أهمية الخبر:
تبرز أهمية هذا الخبر في تسليط الضوء على الموقف السياسي الثابت للمقاومة، الذي يربط بين حماية السيادة الوطنية والثبات في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ويشكل رسالة واضحة للداخل والخارج بأن المقاومة خيار استراتيجي لحماية لبنان وكرامة شعبه.
الصورة العامة:
أطلق الحاج محمد رعد موقفه السياسي خلال الحفل التكريمي للنساء اللواتي ارتدين العباءة الزينبية في بيروت، مؤكدًا أن أي تنازل للعدو أو قبول التبعية للوصاية الأجنبية لن يحفظ لبنان، بل سيزيد العدو جرأة، وأن الصمود السياسي والثبات على الحقوق السيادية هما خط الدفاع الأول للوطن. كما شدد على أن الالتزام بالموقف الوطني يتطلب وحدة اللبنانيين وتعبيرهم عن مواقفهم بكل قوة وثقة.
ماذا يقول:
وفي كلمة لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أكد فيها أننا في المقاومة الإسلامية في لبنان ومعنا أمّهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا الزينبيات، نتحمّل الشدائد اليوم، ونصبر على أذى الأعداء وجبروتهم وانتهاكاتهم، ونصمد في أرضنا، ونثبت على موقفنا وخيارنا، من أجل أن نحفظ كرامتنا وكرامة وطننا، وحرصاً على سيادة بلدنا لبنان، ونضحي ونبذل الدماء ثابتين على خيارنا المقاوم، كي لا يستسهل العدو إمكانية إخضاعنا أو إخضاع بلدنا، أو انتزاع الإذعان لمشروعه الإحتلالي العدواني.
وأسف النائب رعد لما نسمعه من بعض الأصوات في الداخل التي تحرّض على الاستسلام للعدو، وتفرّط بالسيادة، متوهمة أنها تحفظ مصالحها، وتعزز مواقعها في السلطة، حين ترتضي التبعية للمحتلين والتصالح معهم على حساب مصالح الوطن وكرامته ومستقبل أبنائه، فهؤلاء هم أنفسهم من كشفوا البلاد أمام الوصاية الأجنبية بكل وقاحة ونذالة ومذلة، ويزايدون بشعارات السيادة الكاذبة، التي لا تعني إلاّ التسلط على شعبهم وحراسة مصالح العدو وأسياده، ويسابقون الزمن للاستثمار على العدو الصهيوني، من أجل أن يغيّروا أو يبدّلوا في القوانين، خصوصاً قانون الانتخاب، وغايتهم أن يضعفوا تمثيل المقاومة ومؤيديها داخل المجلس النيابي، ليسهل عليهم التحكّم بإدارة البلاد كما يتوهّمون، وتحقيقًا لمصالحهم الفئوية على حساب مصالح اللبنانيين كافة، وملاقاة منهم لمشاريع العدو ورعاته الدوليين الذين يريدون فرض الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني، والتصالح معه، والخضوع لإرادة الوصاية الأجنبية في لبنان.
وقال النائب رعد إن المقاومة الإسلامية لا تزال تلتزم بشكل صارم إعلان وقف إطلاق النار رغم استباحة العدو الصهيوني لهذا الإعلان الذي نكث بضمانة تنفيذه الضامنون، الأمر الذي شجع العدو على قتل الناس يومياً، واستهداف بيوتهم وقراهم ومؤسساتهم ومصالحهم، ومواصلة الضغط عليهم، وشن الغارات المتتالية لإرهابهم وترويع أطفالهم، ورغم ذلك كله، فإن المقاومة تدعو الدولة واللبنانيين معاً إلى التمسك بوجوب الضغط لإلزام العدو بإعلان وقف إطلاق النار، وتنفيذ بنوده، بدءاً من وقف الأعمال العدائية إلى الإنسحاب الكلي من أرضنا اللبنانية المحتلة، وإطلاق سراح جميع الأسرى بلا شروط ودون أي قيد أو شرط أو تأخير.
