أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن ما يجري في قطاع غزة ليس مجرّد مواجهة عسكرية عابرة، ولا أزمة إنسانية عادية، بل هو إبادة جماعية منظّمة مكتملة الأركان، وتطهير عرقي صارخ يجري في ظل صمت أميركي وغربي مطبق.

إيران برس - إيران:

أهمية الخبر:

تسلط تصريحات عراقجي الضوء على التهديدات المتزايدة التي تواجه الأمن والسلم الدوليين بسبب السياسات الإسرائيلية. كما تعكس هذه التصريحات القلق المتزايد من تصاعد العنف والجرائم ضد الإنسانية في القطاع.

الصورة العامة:

تأتي تصريحات عراقجي عشية الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، حيث يركز المجتمع الدولي على الأوضاع الإنسانية المتدهورة في فلسطين. ونُشرت مقالته بعنوان وهم "إسرائيل الكبرى" خطر وجودي وتهديد للسلم والأمن الدوليين في صحيفة "الشرق الأوسط" الإقليمية.

النقاط الرئيسية من تصريحات عراقجي:

عشية الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، يتركز اهتمام الضمير العالمي من جديد، وهذه المرة بإلحاح أشد، على الخطر الوجودي والهويّاتي الأكبر الذي يهدّد المنطقة والعالم الإسلامي، وهو الكيان الصهيوني.

يستخدم الكيان الصهيوني التجويع والمجاعة كأداة إبادة جماعية مستحدثة، وجاعلاً من مراكز توزيع الغذاء مصائد موت للنساء والأطفال الأبرياء الجوعى، ليسطّر بذلك إحدى أبشع المآسي الإنسانية في العصر الحديث.

بالإضافة إلى جرائم الكيان الصهيوني في غزة، إن التوسّع المتسارع في الاستيطان بالضفة الغربية، وتكثيف وتيرة تهويد القدس الشريف، وانتهاك وقف إطلاق النار بشكل متكرر على لبنان، والعدوان على اليمن، وإشعال الفتنة في سوريا، والعدوان العسكري الأخير على إيران، وأخيراً التصريحات العلنية بشأن ما يُسمّى "الشرق الأوسط الكبير"، فيها دلالة واضحة على انتشار هذا الورم السرطاني وتمدده في جسد المنطقة بأسرها.

تشمل طموحات الكيان الصهيوني دولًا أخرى في المنطقة، مما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي. إنّ التصريحات والإجراءات الأخيرة لرئيس وزراء هذا الكيان الخطير تجسيداً فاضحاً لانتهاك ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الآمرة للقانون الدولي، وكشفاً صريحاً عن نيات هذا الكيان العدوانية في السعي للسيطرة على العالم الإسلامي بأسره.

استمرار تعاون ودعم بعض القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة لهذا الكيان المجرم، لا يُعدّ مجرّد مشاركة في الجريمة فحسب، بل يشكّل خطراً متزايداً على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

فقد أكثر من سبعين ألف إنسان – غالبيتهم من النساء والأطفال – حياتهم أو دفنوا تحت أنقاض القصف خلال عامين، فيما أصيب أكثر من مائة وسبعين ألف شخص. أصبح تسعون في المائة من غزة غير صالحة للسكن، وقد شرعت إسرائيل رسمياً في احتلال المدينة عسكرياً وتهجير سكانها الذين لا مأوى لهم نحو جنوب القطاع.

يجب أن يتحوّل الاجتماع القادم لوزراء منظمة التعاون الإسلامي إلى نقطة تحوّل تُرسّخ العزيمة الجماعية للدول الإسلامية لكبح جماح الطموحات التي لا تشبع لدى نتنياهو وعصابته، ومنعهم من مواصلة قتل الأبرياء وتدمير الدول الإسلامية وضمّ أراضيها.

تُعد الملاحقة القانونية الحازمة، عبر جميع المؤسسات الدولية لمحاسبة ومعاقبة قادة هذا الكيان المجرم، إلى جانب فرض عقوبات شاملة على الصعيدين العسكري والاقتصادي عليه، من الضروريات التي لا يمكن إنكارها.

يُعد تقديم المساعدة الفورية وغير المشروطة من خلال إقامة ممرّ إنساني آمن لضمان إيصال المساعدات الغذائية والدوائية والوقود إلى سكان غزة، واجباً إنسانياً وشرعياً عاجلاً.

تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية عقد هذا الاجتماع بأنه خطوة ضرورية لتنسيق هذه الإجراءات الفعّالة والرادعة والملحة. أيّ تردد أو تقاعس أو أي وهم مبنيّ على الثقة في وعود خادعة مثل "اتفاق إبراهيم"، سيؤدي إلى خسارة جسيمة للأمة الإسلامية.

نظرة أعمق:

تعتبر تصريحات عراقجي دعوة ملحة للدول الإسلامية للتحرك بشكل جماعي ضد السياسات الإسرائيلية. يجب أن يتحول الاجتماع القادم لمنظمة التعاون الإسلامي إلى نقطة تحول حقيقية، تتجاوز البيانات والتصريحات، لتشكيل تحالف دولي قوي يضغط على الكيان الصهيوني لوقف العدوان. كما يجب أن تشمل الإجراءات القانونية لمحاسبة قادة هذا الكيان على جرائمهم، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لسكان غزة.

عراقجي: حان الوقت لاعتبار ‘العقوبات’ جرائم ضد الإنسانية

zahra moheb ahmadi