مع الأخذ بنظر الاعتبار المؤشرات المتوفرة والعملية الإرهابية التي أدت إلى استشهاد العالم النووي الإيراني “محسن فخري زاده” لا شك أن هذه العملية الجبانة كانت نتيجة لمؤامرة أمريكية إقليمية صهيونية.

ايران برس_آراء: وكان قد رجح معظم المحللين والتحليلات خلال الأيام القليلة الماضية في إشارة إلى زيارة سرية لرئيس وزراء الكيان الصهيوني “بنيامين نتانياهو” برفقة رئيس جهاز الموساد، “يوسي كوهين” إلى السعودية ولقائه ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” ووزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” مجتمعا، رجحوا إمكانية قيام هذا الثالوث الشرير بعمل أمنى وعسكري ضد مصالح محور المقاومة على رأسها إيران.

إن خطوة نتنياهو في زيارة سرّية إلى السعودية برفقة يوسي كوهين، كانت تدل على خطة مبيّتة شيطانية ضد دولة إسلامية مستقلة تدافع عن مصالحها ومصالح شعوب المنطقة.

قضية إمكانية الحد من منسوب التوتر بين إيران وأمريكا كانت هاجسا مشتركا للسعودية وإسرائيل ووزير الخارجية الأمريكية الصهيوني “مايك بومبيو” وعناصرهم المرتزقة في داخل وخارج إيران، هم الذين يرون مصالحهم في إضعاف إيران.

وبناء على معطيات إعلامية وتحاليل عامة ولا أمنية، فإنه لا شك أن الثالوث الشرير يقف خلف هذه العملية العمياء التي انتهكت مرة أخرى القانون الدولي ومنشور الأمم المتحدة.

وربما كان منطق هذا المثلث الشرير في ارتكاب هذه الجريمة العمياء منطويا على أنه إما أن سترد إيران على هذه العملية ردا قاسيا وفي هذه الحالة تمكنا من جر إيران إلى مرحلة مواجهة تهمش قضية خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) واستئناف المفاوضات بين إيران والحكومة الأمريكية المقبلة ومن ثم رفع العقوبات ضدها وإما إيران لن تنجر إلى هذه المعادلة ففي هذه الحالة أيضا ستفقد أحد علماءها الكبار والفاعل.

وفيما يتعلق ببعض أجهزة عربية خاصة السعودية منها واحتمالية تورطها في هذه العملية، يمكن القول بأن السعودية تعتبر ثالثة الأثافي في هذه المؤامرة بما أنها تدعم زمرة المنافقين ونشاطاتها وأعمال مرتزقيها داخل إيران، وعلى هذا فإنها متورطة، مباشرة كانت أو غير مباشرة، في هذه العملية.

فلو ثبتت هذه الفرضية فإن الرياض يجب ألا تشعر بالأمن ذلك أنها في سابقةٍ هي الأولى من نوعها تجاوزت حدودها ووقعت في مصيدة الصهاينة وطبعا من المرجح كثيرا أن تكشف وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة عن تفاصيل أكثر حول هذه العملية والدور الذي لعبته السعودية في محاولة لإيقاعها في وحل تداعيات هذه العملية.

النقطة الأخرى الجديرة بالذكر هنا ترتبط بالمجتمع الدولي خاصة الدول الإسلامية منه، إذ عليه أن يقوم بإدانة هذه العملية الجبانة التي انتهكت القانون الدولي وضرورة ملاحقة ومعاقبة المتورطين فيها. كما أنه على الدول الإسلامية ألا تلتزم بالصمت بعد الآن ذلك أن هذه العملية ومثلها من العمليات الإرهابية الوحشية ستطالهم أيضا ومن الممكن ألا تستثنى هذه الدول أيضا من تداعيات هذه العملية.

66

اقرأ المزيد

الهدف من زيارة نتنياهو الأخيرة للسعودية

يتعين إعادة النظر في تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

بيان قائد الثورة حول استشهاد عالم نووي إيراني