وأضاف: هذا الموقف الوطني يجب أن يعبّر عنه الجميع بكل قوة وثقة وثبات، ودون أي مجاملة أو تردد، لأن هذا الموقف، هو الموقف الذي يحفظ سيادة بلدنا ووحدة شعبه وأمنه واستقراره، وصار لازماً وخصوصاً بعد إقرار الرئيس الأمريكي علناً بشراكته للعدو الصهيوني في تجهيز وتنفيذ مجزرة "البيجر" ضد اللبنانيين، أن ندين الإدارة الأمريكية، وأن نعرب عن شكوك كل شعبنا بمصداقية ادعائها الصداقة للبنان على الأقل، وأن ندرك على نحو اليقين، أن الإدارة الأمريكية هي راعية وحامية الإرهاب الصهيوني، وشريكته في الاعتداء على لبنان، وهي لا تخفي أبداً انحيازها للعدو الصهيوني ودفاعها عن مشاريعه التوسعية والاحتلالية في المنطقة.
وشدد النائب رعد على أن موقف الحق والعدل والاستقامة، لا يستطيع أن ينهض به إلّا المؤمنون بالقيم الإنسانية والرسالية، وبخط الأنبياء والأولياء، من أمثال شهدائنا الأبرار والمجاهدين الشجعان الملتزمين نهج الإمام الحسين (عليه السلام)، سيد أحرار البشرية، والسيدة زينب (عليها السلام) شريكته في مقارعة الظالمين، ودحض ادعاءاتهم وافتراءاتهم في كربلاء وما قبلها وما بعدها إلى يوم الدين، وليكن واضحاً لكل اللبنانيين في السلطة أو في الطوائف والقوى السياسية، أن أي تنازل للعدو أو إبداء تفهّم ما أو قبول ما أو تسويق لذرائع عدوانه الواهية، لن يوقف ابتزازه وتماديه، وإنما سيجرّأه على طلب المزيد والمزيد، حتى يسلبنا الوطن كله، ويصدع قوة موقفنا الرافض لمشروعه وسلوكه، وإن الصمود بوجه اعتداءاته والتصلّب في التمسك بحقوقنا السيادية، هو أدنى ما يجب الثبات عليه حتى نسقط أهدافه، وليكن واضحاً أيضاً، أن خسائرنا في الصمود، هي أقل وأشرف مما سينتزعه منا أو يفرضه العدو علينا وعلى بلدنا من التزامات، ستكون بالتأكيد أسوأ وأخزى فيما لو خضعنا له واستسلمنا لإرادته وطغيانه، إمتثالاً لما يريده الجبناء والمتواطئون.
النقاط الرئيسية:
رفض أي تنازل للعدو الصهيوني أو التبعية للوصاية الأجنبية.
التأكيد على استمرار المقاومة رغم خروقات العدو لاتفاق وقف إطلاق النار.
إدانة الإدارة الأمريكية لدورها كشريك في العدوان على لبنان.
الربط بين موقف المقاومة السياسي ورمزية العباءة الزينبية كرمز للصمود.
دعوة اللبنانيين للوحدة الداخلية والتعبير عن مواقفهم السياسية بقوة وثقة.
نظرة أعمق:
يعكس موقف الحاج محمد رعد أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية، بل مشروع سياسي متكامل يحمي استقلال القرار الوطني ويشكل خط الدفاع الأول أمام التهديدات الداخلية والخارجية. الصمود السياسي والثبات على الحقوق السيادية هما الضمان الحقيقي لحماية لبنان وكرامة شعبه، ويُظهران أن أي محاولة للتفريط بالسيادة أو التنازل للعدو ستفشل، لأن المقاومة خيار استراتيجي وطني ورسالي.
manouchehr mahdavi