الاجتماع التخصصي للتعاون الاقتصادي بين إيران والصين

انتقد وزير الاقتصاد الإيراني الأسبق، سيد إحسان خاندوزي، ما وصفه بالتقصير في السياسات الاقتصادية والخارجية، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتدشين فصل جديد من التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين وكتلة الشرق.

إيران برس - أسيا والباسيفيك : وفي كلمته خلال الاجتماع التخصصي بعنوان "فرص التعاون الاقتصادي بين إيران والصين"، أشار خاندوزي إلى التحولات في الاقتصاد العالمي، وقال: "بين عامي 2002 و2022، ارتفعت حصة الصين من الناتج المحلي الإجمالي العالمي من نحو 8٪ إلى قرابة 19٪، في حين تراجعت حصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. هذا التحول يدل على أن مركز الثقل الاقتصادي العالمي ينتقل تدريجيًا من الغرب إلى الشرق، ويجب على إيران أن تستعد لهذا التغيير".

وأضاف: "الصين اليوم هي أكبر شريك تجاري لإيران، لكن مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين لا يزال دون الطموح. فعلى الرغم من نمو صادرات النفط إلى الصين والتقدم في مجال التمويل، لا تزال هناك مقاومة على المستويات الإدارية والتنفيذية تعيق تحقيق الإمكانات الكاملة".

وأوضح خاندوزي: "حتى الآن، لم نتخذ قرارًا حاسمًا على مستوى السياسات العامة والإدارة التنفيذية بشأن نوع العلاقة الاستراتيجية مع الصين. للأسف، هناك في البلاد نوعان من النظرة المعرقلة: الأولى هي 'نظرة العجلة الاحتياطية' في التسعينيات، والثانية هي 'نظرة السوبرماركت في آخر الليل' اليوم. وفي كلا الحالتين، لا يُؤخذ التعاون مع الصين على محمل الجد إلا بعد استنفاد الخيارات الأخرى".

وشدد على أن التعاون مع الصين لا يعني قطع العلاقات مع الغرب، وقال: "التفاعل مع الاقتصاد العالمي ضروري لإيران، لكنه يجب أن يكون بطريقة ترفع مستوى الشراكة مع الشرق إلى مستوى استراتيجي، لا أن تقتصر على البيع والشراء. إن الارتباط الاقتصادي والأمني مع الصين يمكن أن يوفر دعامة طويلة الأمد للاستقرار والتنمية في إيران".

وأشار الوزير السابق إلى أن "السنوات الأخيرة شهدت فرصًا ذهبية لتعزيز العلاقات مع الصين، لكن بعضها ضاع بسبب التقصير وعدم التنسيق الداخلي. كما أن الأحداث والتحديات الأخيرة هي نتيجة لهذا التأخير في اتخاذ القرار. ومع ذلك، لا تزال الفرصة الثانية للتعاون مع الشرق متاحة، ويجب ألا نفوّتها".

وأكد أن "إيران يمكنها أن تلعب دورًا محوريًا في إطار المبادرات الإقليمية الكبرى مثل مبادرة 'الحزام والطريق'، وأن تعيد تعريف موقعها في النظام العالمي الجديد من خلال الربط الاقتصادي والترانزيتي بين الشرق والغرب".

وفي ختام كلمته، شدد خاندوزي على ضرورة التوصل إلى إجماع وطني حول هذا التوجه، وقال: "إذا تحوّل هذا النهج إلى خطاب وطني، يمكننا أن نشهد فصلًا جديدًا في العلاقات الاقتصادية والأمنية بين إيران والصين؛ فصلًا ترتقي فيه إيران، بالاعتماد على قدرات شركائها الشرقيين، إلى مستوى أعلى من التفاعل الدولي".

 

kobra aghaei