًا مع إيران في غضون 30 يومًا، قال ظريف: إذا ما قرّر أن يبتعد عن سياساته الخاطئة ويتراجع عنها وعن كل ما قام به تجاه الشعب الإيراني واغتياله لقائدنا الكبير الشهيد سليماني ومن كانوا معه وأن يقوم بتعويض الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالشعب الإيراني في ظل سياساته، نتحدث هنا عن مليارات الدولارات، إذا ما قام بفعل كل ذلك وعاد الى الاتفاق مع إيران حينها الجمهورية الإسلامية سوف تفكّر بعرضه وسوف تقوم بإعلان موقفها بشكل رسمي. إنّ السيد ترامب يمكنه أن يقوم بإصلاح هذا الأمر.
وفيما يتعلق بكشف شبكات تجسس خطيرة قيل إنها مرتبطة بالـCIA وبالموساد وبدول أوروبية، قال ظريف: للأسف إنّ استخدام الجواسيس هو واقع موجود في كل مكان وهو مدعاة للقلق، ولا شكّ أنّ إسرائيل والولايات المتحدة تستغلان كل إمكانياتهما وتستفيدان من كل إمكانياتهما، وهناك عددٌ محدودٌ من الأشخاص الذين ربّما قد وقعوا ضحية هذه الشبكات ووقعوا في فخهم، وإنّ إيران سياستها بالنسبة لأصدقاءها وللدول المتحالفة معها ولدول الجوار قائمة على أنّها سياسات ثابتة لا يمكن لجاسوس أن يقوم بتغييرها.
22
إقرأ المزيد
ظريف يؤكد استعداد طهران للتعاون في إعادة إعمار لبنان