ایران برس- الشرق الأوسط: قال السيد حسن نصرالله: بعد انتصار الثورة الاسلامية اتخذ هذا اليوم يوما للحرس، يوما لحرس الثورة الاسلامية في إيران، اعلان هذا اليوم يوما للجريح المقاوم، يومكم أنتم الجرحى الذين أصيبوا ونزفوا وقدموا أجزاء من أجسادهم اتخذ هذا اليوم يوما للأسير، الاسرى الذين كانوا وما زالوا في السجون وما زال هناك الكثير من الاسرى في السجون، هناك مئات من الاسرى الفلسطينيين الذين دخلوا في اضراب عن الطعام نتيجة الانتهاكات بحقهم.
أولا في المناسبة في حقيقة المناسبة، واتخاذ هذا اليوم يوما للجريح القماوم، أبا الفضل العباس عليه السلام يرمز في التاريخ وفي ثقافتنا إلى ذلك الشاب، والرجل وذلك القائد لأنه كان من النخبة من الصفوة من قيادات الصف الأول ومن الشخصيات المعروفة والمحترمة في تلك المرحلة، القائد المؤمن الناصح والمطيع لإيمانه.
في معركة الحق والباطل والدفاع عن المقدسات لا مكان للحياد، والعباس قدم اخوته بين يديه ولم يقف على الحياد، هو الذي وقف وحيدا وفي جنبيه روح أبيه الذي كان إذا نظر إلى جيوش الاعداء لا يرهبه هذا المنظر ولو كان كل بقاع الارض يمتلئ بهم. كنا نتعلم حتى عندما يكون أحدنا وحيدا كيف نقف بصلابة وشجاعة وشهامة دون أي تردد أو خوف أو قلق، هو الذي كان يبادر ويهاجم ويقتحم، العباس الذي قدم أعظم صورة للأخوة والذي لم توقفه جراحه عن المضي نحو الهدف وحتى النهاية وتقديم أقصى الجهد في نصرة إيمانه وقضيته.
هذا الرجل، هذا القائد العظيم، هو قدوتنا وقدوة جرحانا ولذلك اتخذ يوم ولادته يوما للجرحى، ولكم أيها الجرحى ان تفخروا بهذا اليوم وبصاحب هذا اليوم، أنتم أيها الاخوة والاخوات لم تقفوا على الحياد في معركة المقاومة ضد العدو ولم تقفوا على حياد عندما واجه شعبكم أي تهديد بل كنتم دائما الحاضرين والمبادرين والدليل انه من بينكم جرحى من الحرب القوية في 2006 وما قبلها وما بعدها
أنتم الشهود الاحياء، على ان ما ننعم به اليوم في لبنان من انجازات وانتصارات وأمن وسلام داخلي وقوة ردع، واستقرار يعود إلى درجة كبيرة جدا إلى تضحياتكم. هذه الانجازات التي تحققت في لبنان ليس من فضل ولا من عطاءات الاميركيين، أو حلفاء أميركا أو أدوات أميركا بل نرى ونجد عند قدر كل شهيد عسكري أو مدني في لبنان ونرى في جراحكم الدامغة "صنع في أميركا"، وما عندنا من أمن وسلام صنعه شهداؤنا وأسرانا وجرحانا ولا يحق للارهابيين الشياطين القتلى المتآمرين أن يأتوا إلى لبنان ويتحدثوا ويمنّوا علينا بالاستقرار والسلام.
أنتم اليوم الذي يشاهدكم الناس والعالم تجددون هذا المعنى ان جراحكم وعرق اخوانكم المجاهدين، وصبر وتحمل أهلكم وشعبكم هو الذي يقدم للبنان وللمنطقة هذا الامن والاستقرار.
أميركا هو أصل الإرهاب
يأتي الأميركي الذي هو أصل الارهاب و رأس الارهاب وماهية الارهاب، أميركا ليست داعمة للارهاب، الادارة الأميركية هي ارهابية عقلها ارهابي وممارستها ارهابية ونحن نقف بوجه هذا الارهابي الذي كان من أعظم تجلياته المجزرة في هيروشيما وصولا إلى اليوم.
