التطورات الأخيرة في أفغانستان أثبتت مرة أخرى أن الأمريكيين يخذلون حلفائهم في الأزمات ويتركونهم وحيدين في الظروف الحرجة والخطيرة، ولا ينظرون إليهم سوى أنهم عملاء لهم يجب استغلالهم

ايران برس_آراء: لا شك في أن الرئيس الأفغاني السابق “أشرف غني” كان حليفا وثيقا وشريكا ودودا للولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يقيم علاقات شخصية مع الكثير من السلطات الأمريكية بحيث كان يحمل جنسية أمريكية قبل توليه مقاليد الحكم في بلاده ویعتبر نفسه مواطنا أمريكيا ويراهن على واشنطن في كل ما يواجه من صغير الأمور وكبيرها مثلما كان ومايزال‌ يعتبر كثير من الحكام العرب أمريكا عمودا لخيمة مقارباتهم الإقليمية أو غير الإقليمية، واعتمادا على هذا الظن الكاذب والخائب، يقفون موقف المتفرج من القضايا الهامة للمسلمين لاسيما قضيتهم الجوهرية أي فلسطين والعدوان الصهيوني المستمر على الفلسطينيين وانطلاقًا من هذا الظن، قام عدد من هؤلاء بتغيير بوصلتهم السياسية نحو الأمريكيين والصهاينة ذلك في انزياح خطير في تطلعات شعوبهم والمسلمين.

كان أشرف غني من ضمن هؤلاء الذين يراهنون على أمريكا

وكان أشرف غني من ضمن هؤلاء الذين يراهنون على أمريكا ودعمها وبناء على هذا التصور الخاطئ فإنه كان ينظم سياساته ويتخذ مواقفه تجاه مختلف القضايا بما في ذلك حركة طالبان إرضاء للمطالب الأمريكية وبعيدا عن الشعب والشعوب المسلمة وتطلعاتها حيال القضايا الجوهرية وعلى هذا فإنه عجز عن التوصل للوحدة والتلاحم مع الحركات الإسلامية.

Image Caption

الارتماء بين أحضان الأمريكيين وتفويض مصير البلاد لأمريكا خطأ فادح

وإحدى أهم رسائل التطورات الأخيرة التي عصفت بافغانستان كانت موجهة الى الدول الإقليمية خاصة الدول الإسلامية والعربية حيث كان فحواها أن الارتماء بين أحضان الأمريكيين وتفويض مصير البلاد لأمريكا واعتبارها داعمة وحليفة لا تخون ، خطأ فادح ذلك أن أمريكا مثلما ضحت بالكثير من حلفائها فی الماضی ستضحي بهم فیما بعد أيضا عند الضرورة.

الأمريكيون لا ينظرون إلى حلفائهم سوى أنهم عملاء لهم يجب استغلالهم

والتطورات الأخيرة في أفغانستان أثبتت مرة أخرى أن الأمريكيين يخذلون حلفائهم في الأزمات ويتركونهم وحيدين في الظروف الحرجة والخطيرة، ولا ينظرون إليهم سوى أنهم عملاء لهم يجب استغلالهم وبعد انتهاء موعد صلاحيتهم يجب التخلي عنهم وتركهم وحيدين. ونظرا لهذا الأمر، فلا شك في أن الأمريكيين لا يمكن الوثوق بهم فعلى هذا ينبغي على مختلف حكام الدول على الصعيد الإقليمي أن يعوا هذه الحقيقة وأن يعيدوا النظر في نظرتهم تجاه مختلف القضايا بما في ذلك قضية الكيان الإسرائيلي وعدوانه على الفلسطينيين ومخططاته ضد المصالح الإقليمية.

Image Caption

الكيان الاسرائيلي ليس جديرا بالثقة إطلاقاً

وفي السياق نفسه، فعلى بعض الدول الإقليمية التي تسير على طريق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي أن تنتبه لنقطة استراتيجية وهي أنه مثلما خذلت واشنطن حلفائها في السابق ستخذلها أيضا عند الشدائد، والكيان الإسرائيلي هو الآخر وبل أسوأ من أمريكا سيخذل هذه الدول لما أنه ليس جديرا بالثقة إطلاقاً والهدف الذي يرمي إلى تحقيقه من وراء تطبيع علاقاته مع دول عربية هو تحقيق أهدافه ومصالحه الخاصة واستغلال هذه الدول في اتجاه تحقيق أهداف الحركة الصهيونية العالمية.

 

د. جلال جراغي، الباحث في الشؤون السياسية والاعلامية الإقليمية

66

اقرأ المزيد

تطورات أفغانستان عبرة للدول العربية الإقليمية

دلالات الصمت المطبق للجهات الدولية إزاء كارثة اليمن

 

 

 

 

Image Caption
Image Caption