إيران برس - إيران: والإمام جعفر الصادق عليه السلام هو الإمام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام وهو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأمه هي السيدة الفاضلة الزكية أم فروة وهي من أفضل نساء عصرها وهي عالمة تقية ذات شرف وفضل.
وقد ولد عليه السلام في سنة 83 للهجرة ونشأ في رعاية والده وجده الإمام علي بن الحسين زين العابدين وورث علمهما وفقههما وأخلاقهما العظيمة وحكمتها المنيرة وتسلّم الإمامة في سنة 114 للهجرة بعد وفاة والده واستمرت مدة إمامته الى سنة 132 للهجرة.
ووردت عن الإمام الصادق (ع) روايات كثيرة جدّاً في مختلف العلوم والمعارف، فقد روي أنّ الناس نقلوا عنه (ع) من العلوم ما لم يُنقل عن أحدٍ من أهل بيته (عليهم السلام)، فقد عدّ علماء علم الرجال أسماء الراوين عنه(ع) من الثقات، فكانوا أربعة آلاف راوي.
وقد تصدى الإمام عليه السلام لظاهرة التيارات الفكرية الخاطئة ولاسيما تلك التي تضرب بانحرافها عمقا دينيا سواء أكان عقائديا كالجبر والتفويض حيث صرح الإمام عليه السلام فيما روي عنه بأنه (لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين) وكذلك افكار الإلحاد والزندقة وكذلك الاعتزال الذي تطرّف اليه الخوارج أم كان فقهيا كالقياس بالرأي وأبطل بذلك آراء جميع المنظرين لهذه التيارات الفكرية الخاطئ، وبهذا يمكن القول ان الامام عليه السلام قام بإنشاء حاضرة إسلامية عمّت أرجاء العالم الإسلامي وأسس التنظيم السري لانتشار التشيع وحصن هذا التنظيم من بطش حكام الجور.
والمكانة التي كانت للصادق عليه السلام، علما وإمامة، جعلته ـ كآبائه وأهل بيته عامة ـ عرضة للحسد والعداوات بل وللخوف من قبل الخلفاء والحكام بصورة عامة.
والخليفة العباسي أبا جعفر المنصور الدوانيقي، كان أشدهم في تطلب فرصة للبطش بالإمام والبحث عن ذريعة لقتله، حتى أنه أشخصه أربع مرات من مدينة جده عليه السلام، إلى الكوفة ليقتله، فكانت تظهر من الإمام آيات ومعجزات تمنعه عن الاقدام على جريمته، إلى أن بعث إلى الإمام عليه السلام بسم أجبروه جبرا على شربه، فاستشهد سلام الله عليه مظلوما بسمّ المنصور.
وتولّى الإمام الكاظم (ع) تجهيز جثمان أبيه (ع)، وبعد تشييعه دُفن بجوار مرقد أبيه الإمام محمّد الباقر، وجدّه الإمام علي زين العابدين، والإمام الحسن المجتبى (عليهم السلام) بمقبرة البقيع.
33
اقرأ المزيد
ذكرى مولد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والإمام الصادق عليه السلام
غدًا.. ذكرى مولد النبي الأكرم (ص) والإمام الصادق (ع)