أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) على أهمية دور معارض الكتاب في زيادة الوعي والنضج ونشر المعرفة بين المواطنين ونشر ثقافة الدول التي تنظمها.

إيران برس - إيران: وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها المدير العام لمنظمة إيسيسكو "سالم بن محمد المالك" أمس الجمعة في المعرض الدولي للكتاب في طهران.

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه

أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة

اسمحوا لي في بداية هذه الكلمة أن أتوجه بالشكر إلى القائمين على تنظيم المعرض الدولي للكتاب في طهران، وخاصة وزارة الثقافة. كما أتوجه بالشكر إلى اللجنة الوطنية الإيرانية وإلى مكتب الإيسيسكو الإقليمي في طهران.

إن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" باعتبارها ضمير العالم الإسلامي في مجالات اختصاصها، تضع من أهدافها الكبرى، تعزيز الوعي وتقوية مجتمعات المعرفة في الدول الأعضاء. وتعتبر الحضارة الإسلامية من أبرز الحضارات الإنسانية التي اهتمت بالكتاب في كل مراحل إنتاجه، كما تزخر مكتبات الدول الأعضاء بالعديد من الكتب والمخطوطات والوثائق مما لا يوجد له مثيل في دول العالم الأخرى. وقد كانت الحواضر الإسلامية محطات كبرى لتداول الكتب بين المشرق والمغرب بحيث كان الكتاب يؤلف في المشرق فيصل إلى المغرب في شهور قليلة، والعكس صحيح، فقد وصل كتاب المقدمة لابن خلدون مثلا إلى المشرق في وقت قياسي.

إن معارض الكتاب في الدول الأعضاء تعد من أنجح معارض الكتاب على الصعيد العالمي، وتبقى أمام دول العالم الإسلامي تحديات كثيرة للرفع من مستوى المقروئية ووضع التشريعات اللازمة لحماية المساهمين في هذا القطاع على طول سلاسل اًو مرور، إنتاج الكتاب ابتداء من ضمان حقوق الملكية الفكرية للمبدعين والمؤلفين بمحاربة القرصنة والحرص على حماية حقوق الناشرين والموزعين، وانتهاء بضمان وصول الكتاب إلى القراء بأسعار مقبولة.  

أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة

تساهم معارض الكتاب في زيادة الوعي والنضج ونشر المعرفة وترسيخ تقاليد القراءة في المجتمعات لدى المواطنين حتى يشاركوا بوعي في الشأن العام، متطلعين إلى الرقي بمجتمعاتهم نحو الأفضل. ولا شك أن هذه الأهداف تشكل عاملا رئيسيا لتحقيق نهضة علمية وتنمية شاملة في أبعادها المجتمعية والتربوية والاقتصادية والثقافية.  

وإضافة إلى نشرها للمعارف وتقليص بؤر الجهل والأمية، فإن معارض الكتاب لها أيضا قيمة اقتصادية حقيقية من خلال دعم النشر والتوزيع وصناعة الورق وما يرتبط بذلك من مجالات مهنية تستفيد من الحركية التي يعرفها سوق الكتاب بحيث إنها تقوي الاقتصادات الوطنية وتحقق عائدات مادية مهمة.  

ثم إن هناك بُعدًا آخر يتمثل في تعزيز حقوق الإنسان وتوفير المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات، فإن المجتمعات التي تقرأ تحترم كرامة مواطنيها وتوفر لهم  مصادر المعرفة الضرورية في كل مجالات الحياة حتى يساهموا في الرفع من أقدار  مجتمعاتهم.  

إن تنظيم معارض الكتاب يساهم بشكل كبير في نشر ثقافة الدول التي تنظمها والتعريف بأعلامها وأدبائها ومفكريها ونخبها الثقافية، وإطلاق طاقات الإبداع لدى شبابها.    

إن الأساس الذي قامت عليه فكرة تنظيم معارض الكتاب هي تقريب المعرفة من القارئ وتضييق المسافة الجغرافية والزمنية التي يمكن أن يتطلبها البحث عن مصادر تلك المعرفة. كما يخفض التكلفة المادية للبحث عن الكتب والمراجع أمام الباحثين سواء كانوا في مراكز البحث والجامعات أو من عامة الناس. إن معارض الكتاب تشكل لدى كثير من دول العالم موعداً مهمًا لبروز القوة الناعمة لهذه الدول وتحقيق تراكم معرفي ورأسمال معنوي يضاهي الرأسمال المادي لهذه الدول، ويجعلها فاعلة ومؤثرة في المشهد الثقافي العالمي.

أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة

في ختام كلمتي أشكر القائمين على تنظيم معرض الكتاب في طهران لما يقوم به من أدوار من نشر المعرفة وتبادلها وإتاحة الفرصة أمام المثقفين والأدباء والمفكرين والكتاب بصفة عامة للقاء وتبادل الأفكار بما يخدم السلام والتعاون بين الدول.

 

44/33

اقرأ المزيد

معرض طهران الدولي للكتاب هو أحد المظاهر الثقافية للمقاومة الإسلامية

معرض طهران الدولي للكتاب منطلق للتعاون بين إيران وقطر