أميركا تذل أمة بكاملها من أجل اسرائيل وتصنع الجماعات الارهابية وتقدم لها كل التسهيلات ثم تأتي وتصنف المدافعين عن الارض والمقدسات والاعراض بأنهم ارهابيون، هذه قمة الوقاحة وقمة الحماقة واليوم نشهد على شاهد جيد من قمة الوقاحة الأميركية، يأتي لتصنيف حرس الثورة بارهابيين ويضعهم على لائحة التنظيمات الارهابية، أن يأتي إلى مؤسسة عسكرية رسمية في دولة معترف بها بالعالم ويصنفها بأنها ارهابية، هذه سابقة.
الحرس مؤسسة جهادية وعظيمة وبطبيعة الحال عندما يتخذ بحقها هذا القرار، كل شرفاء العالم يكون لديهم شعور خاص، نحن ندين ونستنكر ونقبح هذا القرار ونقف إلى جانب اخواننا وأحبابنا ونعلن الاعتراف بفضلهم الكبير والعظيم في الدفاع عن الاسلام والأمة وعن المقدسات وشعوب المنطقة وليس فقط عن الشعب الإيراني بل عن شعوب المنطقة ومقدساتها.
من واجبنا ان نقف معهم وإلى جانبهم وأن نعبر عن هذا الموقف، اليوم برأيي هذه خطوة طبيعية من هذا الشيطان الأكبر، يريدون اعادة صياغة الشرق الاوسط بطريقة جديدة وساعدتهم أدواتهم في المنطقة لكن ما حصل ان شعوبنا وبعض الشعوب وقفت بوجه هذ المشروع وألحقت به الهزيمة، نحن لا نشعر اننا ضعفاء ووضعنا على لائحة الارهاب دليل على اننا أقوياء، لو كنا عاجزين عن مواجهة مشاريعهم لما وضعوا قيودًا علينا.
ما يجري شيء طبيعي ويجب ان ننظر إليه على انه شيء طبيعي، اليوم أتوا في خطوة غير مسبوقة ليضعوا الحرس الثوري الإيراني في لائحة الارهاب لأنه في موقع مركزي وهو الأقوى والاهم والاشد تأثيرًا، هذا يعبر عن خيبة ترامب وخيبة الأميركيين.
مواجهة العدو واجب أخلاقي
لكل الذين يراهنون على الاجراءات الأميركية نقول، صحيح نحن حتى الآن أمام لوائح الارهاب نكتفي بالادانة والتنديد والصبر وشد الاحزمة بادارة الوضع، لكن هذا لا يعني اننا لا نملك أوراق قوة مهمة وأساسية ولا أتحدث فقط عن حزب الله بل عن محور المقاومة، نملك الكثير من عناصر القوة لكن هذه ليست سياسة دائمة وثابتة هناك بعض الاعمال التي يقدم عليها الأميركي من يقول انها ستبقى من دون رد فعل، أنتم مخطئون عندما يشعر اي فصيل أو جزء من محور المقاومة ان هناك وضعا خطيرا ما يتهددنا ويتهدد شعبنا وقضايانا الرئيسية من قال أننا سنكتفي بالاستنكار. من حقنا ومن واجبنا الاخلاقي ان نواجه كل أولئك الذين يمكن باجراءاتهم ان يهددوا شعبنا او بلدنا أو مقاومتنا. لكن بطبيعة الحال يدنا مفتوحة وخياراتنا مفتوحة لكن في الوقت المناسب عندما يكون هناك اجراء بحاجة إلى رد فعل سيكون هناك رد فعل مناسب .
نحن نعبر عن خالص مشاعرنا إلى جانب أهلنا والشعب الإيراني الشريف وما يفعله الإيرانيون اليوم قدوة ونموذج إنساني وأخلاقي في مقابل الوحشية الانسانية الأميركية، أميركا التي تمنع المساعدات من الوصول إلى اليمن وتمنع الإيرانيين في الخارج من ارسال الأموال إلى عائلاتهم.
