تم مؤخراً إثبات دقة القول الشائع «ما أعز من الولد إلا ولد الولد» من منظور علمي، حيث توصلت دراسة جديدة إلى أن الجدات مرتبطات عاطفياً بأحفادهن أكثر من ارتباطهن بأبنائهن وبناتهن.

إيران برس - منوعات : بحسب ما نشره موقع «ديلي ميل» البريطاني، قام باحثون أميركيون بفحص أدمغة عدد من الجدات أثناء مشاهدتهن لصور أحفادهن الصغار. واكتشف الباحثون أنه عند نظرهن إلى الصور، يُلاحظ نشاط في المناطق المرتبطة بـ»التعاطف الوجداني» في أدمغة الجدات.

في المقابل، عند النظر إلى صور أبنائهن وبناتهن، يلاحظ نشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بـ»التعاطف المعرفي» لدى تلك الجدات.

ويتم تعريف «التعاطف الوجداني» بأنه مشاعر الحب والتجاوب مع مشاعر الآخر والإحساس بما يسعده أو يؤلمه. أما «التعاطف المعرفي» فهو القدرة على فهم مشاعر شخص آخر، لكنه لا يعني الشعور بنفس الشيء الذي يشعر به.

ورجح الباحثون أن يكون شعور الجدات بنفس المشاعر التي يمر بها أحفادهن «تكتيكا فطريا» لمساعدتهم خلال المراحل الأولى من حياتهم عندما يكونون صغاراً وضعفاء.

وتُعد الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة إيموري في أتلانتا بجورجيا، هي الأولى من نوعها التي تفحص دماغ الجدات.

وقال الباحث الرئيسي وأستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة إيموري، جيمس ريلينغ: «ما يظهر في البيانات حقاً هو التنشيط في مناطق الدماغ المرتبطة بالتعاطف الوجداني». هذا الأمر يوضح أن الجدات يتجهن نحو الشعور بما يُلم بأحفادهن عندما يتفاعلن معهم، فإذا كان الحفيد يبتسم فإنهن يشعرن بفرحة الطفل، وإذا بكى الحفيد، فإنهن يشعرن بألم الطفل وضيقه.

ووفقاً للباحثين، فإن «البشر مربيون متعاونون»، مما يعني أن الأمهات من البشر يحصلن على المساعدة في رعاية ذريتهن. ومصادر هذه المساعدة يمكن أن تختلف.

وفي هذا السياق قال ريلينغ: «غالباً ما نفترض أن الآباء هم أهم مقدمي الرعاية بجانب الأمهات، لكن هذا ليس صحيحاً دائماً. ففي بعض الحالات، تكون الجدات هن المساعد الأساسي».

وقد أعربت الجدات، اللواتي ينشط دماغهن بقوة أكبر في منطقة «التعاطف الوجداني» عند مشاهدة صور أحفادهن، في استبيان تطرق إلى المدة التي يقضونها مع أحفادهن ومشاركتهن في رعايتهن، أنهن يرغبن في مشاركة أكبر في رعاية الحفيد.

ومن المثير للاهتمام، أنه بمقارنة النتائج الجديدة بما سبق أن توصلت إليها دراسة أخرى لآباء يشاهدون صور أطفالهم، تبين أن الجدات أكثر نشاطاً بقوة في مناطق «التعاطف الوجداني والتحفيز» في الدماغ عند مشاهدة صور الأحفاد.

وقال الباحث المشارك في الدراسة مينوو لي إنها تسلط الضوء «على وظائف الدماغ للجدات التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في حياتنا الاجتماعية وتطورنا»، مشيرًا إلى أنها تشكل «جانبا مهما من التجربة الإنسانية التي تم استبعادها إلى حد كبير من مجال علم الأعصاب،» حيث تتركز غالبية الدراسات العلمية الخاصة بتلك المرحلة العمرية على أمراض الشيخوخة والزهايمر.

44