إيران برس - الشرق الأوسط: و رأى رعد أن نزع سلاح المقاومة هو تنفيذ لأجندات خارجية، تسعى لتجريد لبنان من عناصر قوته الدفاعية، و تحويل وجهة الصراع من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي إلى نزاع داخلي لا يخدم سوى العدو. كما حذّر من تداعيات القرار، مؤكدًا أن الجيش اللبناني، رغم احترامه، لا يستطيع بمفرده حماية البلاد من التهديدات، وأن التخلي عن السلاح سيكون بمثابة كارثة وطنية.
أهمية الخبر:
تكتسب هذه التصريحات، التي جاءت في مقابلة متلفزة مع قناة المنار، أهمية استثنائية، إذ تُعدّ الموقف الأوضح و الأكثر تصعيدًا لحزب الله تجاه ملف نزع السلاح المطروح بقوة من قبل بعض القوى المحلية و الدولية. و تشكّل إشارات رعد إلى احتمال التصعيد السياسي و الميداني، تحذيرًا مبكرًا من انهيار التفاهمات الداخلية، في وقتٍ تمرّ فيه البلاد بأزمات مركّبة. كما أن الاتهام المباشر للدبلوماسية الأميركية بالوقوف خلف القرار يفتح بابًا واسعًا للنقاش حول حدود السيادة اللبنانية و مدى استقلال القرار الوطني.
الصورة العامة:
تُظهر المقابلة أن لبنان اليوم يقف عند مفترق طرق حساس: حكومة تتعرض لضغوط خارجية وتتبنى خطة دولية لنزع سلاح المقاومة، في مقابل رفض مطلق من قبل حزب الله الذي يرى أن السلاح هو ضمانة الردع والحماية منذ عام 1982. الانقسام السياسي الداخلي بلغ ذروته بين من يعتبر السلاح تهديدًا للدولة، و من يراه ركيزة لحمايتها. هذا الصراع السياسي يُترجم في الشارع توترًا مكتومًا في البيئة الشعبية، و قلقًا من تفجّر الوضع في حال فُرض القرار دون توافق وطني شامل.
ما يقول:
في المقابلة، قال النائب محمد رعد إن من يطلب منا تسليم السلاح، كمن يطلب منا تسليم شرفنا، ونحن لا ننوي الانتحار، بل نختار الموت على أن نتخلى عن كرامتنا. وأضاف: "يروحوا يبلّطوا البحر"، في رد ساخر على المطالبين بنزع السلاح. واتّهم من تبنّى القرار بأنه إما غبي، أو ارتكب خطيئة وطنية، مشددًا على أن هذا السلاح هو من أسقط المشروع الإسرائيلي وحمى لبنان منذ عقود.
وتابع رعد أن الجيش، رغم احترامنا له، لا يستطيع بمفرده حماية لبنان، خصوصًا إذا كان يتلقى رواتبه من الخارج، متسائلًا عن مدى قدرته على حماية السيادة في ظل هذا الواقع. ولفت إلى أن القرار يُراد منه نقل المواجهة من العدو الإسرائيلي إلى الداخل اللبناني، محذرًا من الفتنة. وأشار إلى أن المقاومة سألت صراحة: إذا سلّمنا السلاح، هل تضمنون ألا تأتوا بمطلب آخر؟ فجاء الجواب: "لوقتها منشوف"، وهو ما يكشف النيات المبيتة.
كما أكد أن المقاومة ثابتة على مبادئها، و لا تغيّرها كما يبدّل البعض مواقفه تبعًا للتحوّلات السياسية. وقال: "الشارع في الجنوب و البقاع و الضاحية يعبّر عن وضوح في الرؤية، و هذا القرار فتح لنا الطريق إلى كربلاء". وختم بالإشارة إلى أن المسار الحالي للحكومة قد يقود إلى صراع داخلي، ما لم يتم التراجع عنه.
وفي سياق متصل، تحدث رعد عن العلاقة الشخصية و العملية التي ربطته بالشهيد السيد رضا الهاشمي (الشهيد الأسمى)، قائلًا: "كان لنا أخًا و أبًا و قائدًا و ملهمًا و ناصحًا و مثلًا أعلى، و كان كالمظلة التي نتفيأ فيها". و أضاف أن العلاقة مع "سيد شهداء الأمة" كانت على المستوى الشخصي رسالية، و على المستوى العملي قائمة على الحوار والاحترام رغم يقينهم بسداد رأيه، و كان يتيح لهم المجال للتعبير عن آرائهم حتى "يلم الموضوع".
وعن الشهيد السيد الهاشمي، قال رعد: "كان خير عضد و صفي و مؤتمن و معين، و كان مديرًا و مدبرًا و حنونًا و محبًا لعوائل الشهداء و المستضعفين، و حريصًا على سلاح حزب الله".
أما بشأن قيادة الحزب، فقد عبّر رعد عن دعمه للأمين العام الجديد، قائلًا: "أغبط الشيخ نعيم قاسم على شجاعته التي أهّلته للتصدي لموقع الأمانة العامة، و سأكون إلى جانبه لنكون على العهد".
كما وجّه تحية خاصة لعوائل الشهداء واصفًا إياهم بأنهم "ضربوا المثل الأعلى في التضحية"، مشيرًا إلى أن "جرحى البيجر هم أكثر المستبصرين فينا في هذه المرحلة".
النقاط الرئيسية:
رفض مطلق لقرار نزع سلاح المقاومة بوصفه مسًّا بالسيادة و الكرامة الوطنية.
اتهام مباشر للولايات المتحدة و العدو الإسرائيلي بالوقوف خلف القرار.
تحذير واضح من نقل الصراع إلى الداخل اللبناني و ما قد ينجم عنه من فتنة.
تشكيك في قدرة الدولة و الجيش على حماية لبنان من دون المقاومة.
تأكيد الثبات على المبادئ و رفض المساومة على السلاح.
تواصل التنسيق مع الرئيس نبيه بري رغم التباينات.
طرح خيار الانسحاب من الحكومة إذا استمر المسار دون مراجعة.
رفض تلميع القرار إعلاميًا أو عبر الغطاء الدبلوماسي.
تحميل الحكومة المسؤولية الكاملة عن التداعيات المحتملة.
الإشادة بالقيادة الجديدة و وقوف رعد إلى جانب الشيخ قاسم.
تمجيد الشهداء و الجرحى كركائز للثبات و المقاومة.
نظرة أعمق:
أظهرت مقابلة محمد رعد على شاشة المنار تحولًا نوعيًا في خطاب حزب الله من المشاركة إلى المواجهة، مؤكدًا أن التخلي عن السلاح يعني الانتحار السياسي و الوطني. استخدامه للرموز الدينية ككربلاء، وللغة الصريحة في اتهام الأميركيين، يعكس مدى الجدية في اعتبار هذا القرار تهديدًا وجوديًا لا سياسيًا فقط.
كما تعكس تصريحاته عمق الأزمة بين الحزب والحكومة، و تُظهر أن حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يعتبره محاولة لتجريده من عناصر القوة. تؤكد المقابلة أن القرار بمثابة خط أحمر، و تُرجّح أن أي محاولة للمضي قدمًا به دون توافق داخلي، قد تدفع البلاد نحو انفجار سياسي و أمني كبير.
manouchehr mahdavi