السعودية تسعى لتصفية القضية الفلسطينية لصالح اسرائيل
دخلنا في السنة الخامسة للعدوان الأميركي السعودي البريطاني على اهل اليمن وشعب اليمن، سنوات مضت على هذه الحرب وهناك مشهدان، مشهد العدوان والمجازر والقتل والارهاب، جيء بجيوش وامكانات هائلة واتهامات طويلة في المقابل شعب محاصر يقاتل ويصمد، بعد 4 سنوات من الحرب وبدء العام الخامس والاخوة في اليمن صامدون وازدادوا قوة، بالاصل عندما بدأت عاصفة الحزم كان في رهان انه إذا استطاع محمد بن سلمان أو القيادة السعودية ان تحسم المعركة خلال اسابيع قليلة، لو هزم اليمنيون ماذا كان سيحصل لو انتصرت السعودية في اليمن خلال اسابيع أو أشهر؟ أو من كان سيدفع ثمن انتصار محمد بن سلمان في اليمن هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطنية لأن السعودية غارقة في موضوع تصفية القضية الفلسطينية وتسويتها لصالح اسرائيل.
كان سيقدّم هذا النصر بشكل مضلل وبشكل مضخم وسيقدّم هذا الرجل كقائد للأمة العربية، هزيمة السعودية على ايدي الجيش واللجان الشعبية في اليمن هو اليوم يحمي القدس وفلسطين وكل ارض عربية ما زالت تحت الاحتلال ويهبها ترامب للاسرائيليين والصهاينة. أضيف اليوم ان هؤلاء المظلومين في اليمن هم في النتيجة أيضا يقاتلون ويدافعون من أجل ان يبقى بعض الكرامة لحكومات وشعوب دول الخليج بالاضافة إلى ان هؤلاء اليمنيين يدافعون عن اعراضهم وأرضهم.
في هذه الأيام الذكرى السنوية لاستشهاد السيد محمد باقر الصدر وشقيقته، من واجبي لان أقول نحن جميعا سواء كنا ننتسب إلى الشهيد الصدر أعتقد ان اليوم أبناء الاسلام وعلماء الاسلام نحن معنيون أن نعيد تعريف هذه الشخصية التاريخية من جديد، كمفكر عظيم في الدين الاسلامي، ما قدّمه على المستوى الفكري زوّد الحركة الاسلامية والعلماء المسلمين بثروة فكرية هائلة مكّنته من مواجهة تحديات جارفة في تلك الأيام .
ترامب يقدم هدايا انتخابية لنتنياهو
الآن بعد الانتخابات الاسرائيلية وعلى الارجح بنيامين نتانياهو سيعود إلى تشكيل حكومة يمينية صهيونية، نحن أمام مرحلة جديدة في العلاقة بين ترامب ونتانياهو، وترامب يقدم الهدايا لنتنياهو، سنكون أمام استحقاق كبير يتعلق بحدودنا البرية والبحرية القلق الذي أبداه بعض المسؤولين على مصير تلال شبعا هو قلق صحيح لكن المسألة ترتبط بارادتنا الوطنية وليس بارادة ترامب
طبعا أمام المستجدات وبعد زيارة بومبيو التي لم تؤد إلى نتائج، السياسة الأميركية التحريضية مستمرة لبث الفتنة في لبنان، نحن لسنا في حالة تراجع وصعودنا يثير قلق ترامب، ولا معطى جدي عن فرض عقوبات على اصدقاء لنا ويبدو ان هناك لبنانيين في واشنطن يعلمون بهذا الاتجاه.
يجب ان يعرف اللبنانيون ان مصلحتهم في التضامن وعدم الاستماع للتحريض الأميركي الذي دمر بلدانا حولنا. أطلب من الشعب اللبناني عند سماع ترامب وبومبيو استحضروا أمام أعينكم الدول التي دمرها التدخل الأميركي والاسرائيلي والتي حطمها التآمر الأميركي الاسرائيلي وبعض المال الخليجي.
اللبنانيون يجب ان يحسموا خياراتهم وأضمّ صوتي إلى صوت نبيه بري الذي صدح في الدوحة وأمام برلمانيي العالم ليقول الحق بصوت مرتفع ويدل الجميع على طريق الخلاص: الوحدة والمقاومة. عندما نأتي إلى لبنان الطريق هو الوحدة والمقاومة إذا كنا نريده أن يبقى حرا مستقلا ومزدهرا.